طلبت السفارة السودانية في اليمن من السلطات في صنعاء منع عقد مؤتمر quot;برلمانيين عرب من أجل دارفورquot;.

منعت السلطات الرسمية اليمنية اليوم عقد المؤتمر الثاني quot;برلمانيين عرب من أجل دارفورquot; كان مقررا عقده اليوم وغدا في العاصمة صنعاء بحضور برلمانيين من مصر والأردن ولبنان والسودان واليمن.

ترتيبات المؤتمر سارت بشكل اعتيادي حتى الصباح قبل افتتاح المؤتمر حيث فاجأ جهازي (الأمن القومي) و(الأمن السياسي) الاستخباراتيين منظمي المؤتمر بأنه لن يتم عقده بناء على توجيهات عليا.

وأكدت مصادر متعددة أن المنع يأتي بعد أن طلبت السفارة السودانية في اليمن وزارة الخارجية بمنع انعقاد المؤتمر معتبرة أنه يشق الصف السوداني وأنه يؤثر في وحدة السودان.
وعن الجهة المنظمة قال رئيس المنتدى الديمقراطي الاجتماعي نبيل عبدالحفيظ لـ إيلاف quot;ببساطة فؤجئنا صباح اليوم بمنع لإقامة المؤتمر وتعللوا في البداية بعدم وجود تصريح في حين لم يطلب مننا أي تصريح في فعالياتنا طوال العشر السنوات الماضيةquot;.

وأضاف: quot;حتى قضية حضور البرلمانيين المشاركين تمت عن طريق وزارة حقوق الانسان وهناك ملف متكامل تم تسليمه لوزارة الخارجية حول الفعاليةquot;.

وأشار إلى أن الفعالية كانت تهدف إلى تفعيل الدور العربي من أجل قضية دارفور، في ظل وجود الدور الأجنبي الكبير حول القضية وغياب الدور العربي، وهو مانتمنى تواجده ونحن في الأخير لانهدف من التحالف العربي من أجل دارفور إلا إلى وحدة أرض السودان وشعبه وسلامة إخواننا في دارفور.

وأوضح إن التحالف جاء من أجل إرساء قواعد الوحدة والسلام تم إنشاء التحالف العربي من أجل دارفور لأننا حريصين على وجود تحرك عربي رسمي ومايحدث من تحرك من قبل المنظمات ليس سوى الصوت الشعبي الداعم للموقف الرسمي العربي.

وحول الدور السوداني في منع إقامة المؤتمر قال نبيل عبدالحفيظ إنهم لم يبلغوا رسميا من الحكومة أن المنع بطلب من السودان لكنه أكد أن هناك أمور تجري من وراء الكواليس مرتبطة بهذا الأمر، وأن الجهات الأمنية أوضحت أنهم لايريدون إشكالات مع الإخوان في السودان.

وألمح إلى أنه سيتم النقاش مع التحالف وإقامة المؤتمر في بلد آخر بعد إصرار اليمن على رفض إقامته.

إهانة للبرلمانيين
من جانبه عبر النائب المصري عن حزب الوفد صابر محمد حسن لـ إيلاف عن أسفه مما حدث سواء من السلطة اليمنية أو من تدخل السلطات السودانية في هذا الموضوع.
وأضاف: quot;أنا أسفي كنائب مصري وجئت من مصر من أجل أن نجتمع كبرلمانيين عرب من أجل دارفور ومن أجل أن نقدم اقتراحاتنا وتعاوننا ونساهم في حل هذه الأزمة ونفاجأ بهذا الإلغاء وهذا شيء مريب بالفعل وأنا أأسف على الأنظمة العربية كلها وأقول إن هذا هو سبب تأخرناquot;.

وتابع: quot;هذه إهانة للبرلمانيين العرب سواء من السلطة اليمنية أو من تدخل الحكومة السودانية وللأسف هم بهذه الطريقة يخلقون نتيجة عكسية في أزمة دارفور، وبهذه العقلية ستتقسم السودان لخمس دول وليس لدولتين فقطquot;.

النائب المصري صلاح الدين الصائغ من جانبه اعتبر إن منع هذا المؤتمر هو منع للحوار، مشيرا إلى أن هذا التحالف يدعم وحدة السودان بكل أشكالها quot;وكان الأولى أن يأتي الأشقاء في السودان ويفتحوا باب الحوار ونتناقش حول هذا الأمر أفضل من أن تكميم الأفواهquot;.
وقال: quot;ليس لدينا أي أجندة لاغربية ولا غيرها وكل مافي الأمر إننا ننظر إلى القضية بعين العقل الذي يضع الأمور في نصابهاquot;.

بيان خاص
وأعرب البرلمانيون العرب المشاركون في المؤتمر في بيان لهم عن أسفهم لهذه الإجراءات التي اتخذتها السلطات اليمنية بعد موافقتها المبدئية على عقده مؤكدين على الحرص الكبير على وحدة أرض السودان وأهله .

واعتبروا أن فكرة منع المؤتمرات التي تناقش حلولا وتطرح بدائل، فكرة غير مقبولة أبدا وان تكميم الأفواه أمر غير مستحب في ظل العولمة والعالم قرية صغيرة.
ودعا البرلمانيين الدول العربية بالضغط علي أطراف النزاع لإيجاد حل سلمي للصراع في دارفور وتحقيق الاستقرار والتنمية في الإقليم.

ورأوا أن التهديد الحقيقي لوحدة السودان هو استمرار في التغطية علي أسباب الصراع وإهمال التنمية الاقتصادية والبشرية.
كما دعوا الرأسمال العربي للاستثمار في دولة السودان الشقيقة (سلة غذاء العالم العربي ) من اجل رفع التنمية الاقتصادية والبشرية المستدامة.

واستنكر التحالف منع السلطات اليمنية المؤتمر وتؤكد على أن هذا المنع مخالف للقوانين والأنظمة المعمول بها في الجمهورية اليمنية الشقيقة التي تحفظ حرية الرأي والتعبير.