بيروت: عكست الصحف اللبنانية السبت أجواء التهدئة التي أرستها زيارة العاهل السعودي والرئيس السوري الجمعة لبيروت، لكنها رأت أن هذه الزيارة لم تحمل حلا قريبا لموضوع القرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة الخاصة بلبنان.

وكتبت صحيفة النهار القريبة من الأكثرية الممثلة بقوى 14 اذار/مارس أن مسالة المحكمة الخاصة quot;احتلت صدارة الاهتمام قبل القمة بفعل تحريك الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله المستمر لهاquot;.

وأضافت نقلا عن أوساط شاركت في اللقاءات التي عقدت على هامش القمة ان quot;الملك عبد الله بن عبد العزيز ذكر quot; أن جهودا تبذل من اجل معالجة مسألة المحكمة، لكن المسألة ليست سهلة لأنها أصبحت في يد المجتمع الدوليquot;.

وفي الإطار نفسه، قال مرجع حكومي سابق للصحيفة أن quot;أبرز ما حملته القمة الثلاثية هو العمل على التهدئة، أما المحكمة فليس لأحد القدرة على تغيير مسار عملهاquot;.

ويشن حزب الله منذ أسبوعين حملة على القرار الظني في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري على خلفية معلومات يملكها أن هذا القرار سيوجه اتهاما إلى عناصر في الحزب.

وأثار هذا التوتر مخاوف من اندلاع مواجهات جديدة ذات طابع سني شيعي في لبنان.

وعكس مضمون البيان الختامي للقمة المساعي التي يبذلها العاهل السعودي والرئيس السوري بشار الأسد لتجنيب البلاد أزمة سياسية أو مواجهات مماثلة لإحداث ايار/مايو 2008 التي وضعت البلاد على حافة حرب أهلية جديدة وقتل خلالها نحو مئة شخص.

من جهتها، تحدثت صحيفة السفير القريبة من المعارضة عن quot;صيغة مخرجquot; تم طرحها quot;تقضي بتأجيل إصدار القرار الظني، على أن تجري خلال الفترة الفاصلة محاولة لإيجاد مخرج للموضوع، وهذه الصيغة رفضت من قبل حزب اللهquot;.

وأضافت أن القمة الثلاثية بين الرئيس اللبناني ميشال سليمان والعاهل السعودي والرئيس السوري quot;نقلت أو مهّدت لنقل لبنان من مناخ موبوء يهدد وحدته واستقراره، إلى شيء من الاسترخاء بعد توكيد الرعاية العربية الثنائية لأموره جميعا، السياسية ومن ثم الأمنيةquot;.

واعتبرت صحيفة الأخبار القريبة من حزب الله أن الملك عبدالله والرئيس بشار الأسد quot;لم يحملا الى قمة بيروت التسوية المرتجاة. إلا أن الزعيمين العربيين أكدا تبعا للجهات نفسها في دمشق كما في بيروت، ضرورة استمرار جهود التهدئة والحوار بين الطرفين اللبنانيين المعنيين، وتفادي الانزلاق إلى خضات داخليةquot;.

وكتبت صحيفة دايلي ستار الناطقة باللغة الانكليزية أن quot;صلب المشكلة في لبنان، وهي قضية التعايش بين حزب الله الذي تسلحه سوريا وإيران والدولة اللبنانية، لا تزال من دون حل وستبرز مجددا على السطحquot;.

وأضافت أن quot;الزيارة السعودية السورية للحفاظ على الهدوء في لبنان هي صيغة جديدة (...) من جهود دبلوماسية سبق أن بذلت في ايار/مايو 2008 لوضع حد لفصل قصير من المواجهات التي هددت بتقسيم البلاد بين السنة والشيعةquot;.