عبد الرحمن الماجدي من السليمانيَّة: عقد الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال الطالباني اليوم مؤتمره العام الثالث الذي يعد مصيريًا لما طرأ على الحزب من تغييرات في السنوات الاخيرة، وحضر حفل الافتتاح جمع من الساسة العراقيين على رأسهم المالكي مع تغيب واضح لمنافسه أياد علاوي.

كان في مقدمة الحضور في معقل الحزب بمدينة السليمانية في إقليم كرستان العراق الأمين العام للاتحاد الرئيس جلال الطالباني وأكثر من 1600 من الكوادر الحزبية، وعدد كبير من الضيوف من الشخصيات السياسية في مقدمتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورؤساء وممثلي الأحزاب الكردية والعراقية والعالمية، والسفارات والقنصليات في بغداد واقليم كردستان. وقد رفع لهذا المؤتمر شعار quot; نحو التغيرات وترسيخ وحدة الاتحادquot; الذي تصادف اليوم اليوم 1/6 الذكرى الـ 35 لتأسيسه ويستمر المؤتمر أربعة أيام.

ولوحظ تغيب زعيم القائمة العراقية أياد علاوي ما يفتح باب التكهنات على طبخة سياسية يجري اعدادها في السليمانية بين دولة القانون (المالكي) والائتلاف الوطني (الحكيم) والتحالف الكردستاني (البرزاني والطالباني) لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة.

وبدأ المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الحكيم والوقوف دقيقة صمت إجلالًا على أرواح شهداء الإتحاد الوطني الكردستاني والحركة التحررية الكردية، ثم القي نشيد quot;مشخلانquot;، ونشيد quot;أي كوردينهquot;، تلاهما عرض فيلم وثائقي عن تاريخ ونضالات حزب الإتحاد الوطني الكردستاني.

ثم ألقى الأمين العام للإتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني كلمة في افتتاح المؤتمر استعرض فيها مسيرة الاتحاد ثم كلمة ثم كلمة رئيس اقليم كردستان السيد مسعود بارزاني وصف فيها هذا المؤتمر كمحطة من النضال المشترك في الحركة التحررية الكردية، وأشار الى التاريخ المشترك بين الإتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، وأكد على ان تحالف الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي، هو نجاح للشعب الكردي.

تلتها كلمة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي اشاد بالرئيس جلال الطالباني وبالدور لذي قام به خلال السنوات الأربعة الماضية في حل الخلافات بين الجهات السياسية العراقية بعيدًا من الطائفية والمحسوبية. مضيفًا بأنه quot;حان الوقت لينعنم شعبنا الكوردي والعراقي بالرفاه والإستقرار الذي حرم منه سابقًا، وان الأحزاب التي وقفت بوجه الدكتاتورية، مسؤولة اليوم عن إدامة العلاقة النضالية وتحقيق أهداف الشعبquot;.

وبعدها كلمة السيد عمار الحكيم رئيس الإئتلاف الوطني العراقي، ثم كلمة مونا سالين رئيسة الحزب الإشتراكي الديمقراطي السويدي كلمة، وبعدها كلمة عادل عبدالمهدي نائب رئيس الجمهورية، ثم كلمة بيا لوكانيلي رئيسة نساء الإشتراكية الدولية، وكلمة نائب رئيس الوزراء العراقي رافع العيساوي القيادي في القائمة العراقية كذلك كلمة للامين العام للحركة الاشتراكية العربية عبد الاله النصراوي.

وتتوجه الانظار لهذا المؤتمر باعتباره مصيريًا للاتحاد ولزعيمه الرئيس العراقي جلال الطالباني الذي من المتوقع أن تعزز اعادة انتخابه على رأي الحزب موقعه في اقليم كردستان وفي بغداد التي تستعد لجولات سياسية لاختيار رؤوساء الحكومة والجمهورية والبرلمان حيث يعتبر الطالباني أبرز المرشحين لمنصب الرئيس.

ويسعى الاتحاد لترميم بنيته الداخلية التي تأثرت بخروج أبرز قادته نوشيروان مصطفى قبل نحو عام وأسس حركة التغيير التي نافست الاتحاد في انتخابات الاقليم والانتخابات التنشريعية العراقية حيث كسبت ثمانية مقاعد ثمينة في البرلمان العراقي كان الاتحاد بأمس الحاجة إليها.

