كوالالمبور: اعربت ماليزيا عن املها في تعجيل عملية السلام بين الحكومة الفلبينية وجبهة التحرير الاسلامية (مورو) حتى ينعم اقليم (مينداناو) الجنوبي بحياة سياسية واقتصادية امنة بعد سنوات من العنف والاقتتال في الاقليم.

وافاد وزير الدفاع الماليزي احمد زاهدي حميدي في تصريح لوسائل الاعلام المحلية اليوم ان انضمام القوات الماليزية الى فريق المراقبة الدولي في اقليم (مينداناو) منذ 9 ديسمبر 2004 لا يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة الفلبين مشيرا الى ان هذا الانضمام يعد عاملا مساعدا لتحقيق السلام في المنطقة.

وذكر بانه التقى بالاطراف المعنية في القضية سواء من السلطة الفلبينية او جبهة مورو وان جميع المؤشرات توحي بالتزام الطرفين بعملية السلام وانهاء الخلاف بشكل سلمي ومحاولة مقاربة وجهات النظر منوها بان القضية لن تحل بالعنف ونشر الجنود بل من خلال تنفيذ برامج اقتصادية تنموية.

يذكر ان ماليزيا كانت تلعب دور الوسيط بين حكومة رئيسة الفلبين السابقة غلوريا اوريو وجبهة تحرير مورو الاسلامية منذ عام 2001 كونها دولة اسلامية مجاورة للفلبين وذلك للحد من تصاعد اعمال العنف الواقعة في جنوب الفلبين والتي اودت بحياة الاف الضحايا.

وسعت ماليزيا مع طرفي النزاع من خلال هذه الوساطة الى تشكيل هيئة مستقلة لمراقبة وقف اطلاق النار في المنطقة ومتابعة مساعي مفاوضاتها للسلام التي استؤنفت مرات عديدة خلال 12 سنة الماضية رغبة منهم في انهاء 4 عقود من الاضطرابات في جنوب الفلبين.

الا ان ادارة الرئيس الفلبيني الجديد بينو اكينو الثالث رشحت مؤخرا دولة اندونيسيا لتكون وسيطة في عملية السلام بين الحكومة الفلبينية وجبهة التحرير الاسلامية (مورو) ولم تقم الادارة الجديدة بتقديم طلب رسمي الى اندونيسيا بهذا الشان حتى الان. واعربت الحكومة الفلبينية مؤخرا عن املها في استمرار عملية السلام مع جبهة (مورو) من دون اشتراط الاخيرة مغادرة القوات الامريكية في جزيرة (مينداناو) لمواصلة العملية السلمية في المنطقة مفيدة بان محادثات السلام بين الحكومة والجبهة الاسلامية ستستأنف بعد شهر رمضان.

ياتي هذا التصريح من الحكومة الفلبينة بعد ان ادلى رئيس جبهة مورو الاسلامية ابراهيم مراد بتصريح اعلامي سابق بان وجود القوات الامريكية في مينداناو quot;يعقد الاوضاع في المنطقةquot; مضيفا بانه لا يوجد مبرر لوجود حوالي 500 جندي امريكي في جنوب الفلبين.
وابدت الجبهة الاسلامية استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الحكومة الجديدة مفيدة بان الجبهة اختارت المفاوضات باعتبارها المسار العملي والحضاري للتعامل مع القضية مضيفة بانها مستعدة ايضا للدفاع عن نفسها فى حالة تعرضها للهجوم في اي وقت.

يذكر ان الجبهة تحارب القوات الحكومية منذ عقود لاقامة دولة اسلامية ذاتية الحكم فى جنوب البلاد الذي تقطنه غالبية من الكاثوليك حيث ظلت محادثات السلام بين الحكومة وجبهة مورو متوقفة منذ اغسطس 2008 فى اعقاب الفشل فى توقيع مذكرة اتفاقية تتعلق بالاراضي في جنوب الفلبين.

يشار الى ان احداث العنف والاضطرابات تكثر في اقليم (مينداناو) الجنوبي ذي الاغلبية المسلمة الذي يبلغ عدد سكانه 16 مليون نسمة يمثل المسلمون منهم 4 ملايين نسمة حيث يعاني هذا الاقليم من حروب عشوائية ومناوشات متكررة بين المتمردين والقوات الحكومية