يسود إستياء مسيحي من مساعي يقوم بها أنصار المستقبل وحزب الله وفتح لإستملاك أراضي مسيحيي الجنوب.

بيروت: نقلت صحيفة quot;النهارquot; عن اوساط سياسية وشعبية في صيدا توقفها عند احتفال توقيع اتفاقية تفاهم بين quot;مؤسسة الحريريquot; للتنمية البشرية المستدامة ومطرانية صيدا للروم الكاثوليك لانشاء حديقة العيش المشترك على ارض تملكها المطرانية في احدى ضواحي صيدا الشرقية.

واستغربت الاوساط الحملة الدعائية التي سبقت اقامة الاحتفال وتزامنها مع القاء قصاصات من الورق في عدد من القرى المسيحية تدعو المسيحيين الى اخلاء مناطقهم بالكامل في مهلة اسبوع حفاظاً على حياتهم.

وتساءلت الاوساط باستغراب هل اصبحت قضية العيش المشترك وهي من الثوابت والمسلمات في حاجة الى اتفاقات؟ وهل يحتاج مجرد اعلان اقامة حديقة تحت اسم quot;حديقة العيش المشتركquot; الى اتفاق تفاهم؟ وهل اصبح العيش المشترك في منطقة صيدا محصورًا بين فئتين لا ثالث لهما؟

وكشفت الاوساط عن استياء الفئات الشعبية في قرى شرق صيدا ليس من فكرة اقامة حديقة يفترض ان تكون عامة ولجميع الفئات من دون تفرقة او تمييز بين جهة وجهة، او بين طائفة واخرى، وانما الاستياء من وضع اليد على ارض اصبح المسيحيون بأمس الحاجة اليها من اجل مشاريع سكنية او انتاجية تساعدهم على البقاء في ارضهم وبين جيرانهم حفاظًا على صيغة العيش الوطني واستمراريته.

وقالت الاوساط منذ اكثر من عشر سنين ونحن نسمع من فاعليات صيدا ومن المجالس البلدية المتعاقبة عن اقامة حديقة عامة في صيدا قبالة قصر العدل الجديد، وحتى اليوم لا تزال الارض بورًا.

ودعت الاوساط كل الغيارى والحريصين على الوجود المسيحي والعيش الوطني الى ان يوقعوا اتفاقات توقف او بالاحرى تحد من الهجمة الشرسة والمنظمة على استملاك اراضي المسيحيين وعقاراتهم في المنطقة او شرائها باسعار خيالية، بعدما بات يتعذر فيها على المواطن العادي من شراء اي قطعة ارض صغيرة او شراء اي منزل.

وكشفت الاوساط ان جهات ثلاث تنشط وتتسابق منذ سنوات على شراء او استملاك اكبر مساحة ممكنة من الارض في شرق صيدا والجنوب، وحاليًّا في اقليم الخروب الساحلي، وهذه الجهات هي انصار quot;تيار المستقبلquot; وانصار quot;حزب اللهquot; وممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وخصوصًا فصيل السلطة الفلسطينية وحركة quot;فتحquot;.

وتساءلت الاوساط امام المتغيرات الديموغرافية الهائلة التي بدأت منذ العام 1985 على حساب الوجود المسيحي في منطقة صيدا بدءًا بتهجيرهم القسري بشكل كامل وشامل، اي معنى للعيش المشترك يبقى في صيدا؟

المسيحيون صاروا قلة فالهلالية مثلاً لم يبقَ من ابنائها سوى المئات، فيما المقيمون فيها من صيدا وخارجها يفوق عددهم الخمسة عشر الفًا، وهذا الامر ينسحب على معظم قرى شرق صيدا بنسب متفاوتة. لذلك يشعر المسيحيون بأنهم اقلية وان الحفاظ على العيش الوطني يكون بعدم المس بهم او الاستقواء عليهم واهم شيء بمنع او الحد من شراء ارضهم وبيوتهم.

يذكر أنَّأكبرالمخيَّمات الفلسطينيَّة تنتشر في محيط صيدا، ومع تفجِّر هذه المسألة تعود إلى الأذهان قضيَّة توطين الفلسطينيين وتهجير المسيحيين التي تشكل أبرز القضايا التي يعاني منها المجتمع اللبناني بعد إنتهاء الحرب اللبنانية، وهاجس العديد من اللبنانيين على وجودهم .