في الوقت الذي عززت فيه السلطات الأميركية من إجراءاتها الأمنية في مدينة جينسفيل بولاية فلوريدا التي تشهد خطة من جانب قس يرغب في حرق نسخ من المصاحف يوم الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من أيلول، قررت ناشطة أميركية إقامة حملة مضادة لقرار حرق القرآن.
واشنطن: نددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون باعتزام كنيسة معمدانية أميركية صغيرة إحراق مئات المصاحف علنا، معتبرة إياه عملاً quot;مشينًاquot; وquot;مخزيًاquot;.
وقالت كلينتون quot;لقد زادتني عزما الإدانة الصريحة والتي لا لبس فيها ضد هذا العمل المشين والمخزي والتي صدرت عن المسؤولين الروحيين الأميركيين من جميع الديانات، من المسيحيين الانجيليين إلى الحاخامات اليهود، كما عن المسؤولين الأميركيين العلمانيين وقادة الرأيquot;.
وأضافت خلال حفل افطار رمضاني أقامته في وزارة الخارجية مساء الثلاثاء إن quot;التزامنا التسامح الديني يعود إلى بداية امتناquot;.
وأعلنت كنيسة quot;دوف وورلد اوتريتش سنترquot; المعمدانية في غينسفيل (فلوريدا، جنوب شرق) عزمها على إحراق نسخ من القرآن علنًا السبت في الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، في خطوة لاقت إدانات في داخل الولايات المتحدة وخارجها على حد سواء.
واثار هذا القرار الثلاثاء ردود فعل عالمية شاجبة، وأعربت الولايات المتحدة عن خشيتها على أرواح جنودها في أفغانستان وكذلك عن تخوفها من تنامي الشعور المعادي للإسلام.
وكان المتحدث باسم كلينتون فيليب كراولي ندد بقرار حرق القرآن معتبرًا إياه عملا quot;استفزازياquot; وquot;غير أميركيquot;.
وقال كراولي quot;ان إحراق المصحف يتعارض مع قيمنا كما يتعارض مع الطريقة التي تطور بها المجتمع المدني في هذا البلدquot; مشددًا على انها فكرة quot;استفزازية ومتعصبة ومشينةquot;.
هذا وكثفت الحكومة الأميركية وزعماء دينيون وقادة عسكريون نداءاتهم لقس أمريكي مغمور كي يعدل عن خططه لإحراق مصاحف في ذكرى هجمات 11 من سبتمبر ايلول حيث تتزايد المخاوف من أن تؤجج الكراهية الدينية.
من جهة أخرى، ذكرت شبكة الأخبار الأميركية quot;سي إن إنquot; أن الناشطة الأميركية تشارلي قررت إقامة حملة إعلامية مضادة لقرار المبشر المسيحي تيري جايمس بحرق القرآن الكريم، حيث بينت تشارلي أن quot;الرجال سيرتدون الكوفيات ضمن الحملة والنساء الحجاب بهدف إبلاغ المبشر أنه ليس كل الأميركيين يمتلكهم البغضquot;.
وتخطط كنيسة quot;دوف وورلد أوتريتشquot; الأميركية إلى حرق نسخ من القرآن بساحة الكنيسة في ذكرى هجمات 11 أيلول إذ يقوم أفراد تابعون لها بترويج الحدث على شبكة الانترنت عبر موقع الكنيسة ومواقع الشبكات الاجتماعية مثل فايس بوك.
وأشارت الى quot;أننا ننوي ارتداء الحجاب نحن النساء فيما سيلبس الرجال كوفياتquot;، موضحة أن quot;حملة القسيس تذكرني بحملة شنتها جماعات كلو كلوكس كلاوحليقو الرؤوس في بداية التسعينيات من القرن الماضي، حيث كانوا يضطهدون اليهود والمثليينquot;، مبينة أنها quot;هي وزملائها ليسوا مسلمين وإنما نشطاء حقوقيين فقطquot;.
من جهته سلط الإعلام البريطاني الكثير من الضوء على الزوبعة التي أثارها تيري جونز، قسيس كنيسة laquo;دوف ويرلد آوتريتشraquo; الصغيرة، بإعلان عزمه على إحراق مئات النسخ من المصحف.
