quot;أبو نفخةquot;... هذه ليست كنية زعيم عصابة ما أو لاعب كرة قدم. إنها وببساطة تسمية لموضة جديدة من الحجاب ظهر في اليمن مؤخرًا في أوساط الفتيات الجامعيات واثار الكثير من الجدل .

صنعاء:التسمية جاءت من الانتفاخ الناتئ من مؤخرة رأس الفتيات اللاتي يلبسن هذا النوع من الحجاب، وسبب الانتفاخ هو الشعر المستعار الذي يوضع في مؤخرة الرأس موحيًا بأن الفتاة تملك شعرًا كثيفًا. الحكاية كما يصفها بعضهم هيمجموعة من الأوهام ، فالحجاب في الدرجة الاولى مهمته التستر وهذا ما يفتقده هذا النوع كونه يلفت الانتباه. اما الوهم الاخر فهو الشعر المستعار الذي تنحصر مهمته بإيهام الاخرين بأن الفتاة تمتلك شعرًا كثيفًا في حين أن الجميع يعلم انه خدعة .

بداية هذا النوع من الحجاب بدأ في الخليج بحيث إعتمدته فنانات خليجيات أبرزهن الفنانة هيفاء حسين . لكن خصوصية الشارع اليمني تكمن في تفوقه في اطلاق التسميات quot;الظريفة quot; .في اليمن حتى الملابس لها تسمية، فقد ظهر البالطو النسائي الضيق عن الخصر بشكل مثير وتمت تسميته quot; ابو زرة quot; ، وتسميات اخر للملابس كـ quot;فك لي شاطيرquot; أما الاقمشة فتأتي تحت مسميات quot;أتحداك تأخذنيquot;، وquot;دلعنيquot; ناهيك عن تسميتها باسماء المشاهير كأقمشة كاظم الساهر ومهند ونور وعاصي وأليسا ونانسي، غيرها من التسميات المغرية.

حرام وحلال
حين بدأ الحجاب الجديد (أبو نفخة) يكتسح رؤوس الفتيات في جامعة صنعاء بدأ الطرف الآخر يشحذ سيف الفتاوى ، ليقرر الحلال من الحرام. جماعات من المتطرفين بعضها ينتمي الى اطراف معينة وبعضها الاخر لا ينتمي الى اي مجموعة، شحذت الهمم وبدأت حربها ضد هذا النوع من الحجاب . فجأة علقت اليافطات، ونشرت المنشورات التحذيرية والرسوم الكاريكاتور الدينية والبلاغات الرسمية.
ومن دون سابق انذار تحول quot;الحجاب ابو نفخةquot; وكأنه مرض معد سيكتسح الجامعة ويتحول الى وباء.

تقول quot;منالquot; وهي فتاة لا تعتمد حجاب quot;ابو نفخة ان quot;هذه الأمور شخصية ولكل شخص الحرية الكاملة في اختيار ملبسه، والمهم ألا يخرج عاريًا! أما هذه التفاصيل فتدخل في إطار الحرية الشخصية وحرية الاختيار، قد لا يعجبني هذا الملبس لكني لن أصدر الأحكام على من يرتديه . جميعنا عاقلون يمكننا تمييز الصواب من الخطأ فلماذا نحشر كل شيء في إطار الدين والحلال والحرامquot;.

quot;لا يجدن الجنة ولا يجدن ريحهاquot; تحت هذا العنوان توزعت المنشورات في الجامعات وعلقت على جدرانها . والمقصود بهذا الشعار الطالبات اللواتي يعتمدن quot;ابو نفخة quot; .وحملت المنشورات توقيع (جماعة أنوار العلم) التي يشرف عليها اساتذة جامعيون في قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة صنعاء، وهي الجماعة ذاتها التي نشرت يافطات قماشية كتب عليها quot;لا لحجاب أبو نفخةquot;. يذكر ان الاساتذة هؤلاء ينتمون الى الجماعة بصفة شخصية وان توقيعهم لا يعبر عن رأي الجامعة من هذا الحجاب .

تقول quot;سوسنquot; وهي طالبة في كلية العلوم، وترتدي حجاب أبو نفخة، أنها لا تهتم لهذه الفتاوى على الرغم من أنها تخفيها ، quot;لكن هذه الحمى ستزول حين يتحول الى امر عام لا يقتصر فقط على عدد محدود من الفتيات .وعليه سيقتنع هؤلاء بان هذا الامر اصبح واقعًا تمامًا كما فرضت الأنواع الجديدة من البالطوهات نفسها وأصبحت أمرًا عاديًاquot;.

صلعاوات... وصرخة quot;أنا موجودquot;
أطرف التعليقات قالها حمزة محمد الطالب في قسم التاريخ وهي إن الحجاب الجديد هو محاولة لإظهار شعر غير موجود، quot;أعتقد أن كثيرًا ممن يلبسن هذا الحجاب هن صلعاوات وليس لديهن شعرquot;، وإلا لماذا كل هذا العبثquot;. من جهتها تقولرئيسة ملتقى المرأة للدراسات والتدريب سعاد القدسي لـ إيلاف إن quot;الموضوع لا يستند إلى الاختيار، الفتاة لا تختار دينًا، ولا نوع التعليم، ولا الزوج ولا اللبسquot;.

وتضيف: quot;التقليعات هدفها لفت الانتباه بالتأكيد، والشعور أنك غير موجود أصلاً شعور قاتل والحجاب هدفه الأول طمس الهوية والشخصية، وبالتالي هذا يحدث انعزالاً خطرًا في النفس وهنا تبدأ حكاية التقليعات في الإطار نفسه، إطار الحجاب للخروج من العزلة وقد يكون هذا الرأي غير عميق، ولكن بالتأكيد له علاقة بالجوانب النفسية التي تتفاعل في داخل الشخصية، في اللاشعور لترفض الواقع.

وأضافت: quot;اللعب في اطار الحجاب مرة مزركش , وشفاف، ومرة أبونفخة، وأبو دبة، ومن هذه التسميات هو شعور ببداية تمرد، وهؤلاء الرافضون يعرفون جيدًا بأن هذا قد يقود إلى تقليعات أخرى ولا بد من وأده مبكرًا، ناهيك عن رفض حق الاختيار للنساء ووضعهن في قالب محددquot;. وأشارت إلى أن quot;المسألة كلها الحرية وحق الاختيار، وماذا يتبقى إذا ما كانت للنساء تلك الحقوق والحريات؟ ستجف الأقلام وتصمت مكبرات الصوت في المساجد وتنقطع الفتاوىquot;.