فلسطينيون يحملون امتعهم ويسيرون باتجاه معبر رفح بعد الاعلان عن فتحه الثلاثاء

تسعى الولايات المتحدة الى التشديد على دور مصر في المصالحة الفلسطينية، هذا ما أعلنت عنه زيارة نائب الرئيس الأميركي بايدن الى مصر للقاء الرئيس حسني مبارك بالرغم من أن مصر بدأت تفقد مكانتها لتحقيق المصالحة، كما أن الزيارةفشلت فيإلقاء الضوء على المخالفات التي تم الحديث عنها في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري المصري.

بالرغم من ما تناولته وسائل الإعلام عقب اللقاء الذي جمع الاثنين بين نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، والرئيس المصري، حسني مبارك، وما تم إعلانه عن أن بايدن دعا مصر إلى اتخاذ خطوات يكون من شأنها نقل البلاد نحو مزيد من الانفتاح في التنافس السياسي، على أساس أن هذا أمر حيوي لكي تبقى مصر قوية، جاء تناول الصحافة الأميركية من زوايا أخرى حيوية.

حيث أبرزت صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية في تقرير تنشره اليوم على موقعها الإلكتروني حقيقة تجاهل بايدن خلال تواجده يوم الاثنين بشرم الشيخ تلك المخالفات التي تم الحديث عنها في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى التي أجريت الأسبوع الماضي.

ثم تمضي الصحيفة لتتحدث عن دور مصر في القضية الفلسطينية، وتقول إنها، وبدون الثقل الإقليمي الذي كانت تحظى به، لن يكون بوسعها تحقيق المصالحة الفلسطينية، وأنها قد تعرضت لحالة من الوهن بمشاركتها في الحصار الإسرائيلي.

وتضيف الصحيفة أن مصر تواجه الآن ضغوطا ً داخلية وإقليمية شديدة من المصريين الغاضبين من الحصار، ومن القوى الإقليمية الصاعدة التي ترى في فشل مصر فرصة للتواجد.

كما أكدت quot;كريستيان مونيتورquot; في هذا السياق على أن بايدن استغل زيارته للضغط على مصر من أجل الإبقاء على المحادثات غير المباشرة التي ترعاها الولايات المتحدة مع الإسرائيليين والفلسطينيين باقية على قيد الحياة، وأشارت في هذا الإطار إلى أن إحراز تقدم على صعيد المفاوضات المباشرة هي عملية حيوية. ثم تنتقل الصحيفة الأميركية في الإطار نفسه لتنقل عن ستيفن كوك، الزميل البارز لدراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، قوله: quot;دائما ً ما كان لدى المصريين القدرة على التشويش على تلك الأزمات، لكن المرحلة الحالية حاسمة والضغوط السياسية تتفاقمquot;.

وفي الوقت الذي تحدثت فيه الصحيفة عن توقيت الزيارة، لمجيئها في أعقاب حادث الاعتداء الذي شنته القوات الإسرائيلية على أسطول الحرية أثناء توجهه إلى قطاع غزة قبل قرابة الأسبوع، مضت في السياق ذاته لتقول إن هذا الحادث دفع بالولايات المتحدة إلى إعادة النظر في إمكانية الدفاع عن سياسة إسرائيل المتعلقة بإغلاق قطاع غزة تماماً إلا لتلقيها مقدار ضئيل من المساعدات الإنسانية ndash; وهي السياسة التي تدعمها مصر إلى حد بعيد، لتثير استياء العديد من مواطنيها. وبعدها، تتحدث الصحيفة عن الدور الذي لعبته مصر في الإبقاء على حدود غزة مغلقة إلى حد كبير منذ أن فرضت حماس سيطرتها على القطاع عام 2007 في محاولة لإضعاف حركة المقاومة الإسلامية.

ثم تلفت الصحيفة الأميركية إلى أن مصر حاولت التخفيف من الضغوط الملقاة على كاهلها في هذا الشأن، بعد أن أصدر الرئيس مبارك أوامره بفتح معبر رفح إلى أجل غير مسمى يوم الثلاثاء الماضي، وهي الخطوة التي أتاحت لآلاف الفلسطينيين من العبور إلى مصر منذ ذلك الحين. وهنا، تعاود الصحيفة لتنقل عن دكتور كوك تأكيده على أن التصريحات التي أدلى بايدن يوم الاثنين في ما يتعلق بالوضع في غزة تعني على الأرجح أن الولايات المتحدة ستحاول ضمان السماح بإدخال المزيد من المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية، بدلاً من إعادة التفكير كليًا في إستراتيجية الحصار المفروضة على القطاع.

ويتابع بقوله: quot;لقد تقبلت الإدارة الأميركية الموقف الإسرائيلي والمصري الخاص بمسألة توجه السفن إلى قطاع غزة. وسيحاول المسؤولون الأميركيون العمل مع الإسرائيليين بشأن الطريقة التي يمكن أن تسير من خلالها الأمور في قطاع غزة دون تقويض الأمن الإسرائيليquot;. وهنا، أشارت الصحيفة إلى أن تلك التدابير قد تشتمل على خطوات تعني بتخفيف الحصار من الجانب المصري، وإن كانت الخطوة التي اتخذتها مصر الأسبوع الماضي (بفتح معبر رفح) لم تغير الوضع بشكل جذري لسكان قطاع غزة.

وتنقل quot;ساينس مونيتورquot; عن عماد جاد، المحلل لدى مركز الأهرام السياسية والإستراتيجية، قوله: quot;يتفق الرئيس مبارك مع بايدن إلى حد كبير. وبصراحة، أعتقد أن مصر تتفهم وجهة النظر الإسرائيلية المتعلقة بهذا الجانب. وهو ما جعل مصر تنتقد التصرف الإسرائيلي ( في ما يتعلق باعتدائها على أسطول الحرية) لكن دون أن تتخذ إسرائيل قرارا ً باستدعاء السفير المصري من تل أبيب. وقد تكتمت الصحف الحكومية على انتقاداتها المتعلقة بالغارة على أسطول الإغاثة لأن مصر قلقلة من نشطاء الأسطول، حيث تخشى أن يكونوا مقربين من حركة حماسquot;.

وفي سياق ذي صلة، قالت صحيفة quot;يو إس إيه تودايquot; الأميركية إن أوباما ونائبه ومساعديه يتعاملون كذلك عبر الأجندة التي يعملون بها مع ملف الشرق الأوسط، جنباً إلى جنب مع ملف التسرب النفطي الذي يؤرق البلاد منذ قرابة الشهرين في منطقة خليج المكسيك. ثم أضافت الصحيفة أن الإدارة تواصل جهودها في هذا الجانب، وهي إذ تسعى لاتخاذ خطوة دبلوماسية أخرى عندما يلتقي الرئيس باراك أوباما مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس quot;أبو مازنquot;، يوم الأربعاء المقبل في البيت الأبيض. وأكدت الصحيفة أيضاً على أن بايدن قد توجه إلى القاهرة من أجل الحصول على الدعم اللازم لإجراء محادثات جديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.