إعلنتالداخلية القرغيزية أن الوضع يستقر ببطء في الجنوب وسط سريان شائعات تخلق الذعر وتؤجج التوترات.

بشكيك: اعلن مسؤول في منطقة اوش ان الوضع بدأ يستقر لكن ببطء في جنوب قرغيزستان بعد اربعة ايام على اعمال العنف الاتنية التي اوقعت 170 قتيلا على الاقل واكثر من 1700 جريح.

وقال اموربك سوفانالييف المسؤول في وزارة الداخلية ان quot;الوضع يستقر ببطء في جنوبquot; هذه الجمهورية الصغيرة الواقعة في آسيا الوسطى. واضاف quot;الليلة الماضية كانت هادئة نسبيا في المنطقة مقارنة مع الليلة التي سبقتها. ويتولى العديد من عناصر الامن ضمان الامن ومرور القوافل الانسانيةquot;. وتابع ان quot;المشكلة الكبرى تبقى سريان شائعات استفزازية في صفوف السكان تخلق الذعر وتؤجج التوتراتquot;.

إلى ذلك،أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أعمال العنف في جنوب قرغيزيا ودعا إلى وقفها وتقديم المساعدات الإنسانية إلى ضحايا العنف.

وقال السفير المكسيكي كلاوديو ألير عقب ختام اجتماع تشاوري عقد في مجلس الأمن الدولي بعدما تفاقم الوضع في الدولة الفقيرة الواقعة في آسيا الوسطى السوفيتية سابقا إن أعضاء مجلس الأمن الدولي يدينون أعمال العنف المستمرة في جمهورية قرغيزيا ويعبرون عن تأييدهم لجهود نقل المساعدات الإنسانية.

بدوره قال لين بيسكو، نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، للصحفيين إن الأمم المتحدة تعتزم البدء بجمع المساعدات الإغاثية المطلوبة للسكان في جنوب قرغيزيا، وبالأخص في مدينة أوش، الذين يعانون من العنف ويواجهون نقصا في الغذاء والماء والكهرباء، في هذا الأسبوع.

ويعاني السكان في مدينتي أوش وجلال أباد القرغيزيتين من المصادمات العرقية بين القرغيز والأوزبك والتي بدأت يوم الخميس الماضي. وقيل إن آلاف المنحدرين من أصل أوزبكي فروا إلى الحدود القريبة مع أوزبكستان أو لجأوا الى قرى محلية هربا من إبادة تستهدفهم على يد المتطرفين القرغيز.

واعلنت وزارة الصحة القرغيزية الثلاثاء مقتل 170 شخصا واصابة 1762 في اعمال عنف بين قرغيزيين والاقلية الاوزبكية، ولا سيما في مدينتي اوش وجلال اباد في جنوب البلاد. غير ان هذه الحصيلة الرسمية الموقتة مرشحة للارتفاع اكثر لا سيما ان العديد من الاوزبك الذين لجأوا الى اوزبكستان المجاورة اكدوا لوكالة فرانس برس انهم رأوا جثثا متناثرة على قارعة الطريق المؤدية الى الحدود بين البلدين وان هناك جثثا اخرى على الطرقات في اوش.

واتهمت الحكومة المؤقتة التي تولت الحكم في قرغيزيا بعد الإطاحة بالرئيس كرمان بك باقييف في ابريل أنصار الرئيس المخلوع بتأجيج الصراع العرقي بهدف إظهار ضعف السلطات الجديدة.

وووفقا لمعلومات بعض الخبراء هناك في قرغيزيا قرابة 700000 أوزبكي، فيما يبلغ مجموع السكان في قرغيزيا 5 ملايين شخص.

وعقدت منظمة للتعاون الأمني ترأسها روسيا للجمهوريات السوفيتية السابقة تعرف باسم منظمة الأمن الجماعي اجتماعا أمس الاثنين لمناقشة الوضع في قرغيزيا. وكانت رئيسة الحكومة المؤقتة القرغيزية، روزا أوتونباييفا، قد ناشدت روسيا يوم السبت إرسال قوات إلى جنوب قرغيزيا.

وأفهم الأمين العام لمنظمة الأمن الجماعي، نيقولاي بورديوجا أن إرسال القوات إلى قرغيزيا غير وارد حيث قال في اجتماع مع الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إن quot;قواهم كافية، لكن ينقصهم العتاد ووسائل النقلquot;.. ورأى أمين عام منظمة الأمن الجماعي أن السلطات القرغيزية ستتمكن من ضبط الأمور في حال تم تقديم كل ذلك.

وترى أوساط مراقبة أن ضرورة إرسال القوات إلى قرغيزيا لم تكن محل إجماع أعضاء المنظمة التي تتخذ قراراتها بالإجماع. ويقول المحلل السياسي الروسي ألكسي فلاسوف إن بعض أعضاء المنظمة مثل أرمينيا أو بيلوروسيا لا يهتمون بما يحدث في قرغيزيا البعيدة.

من جانبها أرسلت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت 150 جنديا من جنود المظلات إلى قرغيزيا لحماية القاعدة العسكرية الروسية الواقعة في مدينة قانت والمنشآت الأخرى.