برشلونة: قال الأمير الاردني الحسن بن طلال إن منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى دروب للأفكار، على غرار دروب الحرير والتوابل، تقرّب شعوبها من بعضهم البعض وتقوي الروابط الثقافية بينهم وتعمل على تطوير سياسات مشتركة للتواصل على مختلف الصعد.

وأكد الامير خلال افتتاحه أعمال التجمع العالمي الثالث لدراسات الشرق الأوسط، في برشلونة امس الاثنين ، والذي ينظمه المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط بمشاركة أكثر من ألفين وسبعمئة من خبراء دراسات الشرق الأوسط، أنه لا بد من أخذ البعد الإنساني في الحسبان عند وضع الخطط التنموية؛ داعياً إلى العمل من أجل تعزيز مستقبل العلاقات والحوارات بين المنطقة العربية وغيرها من مناطق العالم.

وقال الأمير الحسن خلال الجلسة الافتتاحية للتجمع، والتي حضرتها سمو الأميرة ثروت الحسن وعدد كبير من الأكاديميين والخبراء والمختصين بشؤون الشرق الأوسط، إنه آن الأوان للأغلبية العقلانية أن تتعامل بجدية أكبر مع مواضيع المياه والبيئة والطاقة؛ مشدداً على أن المجتمعات المهمشة لها الحق في الحصول على المياه النظيفة والكهرباء الرخيصة.

وأكّد ضرورة تعزيز المعايير الأساسية مثل الحريات المدنية وقدسية الحياة البشرية وحماية البيئة الطبيعية والإنسانية ضمن الأهداف والمشاريع التنموية المختلفة، إلى جانب العمل على تفعيل القواسم المشتركة بين الثقافات العالمية في إطار حضارة إنسانية واحدة.

وبيّن أن تكلفة الحروب في المنطقة منذ عام 1991 وحتى اليوم 12 تريليون دولار، ولو أن جزءاً بسيطاً منها تم تخصيصه لصندوق للتضامن الاجتماعي لكان من شأن ذلك أن يسهم في تحسين الأحوال المعيشية للكثيرين.

ودعا الأمير الحسن الى ضرورة الإسراع في معالجة قضايا quot;المقتلعينquot; من لاجئي الحروب والنزاعات ولاجئي المناخ وغيرهم من خلال تعاون إقليمي يستند إلى ثلاث حزمٍ أساسية تتمثل في الأمن والاقتصاد والثقافة.

وذكّر أنَّ مجموع القتلى بعد الحربين الأولى والثانية، أكثر من مجموعهم في كلا الحربين؛ أي ما يتجاوز 90 مليون شخص؛ مشدداً على أهمية تأسيس بنية تحتية إقليمية تربط المنطقة العربية ببعضها من ناحية المواصلات والاتصالات.

وتحدث في الجلسة الافتتاحية رئيس المجلس الدولي للتجمع غونتر ماير، والرئيس الحالي للتجمع سينن فلورنسا، ورئيسة جامعة برشلونة آن ريبول، ونائب رئيس حكومة كتالونيا جوسيب روفيرا.

وكان الأمير الحسن ترأس التجمع العالمي الثاني لدراسات الشرق الأوسط والذي أقيم في عمّان عام 2006 بمشاركة أكثر من 1500 خبير ومفكر وباحث في شؤون الشرق الأوسط.