تستحوذ البقعة النفطية على جهود باراكاوباما ويمكن ان تتحول الى هاجس يلاحق فترة رئاسته

واشنطن: راى خبراء ان على الرئيس الاميركي باراك اوباما ان يقوم بتكييف اجندته وخطابه مع تطورات كارثة البقعة النفطية في خليج المكسيك التي قد تتحول هاجسا في الاشهر المقبلة مع تفاقم خطورتها يوما بعد يوم دون ان تظهر في الافق نهاية سريعة لها.
وكان يفترض ان يكرس الرئيس الاميركي اسبوعه لجولة في اندونيسيا واستراليا لترويج الخطاب الذي القاه في القاهرة والموجه الى المسلمين في 2009 وللاحتفال بالتحالف الاستراتيجي مع كانبيرا.

لكن بدلا من ذلك سيقوم اوباما الاثنين والثلاثاء بزيارته الرابعة منذ بداية ايار/مايو الى منطقة خليج المكسيك التي تواجه اسوأ كارثة بيئية في تاريخ البلاد.
ومن المقرر ان يلتقي اوباما لدى عودته الى البيت الابيض الاربعاء رئيس مجموعة بريتش بتروليوم هنريك سفانبيرغ للمرة الاولى منذ غرق المنصة ديبووتر هورايزن التي تستثمرها المجموعة النفطية البريطانية العملاقة، في اواخر نيسان/ابريل.

وقد وجه اوباما انتقادات شديدة بدون اي مراعاة لمشاعر المجموعة الى درجة اثارت التوتر في quot;العلاقات المميزةquot; بين واشنطن ولندن. لكن اوباما اكد لكاميرون في اتصال هاتفي استغرق 30 دقيقة السبت ان انتقاداته وquot;مشاعر الاحباط التي سببتها البقعة النفطية لا علاقة لها على الاطلاق بالهوية الوطنيةquot; البريطانية.

وفي الوقت الذي تتوالى فيه الاخبار السيئة الاتية من خليج المكسيك ومنها زيادة حجم التسرب الى الضعفين، تجد ادارة الرئيس اوباما نفسها quot;مكبلة اليدين عملياquot; كما لفت جيفر كوهن مدير كلية العلوم السياسية في جامعة فوردهام في نيويورك.
وقال كوهن quot;يبدو ان لا احد لديه ادنى فكرة عن طريقة وقف هذا التسرب وسيتعين علينا الان الانتظار لاشهر قبل (جهوزية) آبار التحويلquot; المفترض ان تسمح بسد البئر المتضررة والتي يتوقع ان ينتهي العمل فيها مطلع اب/اغسطس المقبل.

وبعد اكثر من خمسين يوما على بداية الازمة توجه انتقادات الى اوباما لعجز ادارته على وقف تسرب النفط الخام على عمق 1,6 كلم الذي يلوث سواحل اربع ولايات وسيكون له عواقب بيئية واقتصادية وخيمة على المدى الطويل.

لكن توماس مان الخبير في مؤسسة بروكينغز قال quot;على حد علمي فان الحكومة الفدرالية تحركت بسرعة وكفاءة، مشيرا الى ان اوباما مع هذه البقعة النفطية quot;لديه مشكلة لا يمكن حلهاquot;.

ويواجه اوباما ضغوطا من وسائل الاعلام والمعارضة الجمهورية لquot;يزيد تدخله الشخصي حتى وان كان ذلك رمزيا بحتاquot; بحسب مان.
واثناء اول زيارتين له الى خليج المكسيك التقى الرئيس الاميركي مسؤولين او اعضاء في الكونغرس لكنه لم يلتق مباشرة السكان الذين يعانون من التلوث مثل صيادي السمك او ارباب العمل.

وقال كوهن quot;يبدو ان اوباما رفيع الثقافة لكنه لا يوحي للناس بانه يمكن ان يتفهم مشاكلهمquot;.

غير ان هذا الوضع تغير خلال زيارته الثالثة الى لويزيانا في الرابع من حزيران/يونيو، كما يتوقع اجراء لقاءات كهذه الاثنين او الثلاثاء.

اما بالنسبة لعلاقته مع بي بي فان الرئاسة تجد نفسها امام وضع صعب نظرا لان قدرها ان تكون مرتبطة بالشركة النفطية في ادارة هذه الازمة.
ولفت كوهن الى ان اوباما quot;سيواجه هجمات عليه ان لم يتدخل لكنه اذا ما تدخل بشكل مباشر فيما يجري فانه سيتعرض للوم على الفشلquot;، فيما اكد مان quot;ان الامر الهام سيتمثل في مدى سرعة وقف التسرب وتطور عمليات الاصلاح واعادة التأهيلquot;.