الدعوة الموجهة إلى السفير السوري في لندن

قاطع السفير السوري في لندن سامي الخيمي الاثنين ندوة نظمت في العاصمة البريطانية بسبب مشاركة ريبال الأسد مدير منظمة الديمقراطية والحرية وابن عم الرئيس بشار الاسد الذي حذر في كلمة له من مغبة استمرار دمشق بتحالفها مع طهران معتبرا ذلك خطراً استراتيجياً على سوريا وعملية السلام في المنطقة مشددا على ضرورة القضاء على الفساد مؤكدا أن الفقر والحرمان وانعدام الحريات يولد حالة التطرف والتشدد التي تقود إلى الارهاب.

قدت في نادي سيفل الشهير وسط لندن ندوة بحضور عدد كبير من الشخصيات البريطانية من بينهم اللورد غلفرد ومسؤولة الاعلام والاتصال في السفارة الاميركية في لندن كاترين فاندرفيت ودبلوماسيون اوروبيون وتولت ادارة الندوة سوزان دونيل مسؤولة الحزب الجمهوري الاميركي في الخارج سابقا ومديرة ندوة الاثنين.

وكان من المقرر ان يكون السفير السوري في لندن سامي الخيمي هو المتحدث الرئيس في ندوة اليوم لكنه قاطعها اثر معرفته بحضور ريبال الأسد معتذرا هو وجهاد مقدسي الناطق الاعلامي باسم السفارة ومحمد السموري احد دبلوماسييها ما سمح لريبال بأن يكون المتحدث الرئيس فيها بدلا من الخيمي.

وطالب ريبال الاسد مدير منظمة الديمقراطية والحرية في سوريا في كلمة بالندوة بعد ان أدان الهجوم الاسرائيلي على قافلة الحرية المتجهة الى غزة برفع الحصار عنها. وأشار الى الدور الإيراني في المنطقة معتبرا انه انتهازي وسلبي ويعمل على نشر التطرف ويعرقل التوصل الى سلام حقيقي ودائم في الشرق الاوسط. ورفض التبعية لإيران مطالبا بان تكون سوريا بلدا مستقلا غير تابع بسياسته لإيران.

ريبال الأسد متحدثاً في لندن

وحذر من مغبة استمرار دمشق بتحالفها مع إيران معتبرا ذلك خطرا استراتيجيا لا يخدم سوريا ولا يخدم العملية السلمية في إقليم الشرق الأوسط وهي هدف عالمي ومطلب لسكان وشعوب المنطقة. وقال ان مثل هذا التحالف يخدم فقط المصالح الإيرانية من خلال زبائنها في المنطقة وان استمرار هذه العلاقة ليس في مصلحة الشعب.

وحول الاوضاع الداخلية في بلده قال ريبال الاسد ان بلاده تستحق الديمقراطية والحرية وتكون فيها شفافية مشددا على ضرورة القضاء على الفساد في البلاد والذي اوضح انه يعرقل الاستثمار وهروب المستثمرين.

ولفت الأسد الانتباه إلى تفشي حال الفساد التي زادت من ويلات الإنسان مؤكدا أن الفقر والحرمان وانعدام الحريات تولد حالة التطرف والتشدد وهذا بدوره يقود إلى الارهاب. وأضاف ان النظام لا يزال يحكم سوريا تحت قوانين الطوارئ، وطالب النظام بالمباشرة بإصلاحات عاجلة والتوقف عن سياسة القمع والسماح لمنظمات المجتمع المدني بالعمل بحرية.

كما تحدث عن اسباب خروج والده من سوريا عام 1984 وقال ان والده رفعت الاسد طالب بعد حرب 1973 بالدخول في مفاوضات سلام مع اسرائيل من اجل عودة الجولان والاراضي العربية عام 1967 لكن الموجودين في السلطة آنذاك عارضوه بشدة.

وأشار الى ان والده طالب ايضا باصلاحات ديمقراطية في البلاد ومنح المرأة حقوقها كما دعا الى عدم التحالف مع النظام المتطرف في إيران الذي يحتل اراضي عربية وعدم الاتكال على الاتحاد السوفيتي كحليف وحيد بل الانفتاح على جميع دول العالم.

مصادر سورية علقت على مقاطعة السفير في لندن للندوة بسبب حضور ريبال الاسد قائلة ان ذلك يؤكد ما أشارت اليه quot;ايلافquot; في وقت سابق من ان المخابرات تلاحق تحركات ريبال الاسد أوروبيا.

وكانت مصادر ابلغت quot;ايلافquot; ان العميد حافظ مخلوف رئيس فرع التحقيق في جهاز امن الدولة السوري quot;ادارة المخابرات العامةquot; يقود بنفسه تحقيقا مع عدد من الناشطين الذين يظهرون عادة على شاشات قنوات عربية لتحليل بعض القضايا التي تتعلق بالاوضاع الداخلية والخارجية لدمشق.

ويشمل التحقيق اعضاء وناشطين في منظمات واحزاب ليبرالية وكردية من خلال التركيزعلى علاقتهم بالتحركات الأخيرة التي بدأها ريبال الأسد واتصالاته مع برلمانيين أوروبيين.

وأشار المصدر نقلا عن احد الناشطين الذين شملهم التحقيق تأكيده انزعاج المسؤول الامني الكبير الذي حقق معهم كثيرا حيث تساءل في احدى جلسات التحقيق قائلا quot; الى أين يريد ان يصل ريبال بهذه التحركات وهل يريد ان يحرض الأوروبيين على سوريا؟quot;.

وكان ريبال الاسد الذي يتولى منصب مدير المكتب التنظيمي للتجمع القومي الموحد قد أعلن في شباط/ فبراير الماضي تأسيس منظمة الديمقراطية والحرية مشيرا الى أنها ستمارس نشاطاً إعلاميا تحليلياً شاملاً للأحداث وتطوراتها وتقوم بتزويد صانعي القرار وراسمي السياسة والمهتمين في بريطانيا والعالم بالمعلومات عن الشأن السوري. وكان قد زار ألمانيا من الثالث والعشرين وحتى السادس والعشرين من نيسان/ أبريل الماضي وبلجيكا من السادس والعشرين وحتى التاسع والعشرين منه حيث عقد لقاءات مع مسؤولين وأعضاء في البرلمان الالماني البلجيكي والأوروبي.

وقد إلتقى في ألمانيا قادة احزاب بينهم مايكل غاهلر عضو حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في البرلمان الأوروبي وهورست كلي عضو الحزب الديمقراطي المسيحي والنائب في برلمان ولاية هسن. كما عقد لقاءات مع أعضاء في البرلمان الأوروبي في بروكسل ومع وفد من النواب في البرلمان البلجيكي برئاسة النائب البارز دينيس دوكارم.