وساهمت لامركزية الإتحاد بتشكيل كتل فئوية وفكرية داخله مثل كتلة نوشيروان مصطفى الذي خرج مؤخرا مع كتلته لتأسيس حركة التغيير. وكتلة كوسرت رسول نائب الامين العام للاتحاد الذي تتركز الانظار عليه كمنافس للطالباني غير أن انتماءه الجغرافي لمحافظة أربيل تقلل من حظوظه في حيازة أي مكسب جديد لما لديه الان. وتبقى بقية زعامات الاتحاد كبرهم صالح وفؤاد معصوم وملا بختيار ضمن كتلة زعيم الاتحاد جلال الطالباني الذي يحسن الامساك بعصا الولاءات من الوسط.

وكان تسرب خلال اليومين الماضيين من خلال كواليس الاتحاد تعهد الطالباني بأن تكون انتخابات هذا المؤتمر شفافة ويرحب بنتاجها مهما كانت. غير أن متابعين كرد يقولون أن النتيجة المتوقعة هي أن يبقى الوضع على ماهو عليه مع بروز لدور الشباب والنساء. وكانت اللجنة القيادية للاتحاد الوطني الكردستاني عقد مساء الاثنين 31/5/2010 في السليمانية، اجتماعها الاخير قبل انعقاد المؤتمر العام الثالث للاتحاد، بإشراف السيد جلال طالباني الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني.

وفضلاً عن بحث آخر المستجدات السياسية في اقليم كردستان والعراق، شددت اللجنة القيادية على ضرورة نجاح المؤتمر العام الثالث للاتحاد الوطني الكوردستاني المقرر أن يبدأ أعماله يوم الثلاثاء 1/6/2010، في الذكرى الـ35 لتأسيس الاتحاد، بحيث يتمخض المؤتمر عن ترسيخ وحدة الاتحاد وأن يكون نقلة نوعية في تاريخ الاتحاد الوطني الكردستاني، بما يتلاءم مع سجله النضالي الزاخر بالأمجاد والمفاخر.

وعقب الاجتماع عقد المتحدث باسم المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني السيد ملا بختيار مؤتمرًا صحافيًا أشار أشار فيه الى أن جميع الاستعدادات لعقد المؤتمر العام للاتحاد مكتملة. وأكد السيد ملابختيار أن العديد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية الدولية توافدوا الى اقليم كردستان للمشاركة في المؤتمر ومن بينهم ممثلون عن الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية في كل من السويد وفرنسا وارمينيا فضلاً عن شخصيات سياسية عربية وعراقية وكردية من دول الجوار. وأكد السيد ملابختيار أن المؤتمر سيكون مصيريًا بالنسبة إلى الاتحاد الوطني الكردستاني، مشيرًا الى أن حوالى 70% من المشاركين في المؤتمر هم من الشباب و20% من النساء.

وعقد الإتحاد الوطني الكردستاني مؤتمره الأول في 27/1/1992، وشارك في المؤتمر 793 عضوًا، و72 مشاركًا بصفة مراقب، وعدد كبير من الضيوف من أحزاب عالمية ومحلية وخبراء، وخلال المؤتمر تم ترشيح 36 شخصًا للقيادة، اختير منهم 15 عضوًا للمكتب السياسي. وكان شعار المؤتمر الاول quot;لنصن وحدة صفوفنا ونقوي الجبهة الكردستانية، نناضل من أجل تقرير المصير للشعب الكردي والمساواة وإحترام حقوق الإنسان في عراق ديمقراطيquot;.

وعقد المؤتمر الثاني للإتحاد الوطني الكردستاني في 30/1/2001، إستمر الى يوم 5/2/2001 بحضور 1247 عضوًا، وإنتخب المؤتمر مجددًا مام جلال أمينًا عامًا للحزب، وإختار المؤتمر أيضًا 37 شخصًا للقيادة، كان 10 منهم أعضاء إحتياط، اختير منهم 16 شخصًا كأعضاء للمكتب السياسي، خمسة منهم إحتياط.