تحدث الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي في برنامج تلفزيوني في السادس عشر من شهر يونيو الجاري عن الفساد الإداري والمفرج عنهم في تلك القضايا بعد إعادة الأموال التي استولوا عليها عندما كانوا يحتلون مناصب مهمة في إمارة دبي، وشن هجومًا على الفساد والمفسدين في دبي. كما انتقد مدير quot;برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة quot; في دبي.

دبي : قال خلفان في لقائهخلال برنامج quot;على طاولة أيوبquot;التليفزيوني على قناة نور دبيأنه سؤل من قبل أحد الصحافيين الأجانب, لماذا لم تقل حكومة دبي المفسدين؟ فأجاب quot;أنه ينبغي علينا أن ننظر إلى من هو اكبر من هؤلاء المفسدينquot;، مضيفًا أنه كان يحتم عليهم أن يحترموا أنفسهم ويغادروا مناصبهم ولا ينتظرون حتى يأتون إلى السجون واحدًا تلو الآخر.

وعبر خلفان عن أسفه الشديد من أن بعض المسؤولين بعيدين تماما عن المسؤولية، مضيفًا أن هؤلاء عليهم أن يكتفوا فإذا كانوا يحترمون أنفسهم عليهم أن يغادروا مناصبهم وإن لم يحترموا أنفسهم فإنه سيتحرك دون أن يقول لأحد، مشيرًا إلى أنهم سيقعون تباعًا.

وأكد خلفان أنه من خلال تجربته في الحياة التي تقترب من الأربعين عامًا كان غير راضٍ عن برنامج إعداد القادة وهذا هو الآن فقد فشل هذا البرنامج فشلاً ذريعًا وأثبت أن لا جدوى منه, و أنه برنامج لا يستحق الدعاية التي تمت له، وتساءل quot;كيف يكون المسؤول عن برنامج إعداد القادة رجل ليس لديه ضبط وربط في الأساس؟، وزاد بأنه لا يوجد لديه أي انضباط أو التزام بالحضور إلى الدوام في الموعد المحدد مثل بقية الموظفين.


وأكد خلفان أن مدير برنامج إعداد القادة في دبي يأتي إلى العمل في الساعة العاشرة صباحا وهو quot;لا يدري الشرق من الغربquot;، متسائلاً كيف يكون هذا مسؤولا؟!، معبرًا عن استيائه مما يفعل هذا الرجل وغيره، وأنه لا يجوز ذلك، و أقسم خلفان بالله العظيم أنه لو وضع محمد بن راشد مليارات الدنيا تحت يديه فلن تمتد يديه على فلس واحد.


والجدير بالذكر أن برنامج quot;برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة quot; له مساوئه كما أن له مميزاته، حيث أن من أهم مميزاته هو أن كان مبادرة جدية في مجال تطوير القيادات والهادفة إلى إعداد قادة المستقبل من المواطنين القادرين على تعزيز التنمية المستدامة لإمارة دبي، وكذلك ما أعلنه البرنامج في يوليو من العام 2008 من إطلاقه quot;برنامج التطوير الشخصيquot;، الذي يعد عنصرًا أساسيًّا ضمن برنامجه لإعداد القيادات الحكومية.

وتمتد خطة الإعداد الشخصي لمدة عامين، وتهدف إلى مساعدة المنتسبين على تقييم مستويات تعلمهم وأدائهم الحالي, واستخدام نتائج هذا التّقييم لمساعدتهم في عملية التخطيط الرامية إلى تطوير قدراتهم الشخصية والتدريبية والوظيفية.

وكان المنتسبون الذين يحضرون هذا البرنامج الفريد والبالغ عددهم 33 شخصًا، يتعلمون كيفية التعبير عن أهدافهم الشخصية وتقييم إنجازاتهم وأن يصبحوا أعضاء فاعلين يتمتعون بالاستقلالية وقادرين على التعلم الذاتي المستمر،إضافة إلى تحسين مهاراتهم التدريبية وإدارة حياتهم الوظيفية ومهارات التسويق الشخصي فضلاً عن تبني موقف إيجابي تجاه عملية التعلم مدى الحياة وتطوير القدرات الوظيفية .

ويهدف هذا البرنامج أيضًا إلى مساعدة القادة على معرفة مواطن القوة والضعف على المستويين الشخصي والمهني وبالتالي التخطيط بشكلٍ مناسب لإحداث تغيير إيجابي quot;.

كما كان يعتبر برنامج القيادات الحكومية، فئة من فئات برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة ، ويهدف إلى إعداد وتطوير الكفاءات الحكوميّة ، حيث يخضع المنتسبون لهذا البرنامج لفترة تدريبية مكثفة تمتد على مدى 24 شهرًا في مجال التطوير الشخصي والمعرفة المهنية والمهارات الإدارية والتطوير القيادي. ويتمّ من خلاله توفير مرشد ومدرب شخصي لكلّ منتسب يتمّ اختيارهما من بين موظفي المؤسسات العالمية المصنفة في قائمة quot;فورتشن 500quot; الّتي تشمل أهمّ 500 شركة على مستوى العالم.


وهدف برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة إلى إعداد قادة المستقبل من المواطنين القادرين على تعزيز التنمية المستدامة لدولة الإمارات،ويقوم البرنامج بورش عمل تعمل على تطوير قدرات المواطنين وتنمية مهاراتهم حيث كانت ترتكز بشكل أساسي حول كيفية التواصل بطريقة ذات تأثير قوي واكتساب المهارات في استخدام أدوات التخطيط الفعال خلال العروض التقديمية وزيادة الوعي حول كيفية تقديم الدعم للآخرين والتأثير فيهم إضافةً إلى خلق أساليب فاعلة في الإدارة الشخصية.

وقد تم إطلاق برنامج quot;محمد بن راشد لإعداد القادةquot; بناءً على رؤية وتوجيهات محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، و كانت تركز هذه المبادرة على الأهمية الكبيرة لقوة العمل البشرية المختصة ودورها في ضمان تحقيق التنمية المستدامة على مستوى الدولة بما ينسجم مع خطة دبي الاستراتيجية 2015.

وتكمن أبرز سلبيات برنامج إعداد القادة بحسب مراقبين في عدم تحقيقه لأهدافه التي أنشئ من أجلها فضلاً عن غياب فعاليته وعزوف الشباب عن المشاركة فيه حيث لم يخرج هذا البرنامج أي قادة لامعين حتى الآن ويبدو أن البرنامج يعمل في الخفاء حيث لا يوجد أي تسليط إعلامي على هذا البرنامج فهو برنامج غير بارز على الساحة وهو ماعتبره البعض دليلاً على فشل إدارته التنفيذية وتحديدًا في مديره التنفيذي الذي يثار حوله العديد من الشكوك من ناحية غياب الانضباط في العمل، وذلك على الرغم من أن عادة المدراء التنفيذيين أن يكونوا قدوةً لموظفيهم في العمل ومثلاً أعلى لهم في كل شيء. ويسعون إلى إبراز دورالبرنامج ومكانته إعلاميًا من خلال بذل الجهد والنشاط في العمل.