التقى زعيم الائتلاف الوطني العراقي رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم قادة الاحزاب الكردية في اربيل اليوم وتم البحث في شتى المواضيع العالقة بين الحكومتين العراقية والكردستانية، داعياً إلى تشكيل جبهة سياسية عريضة لا تضم المتعاطفين او المؤمنين بحزب البعث وفكره اليها.

لندن: بحث زعيم الائتلاف الوطني العراقي رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم مع قادة الاحزاب الكردية في اربيل اليوم تشكيل جبهة سياسية عريضة واكد ضرورة وجود عدة اقاليم في العراق الى جانب اقليم كردستان وشدد على ضرورة حل المشاكل العالقة بين الحكومتين العراقية والكردستانية وتوسيع العملية السياسية وعدم ضم المتعاطفين او المؤمنين بحزب البعث وفكره اليها.

وقال الحكيم في تصريحات صحافية عقب اجتماعه مع الشخصيات الكردستانية التي بلغ عددها اكثر من 50 شخصية تمثل القوى والاحزاب العاملة على الساحة السياسية في الاقليم ضرورة العمل لإنجاح العملية السياسية في العراق وتشكيل جبهة عريضة بين الائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني و القوى السياسية المؤثرةفي الساحة العراقية من اجل انجاح التجربة السياسية وحل جميع المشاكل بين الأطراف العراقية بالحوار والتفاهم. واضاف انه اجرى مباحثات مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني ورئيس الحكومة برهم صالح قائلا quot; تداولنا بشكل مستفيض مع القيادة السياسية فكرة تشكيل الجبهة الوطنية العريضة التي ستساعد على تحقيق الاستقرار السياسي والامني والانتعاش الاقتصادي في بناء تجربتنا الديمقراطية في المرحلة المقبلةquot;.

وحول الجبهة التي يدعو لها اشار الحكيم الى ان التحالف الكردستاني يمثل مركز ثقل حقيقيا في الساحة الوطنية وسيشارك مع بقية القوى الفاعلة في البلاد في تحديد اليات وبرامج الجبهة المنتظرة التي اثيرت مسألة تشكيلها منذ اشهر عدة. وعن قرارات هيئة المساءلة والعدالة في حرمان كيانات سياسية ومرشحين من المشاركة في الانتخابات المقبلة اكد الحكيم ضرورة التمسك بالدستور في معالجة مثل هذه القضايا مشيرا الى اهمية العمل على توسيع العملية السياسية وضم قوى جديدة لها بشرط عدم تعاطفها او ولائها لحزب البعث وافكاره.

واشار الى المشاكل العالقة بين حكومتي بغداد واربيل مشددا على ضرورة العودة الى الدستور في حل هذه المشاكل مشيرا الى ان وجود اقاليم قوية الى جانب حكومة عراقية قوية سيعزز الوحدة والوطنية العراقية. واضاف انه لمس مرونة من قيادة اقليم كردستان لحل هذه المشاكل وهو امر قال إنه سيساعد على الوصول الى نتائج مقنعة للطرفين. واشاد الحكيم بتجربة إقليم كردستان على المستوى السياسي خصوصاً مع تنوع القوى والأحزاب السياسية المشاركة في حكومة الإقليم مؤكداً ان العلاقات والتواصل بين القوى السياسية الوطنية العراقية تأتي في إطار الحفاظ على اللحمة الوطنية الشاملة quot;ولم يكن في يوم ما هدفها بناء محوريات معينةquot; كما قال.

واشار الى ان الاقتصاد العراقي يشهد تطوراً مهماً وخصوصاً بعد جولة التراخيص الأخيرة التي لاستثمار وتطوير الحقول النفطية العراقية بقيمة 100 مليار دولار من شأنها الحصول على وفرة مالية تؤدي الى إنعاش الوضع الاقتصادي وتعجل من وتيرة التنمية الشاملة ومعالجة المشاكل الخدمية التي يعاني منها المواطن العراقي. وحول العلمية الانتخابية والاستعدادات الجارية للانتخابات البرلمانية المقبلة في اذار (مارس) المقبل اشار الى انها تمثل محطة لتعزيز الاستقرار السياسي والأمني quot;وهذا ما يدعونا لبناء علاقات متينة وقوية مع مختلف الأطراف وايجاد الجبهة الوطنية العريضة بغية وضع رؤية واحدة تجاه المشهد العراقي بكل تفاصيله وملفاتهquot;.

وقد اجرى الحكيم الذي وصل الى اربيل امس مباحثات مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني حول تطوير العلاقات بين التحالف الكردستاني والائتلاف الوطني العراقي وخاصة مع المجلس الاعلى الاسلامي للوصول الى الية ضرورية من اجل تفعيل العمل المشترك وكذلك فكرة تأسيس جبهة وطنية واسعة بهدف حماية الاستقرار في العراق وتطوير العملية السياسية بحيث تكون ذات رؤية واضحة وخطط محكمة. كما تناولت المباحثات الحوارات الجارية بين الاطراف الرئيسة في الساحة السياسية العراقية وكذلك مسألة انتخابات مجلس النواب العراقي المقبلة.

وبحث الجانبان في الإجتماع الذي حضره وزير الداخلية ورئيس ديوان الرئاسة تشكيل جبهة وطنية عراقية موسعة تصون المنجزات العراقية وتهيئ أرضية مناسبة للعمل المشترك وإيجاد حلول ترضي جميع الأطراف العراقية في ما يخص القضايا العالقة.

وخلال مباحثاته مع رئيس حكومة كردستان برهم صالح فقد اكد هذا الاخير ان المحافظة على نظام دستوري إتحادي يسمح للاكراد بالمشاركة الحقيقة في العملية السياسية من أولويات سياسة إقليم كوردستان.

وفيما يتعلق بالقضايا العالقة بين بغداد واربيل أوضح ان الإقليم جزء رئيسي من العراق ونظامه الدستوري البرلماني ويرغب بإنهاء جميع المعوقات وفق آليات تصون حقوق جميع الأطراف quot;ذلك أن إنهاء تلك القضايا تدفعنا للتفكير بالعملية السياسية وإعادة إعمار العراق quot;واشار صالح الى أن حاجة العراق إلي التكاتف وتوحيد الجهود في الوقت الراهن هي أكثر من أي وقت آخر وذلك من أجل تذليل العقبات أمام العملية السياسية.

من جانبه شدد الحكيم على أهمية تشكيل جبهة وطنية موسعة جديدة تضم غالبية القوى السياسية الوطنية بغية إيجاد أرضية مناسبة لإجراء الإنتخابات العراقية المقبلة مؤكدا على أهمية تذليل المعوقات التي واجهت الإنتخابات الماضية من اجل عدم تكرارها في الانتخابات المنتظرة في اذار المقبل.