يتوقع ان تؤكد الوكالة الذرية في تقرير جديد يصدر نهاية الجاري ان ايران لا تزال غير ملتزمة بتطبيق القرارات التي تطالبها بتجميد عمليات تخصيب اليورانيوم

فيينا: كشفت مصادر مطلعة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بان التقرير المرتقب للمدير العام للوكالة يوكيا امانو حول مدى تنفيذ ايران لمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية سيصدر نهاية الشهر الجاري.

وقالت مصادر مطلعة في الوكالة الذرية ان مفتشي الوكالة الذرية بصدد وضع اللمسات الاخيرة للتقرير الجديد للمدير العام الذي سيتضمن مجمل التطورات الاخيرة بشان الملف النووي الايراني.

واوضحت ان التقرير المرتقب لن يتضمن تفاصيل الاتفاق الذي وقعته طهران الاسبوع الماضي مع البرازيل وتركيا بشأن تبادل جزء من اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي لديها بوقود نووي مخصب بنسبة 20 بالمئة اللازم لتشغيل مفاعل طهران للابحاث الطبية وذلك لان الاتفاق لا يندرج في اطار نظام الضمانات التي تطبقها الوكالة مع الدول الاعضاء.

ولم تستبعد ان يشير المدير العام للوكالة الى اتفاق طهران مع البرازيل الاخير في كلمته الاستهلالية لمجلس محافظي الوكالة المقرر عقده في السابع من شهر يونيو القادم.

وردا على سؤال حول ما سيتضمنه تقرير المدير العام للوكالة اوضحت المصادر ذاتها بانه من غير المستبعد ان يؤكد امانو مجددا في تقريره ان ايران لا تزال غير ملتزمة بتطبيق قرارات الوكالة ومجلس الامن الدولي التي تطالبها بتجميد عمليات تخصيب اليورانيوم والمصادقة على البروتوكول الاضافي.

يشار الى ان نص الاتفاق الجديد الذي وقعته طهران مع تركيا والبرازيل يقضي بان تقوم طهران بايداع 1200 كيلوغرام من اليورانيوم الضعيف التخصيب لدى تركيا على ان تتلقى وقودا معالجا على نحو خاص لاستخدامه في مفاعل طبي بعد نحو عام . وقالت المصادر انه طالما بقيت طهران مصرة على مسألة التخصيب وعدم الكشف عن بعض المسائل العالقة في ملفها النووي فان خلافها مع الدول الكبرى سيظل قائما لاسيما وان الدول الكبرى تعتبر مسألة التخصيب من الخطوط الحمراء معربة عن أملها ان تستأنف المحادثات بين طهران والدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الايراني في اقرب وقت ممكن.

وفيما يتعلق ببند القدرات النووية الاسرائيلية اكدت المصادر ذاتها ان الموضوع مطروح حتى الان على جدول اعمال المجلس رافضا التعليق على ما اذا كان سيتم حذف هذا البند قبل اجتماع المجلس ام ان الوكالة مصرة على ابقائه على جدول اعمالها اسوة ببقية الملفات الاخرى . ويرى المراقبون ان ادراج بند القدرات النووية الاسرائيلية على جدول اعمال مجلس محافظي الوكالة يأتي في ظل تقارير تحدثت عن حدوث تقدم في مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية واحتمال استجابة الدول النووية الكبرى وابرزها الولايات المتحدة لطلب مصر بضرورة انضمام اسرائيل لمعاهدة عدم الانتشار لضمان ان يكون الشرق الاوسط خاليا من هذه الاسلحة الفتاكة.

والمعروف ان اسرائيل تمسكت بمبدأ الغموض النووي في ما يتعلق بترسانتها النووية ورافضة الانضمام الى المعاهدة وفتح مرافقها النووية امام الوكالة قبل تحقيق سلام شامل في الشرق الاوسط.