من المتوقع أن تسيطر التوترات مع كوريا الشمالية بسبب غرق البارجة شيونان على منتدى الأمن في آسيا
هانوى: يرى محللون ان التوترات المتصلة بغرق البارجة الكورية الجنوبية شيونان التي تنسبها سيول الى كوريا الشمالية، قد تلقي بظلالها على منتدى الامن في آسيا الذي ستشارك فيه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاسبوع المقبل. وسيجتمع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) اعتبارا من مساء الاثنين في العاصمة الفيتنامية على ان يتوجون لقاءاتهم الجمعة باجتماع منتدى الامن في آسيا تنضم اليه ايضا الكوريتان والولايات المتحدة والصين والاتحاد الاوروبي وروسيا.
وتريد كوريا الجنوبية ادانة بيونغ يانغ في مؤتمر الامن في آسيا لهجومها على بارجتها الذي خلف 46 قتيلا في اذار/مارس الماضي. ويتوقع ان تحظى بدعم حليفها الاميركي اثناء زيارة وزيري الخارجية والدفاع الاميركيين هيلاري كلينتون وروبرت غيتس الاربعاء.
لكن مع كوريا الشمالية التي تنفي اي ضلوع لها في القضية يبدو التوصل الى بيان مشترك في منتدى الامن امرا معقدا مع وجود الصين وروسيا من جهة وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة من جهة اخرى كما قال احد الدبلوماسيين. وفي الواقع عبرت الصين التي تعتبر الحامية التقليدية لبيونغ يانغ، في التاسع من تموز/يوليو عن معارضتها في مجلس الامن الدولي لاي اشارة مباشرة الى مسؤوليتها في الحادث.
وقال الدبلوماسي نفسه quot;اعتقد انه سيكون هناك شراراتquot; في منتدى الامن في آسيا.
واتضح الموقف في الحقيقة في مسودة بيان مشترك لوزراء خارجية آسيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها، اذ عبر فيها وزراء خارجية الدول العشر عن quot;قلقهمquot; العميق ازاء غرق البارجة الكورية الجنوبية وازاء quot;التوتر المتزايدquot; لكنهم امتنعوا عن توجيه اصابع الاتهام مباشرة الى كوريا الشمالية.
وفي نهاية المطاف رأى محللون ودبلوماسيون ان منتدى الامن قد يصل الى موقف مماثل تقريبا لموقف مجلس الامن الدولي وآسيان وهو التعليق على الهجوم بدون ادانة مباشرة لبيونغ يانغ. واعتبر دانييل بينكستون المحلل في مجموعة الازمات الدولية ان اعلان الامم المتحدة يعطي quot;حجة معقولةquot; للمنتدى لكي يتخذ موقفا متحفظا من الملف.
ولعل ما يدفع المنتدى الى التحفظ هو ان فيتنام التي تستضيف الاجتماع تعتبر كوريا الشمالية حليفا ايديولوجيا بالرغم من اقامتها علاقات تجارية هامة مع كوريا الجنوبية. وقال رالف كوسا من معهد الابحاث حول منتدى المحيط الهادىء (مقره في هاواي) في هذا الصدد quot;ان هانوي ستسعى الى عدم معاكسة بيونغ يانغ بدون طائل، لكن لا يتوقع ان تمتنع عن بعض التعليقاتquot;.
ويرى الدبلوماسي ان موضوع بورما قد يفرض نفسه ايضا ككل سنة على محادثات منتدى الامن في آسيا الاسبوع المقبل. وعلى غرار كوريا الشمالية يواجه هذا البلد الذي يحكمه فريق عسكري بقبضة من حديد لعقوبات دولية.
وقد حذر كورت كاميل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون جنوب شرق آسيا من ان واشنطن ستعبر عن quot;قلقهاquot; من الانتخابات المقرر اجراؤها هذا العام في البلاد. علما بان العالم الغربي ينتقد اي عملية انتخابية تستبعد زعيمة المعارضة والحائزة على جائزة نوبل للسلام اونغ سان سو تشي.
التعليقات