يقود العميد حافظ مخلوف رئيس فرع التحقيق في جهاز أمن الدولة السوري quot;المخابراتquot; تحقيقا مع ناشطين وسياسيين سوريين حول علاقتهم بمدير منظمة الديمقراطية والحرية في سوريا ريبال الاسد وتحركاته الاوروبية حيث ابلغ مصدر معارض quot;ايلافquot; أن سلطات دمشق منزعجة من اتصالاته الاخيرة مع برلمانيين اوروبيين.

واضاف المصدر ان العميد حافظ مخلوف رئيس فرع التحقيق في جهاز امن الدولة السوري quot;ادارة المخابرات العامةquot; يقود بنفسه تحقيقا مع عدد من الناشطين السوريين الذين يظهرون عادة على شاشات قنوات عربية لتحليل بعض القضايا التي تتعلق بالأوضاع الداخلية والخارجية لسوريا.

ويشمل التحقيق اعضاء وناشطين في منظمات وأحزاب ليبيرالية وكردية من خلال التركيز على علاقتهم بالتحركات الأخيرة التي بدأها ريبال الأسد (ابن عم الرئيس بشار الاسد) مؤسس ومدير منظمة الديمقراطية والحرية في سوريا واتصالاته مع برلمانيين أوروبيين وخاصة من ألمانيا وبلجيكا وبريطانيا وعن اللقاءات التي نظمتها المنظمة في لندن يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين.

واشار الى ان جميع الذين يشملهم التحقيق ينفون أي علاقة لهم بالنشاطات التي يقوم بها الأسد ورغم ذلك فإن العميد محجوب يهددهم بعقوبات قاسية في حال توفر اي معلومات تفيد بعلاقة تربط بين رفاقهم في أحزابهم في دول اوروبية وهذه النشاطات حيث سيجري اعتقالهم وإحالتهم على القضاء بتهم جاهزة معتبرا الاتصال بريبال الأسد خطا أحمر.

واشار المصدر نقلا عن احد الناشطين الذين شملهم التحقيق إلى تأكيده انزعاج المسؤول الامني الكبير الذي حقق معهم كثيرا حيث تساءل في احدى جلسات التحقيق قائلا quot; الى أين يريد ان يصل ريبال بهذه التحركات وهل يريد ان يحرض الأوروبيين على سوريا؟quot;.

وكان ريبال الذي يتولى منصب مدير المكتب التنظيمي للتجمع القومي الموحد قد أعلن في شباط ( فبراير) الماضي تأسيس منظمة الديمقراطية والحرية في سوريا مشيرا الى أنها ستمارس نشاطاً إعلاميا تحليلياً شاملاً للأحداث في سوريا وتطوراتها وتقوم بتزويد صانعي القرار وراسمي السياسة والمهتمين بالشأن السوري في بريطانيا والعالم بالمعلومات عن الشأن السوري.

وفي كلمة ألقاها ريبال الأسد الثلاثاء الماضي أمام مجموعة الأطلسي الأوروبية في مقرها في نادي الكارلتون العريق في لندن وبحضور أعضاء مجلس اللوردات البريطاني ووزراء سابقين ودبلوماسيين وأكاديميين وإعلاميين طالب الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بالتحديد بمساعدة الحركات الإصلاحية التي تدعو إلى التغيير والديمقراطية بالوسائل السلمية مؤكدا ان الشعب السوري يستحق الحرية والرخاء والتقدم.

واشار الى تفشي الفساد quot;الذي زاد من ويلات الإنسان السوريquot; موضحا ان الفقر والحرمان وانعدام الحريات قد ولد حالة التطرف والتشدد في سوريا وهو ما يقود إلى الارهاب. وقال ان النظام السوري لا يزال يحكم سوريا تحت قوانين الطوارئ. وشدد على ان نشر الديمقراطية والحرية في سوريا هو المفتاح لعلاج التطرف وبناء السلام في الشرق الأوسط. وطالب السلطات السورية بالمباشرة بإصلاحات عاجلة والتوقف عن سياسة القمع والسماح لمنظمات المجتمع المدني بالعمل بحرية.

واضاف ان تنامي ظاهرة التطرف والعنفية في سوريا تشكل تهديدا للمنطقة والعالم لان الدكتاتورية والفقر والجهل ولّدت حالات التطرف والعنفية وهذا خلق انقسامات في المجتمع السوري والضمانة الوحيدة للقضاء على هذه الظاهرة هي ظهور دولة سورية ديمقراطية مدنية قادرة على احتواء وهزيمة التطرف لأن الديمقراطية ستخلق القنوات اللازمة والمشروعة للشعب ان يتقدم من خلالها بمطالبهم ومظالمهم للدولة.

كما حذر من مغبة استمرار دمشق بتحالفها مع ايران معتبرا ان ذلك يشكل خطرا استراتيجيا لا يخدم سوريا ولا يخدم العملية السلمية في إقليم الشرق الأوسط وهي هدف عالمي ومطلب لسكان وشعوب المنطقة. وقال ان مثل هذا التحالف يخدم فقط المصالح الإيرانية من خلال زبائنها في المنطقة وان استمرار هذه العلاقة ليس في مصلحة الشعب السوري.

يذكر ان ريبال الاسد زار ألمانيا من الثالث والعشرين وحتى السادس والعشرين من الشهر الماضي وبلجيكا من السادس والعشرين وحتى التاسع والعشرين منه حيث عقد لقاءات مع مسؤولين وأعضاء في البرلمان الالماني البلجيكي والأوروبي. وقد إلتقى في ألمانيا قادة احزاب بينهم مايكل غاهلر عضو حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في البرلمان الأوروبي وهورست كلي عضو الحزب الديمقراطي المسيحي والنائب في برلمان ولاية هسن. كما عقد لقاءات مع أعضاء في البرلمان الأوروبي في بروكسل ومع وفد من النواب في البرلمان البلجيكي برئاسة النائب البارز دينيس دوكارم.