ميناس عبدالباري طالبة غير محجبة في جامعة الأزهر quot;إيلافquot;

تضطر الطالبات في قطاع غزة، لتسليم صورة لحفل التخرج بالحجاب، حتى لو كانت تلك الطالبة غير مسلمة.

لم يكن متوقعًا أن خلع الحجاب هذه المرة بات قضية شائكة في جامعة فلسطينية يعترض عليها نفر ويؤيدها نفر آخر، ولكن القرار الذي تملكه إدارة جامعة الأزهر في غزة، حسب ميولها السياسي أحيانا وحسب الإملاءات الخارجية في أحيان أخرى، يواصل إثارة الجدل في قطاع غزة، فجامعات هناك منها العلماني والإسلامي والحكومي والخاص والليبرالي، كما هي حال أساتذتها بقراءاتهم ووجهة نظرهم تجاه المواضيع الحساسة، وحال طلابها في طريقة تفكيرهم وكيفية تربيتهم والمجتمع الذي نشأوا فيه.

ميناس عبد الباري 21 عامًا، وهي طالبة إدارة أعمال بجامعة الأزهر تقول في حديثها مع quot;إيلافquot;: quot;أنا غير مقتنعة بالحجاب ولدي أفكاري وقناعاتي الشخصية، ولكن لظروف خاصة ارتديته لفترة ومن ثم خلعته قبل سنة ونصف تقريبا، وكان ذلك صعب جدًا لأنه نظرة المجتمع اختلفت تماما، فقد حاربني كثير من الطالبات والأساتذة.
وتقول ميناس بأن الموضوع ليس الحجاب لأن هناك كثيرًا من الطالبات يضعن الحجاب بطريقة لافتة للنظر أكثر من غير المحجبات، والحجاب لم يكن يومًا وسيلة لحماية الطالبة.

حفل تخريج الفوج الاخير قبل أقل من شهر في جامعة الازهر quot;إيلافquot;

وتوضح: quot;إذا دخلت المحاضرة دون حجاب فسوف يطردني الأساتذة ولا سيما من محاضرات الفقه والعقيدة والقرآن، وأحيانًا ألبس الحجاب كي أتجنب المشاكل، ولكن في الغالب لا أحضر هذه المحاضرات وأكتفي بنقل دروسي عبر الطلبة على الفايس بوك والإيميلquot;.
وتضيف: quot;حتى داخل المحاضرات إذا ما كنت بغير الحجاب فإني أواجه مضايقات مثلاً كمنعي من الإجابة على الأسئلة أو حتى التضييق بتوجيه الكلام أثناء المحاضرات لغير المحجبات مثليquot;.

وتطلب جامعة الأزهر من الطالبات بإحضار صورة بالحجاب لوضعها على شهادة التخرج، وهو الأمر الذي ترفضه ميناس، وتؤكد أنها لن تلبس الحجاب من أجل صورة لأن ذلك ضد قناعاتها، وتتساءل: هل يريدون منا أن نكون منافقين وأن نتصنع ونلبس الحجاب، مع العلم أن كافة الطالبات يلبسن الحجاب دون اقتناع.
وللإنصاف تبين ميناس أن جامعة الأزهر تحترم الحريات ولكنها تطالبها بتقبل النقد والسماح للطلبة بتغيير الأعراف الجامعية طالما أنها ليست أنظمة وقوانين.

غير المحجبة تلقى معاملة قاسية

وبينما تدافع ميناس عن حقها في خلع الحجاب وفق ما تراه مناسبا، ترى إسلام طالبة في قسم الرياضيات أن للجامعة الحق في إجبار الطالبات على الإلتزام بتشريعاتها ولوائحها الداخلية، وكذلك فإن من يدخل الحرم الجامعي فعليه الإلتزام بقوانينه، ومن يريد أن يمارس حريته فليمارسها خارج أسوار الجامعة ولن يملي عليه أحد أي شيء، ولن يعترض عليه أحد.
وتبين إسلام أن لبس الحجاب قد يمنع كثير من الشباب من إطلاق ضحكاتهم ونكاتهم وحتى ملاسناتهم السخيفة عليهم كفتيات بغض النظر عما إذا كان لبس الحجاب صواب أو خطأ وفقا لرؤية كل فتاة.
وليس لدى إسلام مشكلة في أن تكون إحدى صديقاتها غير محجبة ولكن المشكلة هي في سوء المعاملة التي ستلقاها، والمشاكل التي ستعترض طريقها.


الجامعة لا تعارض غير المحجبات

بوابة جامعة الازهر الرئيسة

الدكتور علي النجار نائب رئيس جامعة الأزهر للشئون الإدارية والمالية تحدث قائلا: quot;لا تواجه جامعة الأزهر أي ضغوطات خارجية، وكل طالب يأتي إلينا يعرف قوانين الجامعة ونضعها بين يديه، فهناك دليل الطالب الإرشادي يوزع على كافة الطلاب وبه كافة قوانين الجامعةquot;.
ويبين النجار: quot;لا يوجد قانون رسمي في الجامعة يمنع أي فتاة من خلع أو ارتداء الحجاب، ولكن العرف الجامعي جرى بأن تأتي بعض الطالبات على الجامعة بغير الحجابquot;.

ويقول النجار أإن ليس لدى الجامعة أي مشكلة مع الطالبات غير المحجبات، ويضيف: quot;نحن نعرف أن هناك بعض العائلات غير المحجبة ومع ذلك تأتي بناتهم إلى الجامعة ويدخلن الحرم الجامعي والمحاضرات بدون حجاب، وهناك فتيات مسيحيات لا يتحجبن، ويدخلن الحرم الجامعيquot;.
وينفي الدكتور علي النجار علمه بإجبار كافة الطالبات حتى المسيحيات منهن على إحضار صورة بالحجاب كشرط لتسلم شهادة التخرج كي تكون صورهن الموجودة في الشهادة بالحجابquot;.

صورة الشهادة الجامعية بالحجاب منذ 18 عامًا

بدوره أكد الدكتور موسى معروف عميد القبول والتسجيل في حديثه quot;لإيلافquot;، ذلك قائلاً: quot;هذا عُرف جامعي متبع في الجامعة، ولكنه ليس موجود في نظامها، حيث أن الطالبات تتخرج من الجامعة منذ أكثر من 18 عامًا بصورة يرتدين فيها الحجابquot;.
ويؤكد معروف أن الجامعة لم تواجه أي مشكلة مع أي طالبة حتى الآن في هذا الموضوع بل أن جميع الطالبات تقوم بإحضار صورة بالحجاب ومنهن الطالبات المسيحيات، حيث يتعاطوا مع الموضوع دون أي مشكلةquot;.
ويقول معروف إنه إذا ما رفضت أي طالبة إحضار صورة بالحجاب فيتم حل المشكلة داخل إطار الجامعة، ودائمًا ما يكون هناك حلquot;.