حرصت تركيا غداة تصويتها ضد فرض عقوبات على ايران داخل مجلس الامن على التأكيد انها لن تدير ظهرها للدول الغربية التي باتت تتخوف من فقدان حليف ثمين على ابواب منطقة الشرق الاوسط.
انقرة: قال رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان الخميس، انه عندما تقوم فرنسا بالاستثمار في سوريا او في دول عربية اخرى ليس ثمة مشكلة quot;اما في حال قامت تركيا بالاستثمار في الدول العربية او العكس، تنطلق دعاية قذرة لتحول دون حصول ذلكquot;.
وتابع اردوغان ان quot;الذين يقولون ان تركيا قطعت مع الغرب هم عملاء لصالح دعاية سيئة النيةquot;.
وتعتبر تركيا حليفا وثيقا للولايات المتحدة كما انها عضو في الحلف الاطلسي ومرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وصوتت الاربعاء ضد قرار مجلس الامن 1929 الذي فرض رزمة جديدة من العقوبات على ايران على خلفية برنامجها النووي.
واعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مساء الاربعاء ان بلاده العضو غير الدائم في مجلس الامن تحرص على ابقاء باب الدبلوماسية مفتوحا كما انها تعتبر ان الاتفاق الثلاثي الذي وقع في منتصف ايار/مايو بين ايران وتركيا والبرازيل حول تبادل الوقود النووي يبقى قائما.
وقبل ساعات من تصويت مجلس الامن اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيبس للمرة الاولى بصوت عال ما كان يخشاه الكثيرون قبل ذلك : لقد بدات تركيا تدير ظهرها للغرب.
ويرى بعض المحللين ان تركيا التي تعد 73 مليون نسمة من المسلمين والتي كانت حتى الامس القريب تقيم افضل العلاقات مع اسرائيل، بدات تتطلع نحو الشرق بقيادة حكومة اسلامية محافظة تعمل على اسلمة المجتمع التركي والقضاء على جمهورية اتاتورك العلمانية.
وقال غيتس ان quot;تدهور العلاقات بين تركيا واسرائيل خلال السنة الماضية هو مصدر قلقquot;.
وتابع الوزير الاميركي quot;اذا كان هناك من شيء حقيقي في النظرية التي تقول ان تركيا بدأت تميل نحو الشرق، فان السبب في ذلك يعود بشكل اساسي الى قيام البعض في اوروبا بدفعها الى ذلك نتيجة رفضهم اعطاءها الرابط العضوي مع الغرب الذي تسعى اليهquot;.
كما قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الخميس quot;اعتقد اننا نحن الاوروبيين ارتكبنا خطأ دفع تركيا نحو الشرق بدلا من جذبها اليناquot;.
والمعروف ان مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي تتعثر واعلنت كل من فرنسا والمانيا معارضتهما لهذا الانضمام ما اثار غضب تركيا التي تتهم الاوروبيين بانهم اخلوا بوعودهم بعدما فتحوا مفاوضات الانضمام معها العام 2005.
وكانت الشكوك الغربية ازاء توجهات تركيا بدأت بالظهور مطلع العام 2009 عندما وجه اردوغان انتقادات لاذعة الى اسرائيل بسبب هجومها الواسع على قطاع غزة.
وازدادت هذه المخاوف مع تقارب تركيا من جيرانها العرب ومن ايران لتصل المخاوف الى ذروتها بعد الهجوم الاسرائيلي على سفن كانت تنقل مساعدات الى قطاع غزة في الحادي والثلاثين من ايار/مايو الماضي ما ادى الى مقتل تسعة اتراك.
وبعدما استدعت تركيا سفيرها في تل ابيب للتشاور اعلن الرئيس التركي عبدالله غول ان العلاقات بين البلدين quot;لن تكون ابدا بعد اليوم كما كانت عليه في السابقquot;.
كما كرر اردوغان الهجمات على اسرائيل امام عشرات الاف المتظاهرين الذين كانوا ينادون بسقوط اسرائيل ويشيدون بحركة حماس في شوارع اسطنبول.
التعليقات