أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن السلطات السورية تحاول تحظر وتفريق التجمعات المطالبة بحقوق الاقلية الكردية او الاحتفالات الثقافية الكردية.
نيويورك: دعت منظمة quot;هيومن رايتس ووتشquot; للدفاع عن حقوق الانسان في تقرير الخميس السلطات السورية الى وقف quot;القمعquot; الذي تمارسه ضد مواطنيها الاكراد.
وندد التقرير الصادر بعنوان quot;إنكار الوجود: قمع الحقوق السياسية والثقافية للأكراد في سورياquot;، بquot;جهود السلطات السورية الرامية الى حظر وتفريق التجمعات المطالبة بحقوق الاقلية الكردية او الاحتفالات الثقافية الكرديةquot; وquot;اعتقال الزعماء السياسيين الاكراد وتعرضهم لسوء المعاملة خلال الاعتقالquot;.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في هيومن رايتس ووتش، انه quot;في الوقت الذي تعكف فيه بلدان اخرى في المنطقة كالعراق وتركيا على تحسين معاملة اقلياتها الكردية، لا تزال سوريا تقاوم التغييرquot;، مضيفة quot;في الحقيقة، سوريا معادية بشكل خاص لاي تعبير سياسي او ثقافي كرديquot;. ويطالب الاكراد الذين يقدر عددهم بمليون ونصف مليون شخص ويمثلون 9% من عدد سكان سوريا بالاعتراف بلغتهم وبثقافتهم وبحقوقهم السياسية.
وينفي اكراد سوريا، والذين يقيمون بشكل اساسي في شمال البلاد على الحدود المتاخمة لتركيا والعراق، وجود اي نوايا انفصالية لديهم. واكدت المنظمة انه quot;منذ العام 2005 قمعت قوات الامن السورية ما لا يقل عن 14 تجمعا سياسيا وثقافيا كرديا عاما في اغلبها تجمعات سلمية، وكثيرا ما لجأت قوات الأمن الى العنف لتفريق الحشودquot;.
واضافت ان quot;قوات الامن لم تمنع التجمعات السياسية لدعم حقوق الاقلية الكردية فقط، بل وايضا قمعت التجمعات للاحتفال بعيد النوروز (رأس السنة الكردية) وغيره من الاحتفالات الثقافيةquot;. واكدت ان quot;قوات الامن اطلقت النار على الحشود وتسببت بوفيات في حالتين على الاقلquot;، مضيفة ان quot;قوى الامن السورية قامت منذ 2005 بقمع 15 اجتماعا سياسيا وثقافيا سلميا على الاقل وذلك باللجوء الى العنف لتفريق المجتمعينquot;.
وقالت سارة ليا ويتسن ان quot;الحكومة السورية ترى التهديد في كل مكان، حتى في الاحتفالات برأس السنة الجديدة التي تجري في القرىquot;. واضافت quot;اذا كانت الحكومة السورية ترغب في علاقات افضل مع اقليتها الكردية، فعليها ان تعالج شكاويهم المشروعة بدلا من محاولة اسكاتهمquot;.
واشار التقرير، مدعما بالوثائق، الى quot;اعتقال ومحاكمة 15 من القياديين السياسيين الاكراد البارزين منذ العام 2005quot;. واضاف quot;حيث لا وجود لقانون للاحزاب السياسية في سوريا، فان ايا من الاحزاب السياسية -ناهيك عن الاحزاب الكردية- غير مرخص لها. وتبعا لذلك، فان اي عضو في اي حزب، بما فيها جميع الاحزاب الكردية، عرضة للاعتقال لعضويته في منظمة غير مرخصة، وهي جريمة بموجب قانون العقوبات السوريquot;.
واكد التقرير ان محكمة الجنايات في دمشق حكمت في 15 تشرين الثاني/نوفمبر على ثلاثة من قياديي حزب آزادي الكردي، الذين يطالبون بوضع حد للتمييز ضد الأقلية الكردية، بالسجن لثلاث سنوات بتهم quot;اضعاف الشعور القوميquot; وquot;اثارة النعرات المذهبية او العنصرية او الحض على النزاع بين الطوائف ومختلف عناصر الامةquot;.
وقال ان quot;12 معتقلا سابقا من اصل 30 قابلتهم هيومن رايتس ووتش قالوا ان اجهزة الامن قامت بتعذيبهمquot;، مؤكدا ان quot;معظم هؤلاء المعتقلين احيلوا الى محاكم عسكرية، حيث يمكن ان يدانوا ب+تهم امنية+ مبهمة وفضفافة، عادة ما تكون نشر انباء كاذبة او مبالغ فيها من شأنها اضعاف الشعور القومي والاقدام على افعال او اقوال تدعو الى +اقتطاع اجزاء من الاراضي السورية لضمها الى بلد آخر+quot;. واكدت المنظمة ان quot;المضايقات التي يتعرض لها هؤلاء النشطاء تستمر حتى بعد الافراج عنهم، حيث تواصل اجهزة الامن استدعاءهم للاستجواب، وكثيرا ما تمنعهم من السفر خارج البلاد.
وحضت المنظمة الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على quot;ايصال استنكارها الشديد لطريقة معاملة سوريا لاقليتها الكردية، والتأكيد على ان احراز المزيد من التقدم في علاقاتها مع سوريا يتوقف على تحسينات ملموسة في حالة حقوق الانسانquot; في هذا البلد.
ودعت هيومن رايتس ووتش الحكومة السورية الى quot;اطلاق سراح المعتقلين بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير، وحرية تكوين الجمعيات، وحرية التجمعquot;، وquot;تعديل او الغاء الاحكام الامنية المبهمة الفضفاضة الواردة في قانون العقوبات السوري والتي تقيد حرية التعبير بصورة غير مشروعة.
كما دعتها الى quot;التحقيق مع المسؤولين الذين يزعم انهم قاموا بتعذيب المعتقلين او اساؤوا معاملتهمquot;، وquot;سن قانون يعترف بحق انشاء الاحزاب او المنظمات السياسية، وانشاء لجنة انتخابية مستقلة لتسجيل الاحزاب السياسية الجديدةquot;، وquot;تشكيل لجنة للنظر في مظالم الاقلية الكردية في سورياquot;.
التعليقات