في الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الخارجية الأميركية تحذيرات سفر لمواطنيها بالخارج من احتمالية التعرض لأعمال عنف من جانب المتظاهرين المناهضين لإعلان القسّ جونز نيته حرق المصحف، كثفت المواقع الجهادية والإسلامية على الإنترنت، من الدعواتquot; للانتقام من الصليبين في كل مكانquot;.

واشنطن: مع استمرار موجات الجدل، وعلى الرغم من إعلان القس الأميركي، تيري جونز، عدوله عن تنفيذ مخططه الخاص بحرق نسخ من المصحف الشريف، وقيامه بالسفر اليوم إلى نيويورك ليبدي اعتراضه على مشروع المركز الإسلامي المقترح بناؤه بالقرب من منطقة غراوند زيرو، أصدرت اليوم وزارة الخارجية الأميركية تحذيرات سفر لمواطنيها بالخارج من احتمالية التعرض لأعمال عنف من جانب المتظاهرين المناهضين للولايات المتحدة ويشعرون بالسخط من إعلان جونز عن نيته حرق المصحف الشريف.

وفي غضون ذلك، أكدت اليوم صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية على أن فكرة القس جونز قد تسببت في إشعال غضب الكثير من المواقع الجهادية والإسلامية على الإنترنت، وهي المواقع التي بدأت تدعو الآن للانتقام من القوات الصليبية في كل مكان.

وقالت مجموعة quot;سايتquot; الاستخباراتية ( وهي إحدى المنظمات الخاصة التي تعني بمراقبة المواقع الجهادية على شبكة الإنترنت) :quot;تراوحت الأفكار التي طرحها رواد تلك المواقع الغاضبين للانتقام ما بين استهداف القس جونز وكنيسته، وبين استهداف الكنائس في العالم الإسلامي، وبين مشاركة المسلمين في الأنشطة الجهادية بساحات القتال كما في أفغانستان والعراق وشمال إفريقيا والصومال واليمنquot;.

وقد قام أحد الجهاديين بنشر صورة على منتدى ( شموخ الإسلام) للقس جونز وهو مقطوع الرأس، وكلمات تقول quot;هذا هو عقاب من يجرؤ على الاعتداء على كتاب اللهquot;.

كما دعت إحدى المواقع الجهادية إلى شن هجمات إرهابية، مشيرة ً إلى خطط القس جونز، التي قام بإلغائها، على أنها مثال آخر على إهانة الغرب للإسلام، وتحظى فقط الآن بإدانات لفظية بدلاً من الانتقام المادي، حسبما أفادت مجموعة سايت الاستخباراتية.

ووصلت التهديدات إلى حد تلويح إحدى الجماعات الشيعية المتمردة في العراق بشن هجمات على الجنود الأميركيين في العراق إذا ما كان مضى القس جونز في تنفيذ خططه الخاصة بحرق المصحف الشريف.

ورأى بعض المعلقين في السياق عينه أن مقترحات القس كانت تدعمها سراً الحكومة الأميركية، رغبة ً منها في quot;جس نبض المسلمينquot;.
في حين قال آخرون إن اقتراح حرق المصحف يوم الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر هو مؤامرة أميركية ترمي إلى حشد المسلمين ضد تنظيم القاعدة.

وفي ذات الوقت، أكد تقرير نشرته اليوم شبكة quot;إيه بي سيquot; نيوز الإخبارية الأميركية على أن تلويح جونز بإحراق المصحف أظهر أن العلاقات الأميركية ndash; الإسلامية لازالت متوترة.

ومضت الشبكة تنقل في هذا السياق عن مفاوض السلام السابق في الشرق الأوسط، آرون دافيد ميلر، قوله quot;رغم الجهود التي قام ببذلها أوباما لسد الفجوة التي اتسعت في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، إلا أن شوطًا طويلاً مازال يفصل بيننا وبين الرسالة التي أعلنها أوباما في القاهرة قبل خمسة عشر شهراًquot;.

بينما قال جيمس زغبي، من المعهد العربي الأميركي، إن الوضعية الحالية أكثر سوءاً من ذلك، مضيفا ً quot; لقد عدنا إلى ما كانت عليه الأوضاع إبان حقبة الرئيس جورج بوش، حين بدأت الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، وعندما بدأت تُنشر صورا ً للجنود الأميركيين وهم يعذبون السجناء العرب، وتسبب احتجاز الإرهابيين المشتبه بهم لأجل غير مسمى في معتقل غوانتانامو في إثارة مشاعر والشكوك حول نوايا الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم الإسلاميquot;.