وركز الإعلام البريطاني على تصريحات الجنرال ديفيد بيترايوس، القائد العام لأكثر من 140 ألفا من أفراد قوات التحالف الدولي في أفغانستان، التي حذر فيها من الآثار السلبية لقرار إحراق المصحف على سلامة قواته. وقال في هذه التصريحات: laquo;إحراق المصحف لن يخدم أحدا غير المتطرفين، في أفغانستان وحول العالم، الذين سيستغلون المناسبة لإلهاب المشاعر وللتحريض على العنفraquo;.
وقال بيترايوس: laquo;هذا بالضبط هو نوع التكتيك الذي توظفه طالبان، ومن شأنه أن يصبح مشكلة كبرى، ليس في أفغانستان وحسب ولكن أينما كان لنا وجود في العالم الإسلاميraquo;. ومن جهته عبّر أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، آنديرز فوغ راسموسين، عن laquo;بالغ القلق إزاء المخاطر التي سيأتي بها إحراق المصحف على حياة جنود الحلفraquo;. وأضاف قوله: laquo;هذا العمل يتناقض بشكل صارخ مع سائر القيم التي ندافع عنها ونقاتل من أجلهاraquo;.
وقالت laquo;ديلي تليغرافraquo; إنها التقت بالقس تيري جونز نفسه فقال لها إنه يدرك نوع المخاوف التي عبّر عنها الجنرال بيترايوس ومضامينها، لكن هذا لن يثنبه عن المضي قدما في مشروع إحراق المصحف. وقال: laquo;لا نعلم نوع الأثر الذي سيحدثه هذا. لكننا نسعى لتشجيع الناس على إحراق المصحف تخليدًا لذكرى اولئك الذين اغتيلوا في ذلك اليومraquo;، في اشارة الى قتلى هجمات 9/11.
وأضاف القس الأميركي أنه تعرض لتهديدات عديدة بقتله وإنه ناقش مع مكتب التحقيقات الفيدرالي laquo;إف بي آيraquo; مسألة سلامته الشخصية. وعن نسخ المصحف التي يعتزم إحراقها، قال إنه اشترى بعضها بينما أرسل اليه مؤيدوه بعضها الآخر.
ونقلت الصحيفة بيانا وزعته كنيسته وجاء فيه: laquo;علينا تقديم رسالة واضحة الى العناصر الراديكالية الإسلامية. لن نسمح بعد الآن بأن تهيمن علينا مخاوفها وتهديدتها. آن الأوان لأن تعود أميركا الى كونها أميركيةraquo;.
وأشارت صحف أخرى الى أن كنيسة laquo;دوف ويرلد آوتريتشraquo; ليست جديدة على إثارة الجدل في ما يتعلق بالعلاقة مع المسلمين. فقد صنعت العناوين الرئيسية العام الماضي عندما وزعت قمصان T-shirt حملت شعار laquo;الإسلام من عمل الشيطانraquo;. وأضافت أنه على الرغم من أن أتباعه لا يتجاوزون 50 شخصا، فقد حصل على تأييد آلاف الأميركيين على المواقع الاجتماعية الإلكترونية في مشروعه الخاص بإحراق المصحف.
إدانة دوليّة واسعة
دان مفوض الامم المتحدة في افغانستان ستافان دي ميستورا خطة الكنيسة الاميركية احراق عدد من المصاحف محذرا من ان ذلك قد يعرض موظفيه للخطر.
وقال دي ميستورا quot;اذا تم ذلك العمل البغيض، فان ذلك لن يؤدي سوى الى تقوية المعارضين للسلام والمصالحة في افغانستانquot;.
وقال دي ميستورا quot;هذا العمل قد يقوض جهود العديد من الافغان والاجانب الذين يحاولون مساعدة افغانستان على التوجه في طريق السلام والاستقرار في اطار ثقافتها وتقاليدها وديانتهاquot;.
من ناحيتها دعت منظمة تنسيق اعمال الاغاثة في افغانستان (اكبر) المسؤولين عن تنظيم احراق المصاحف بالتخلي عن خططهم.
وجاء في بيان للمنظمة quot;في افغانستان التي لا يزال الوضع فيها خطرا، فان مثل هذا العمل يمكن ان يؤدي الى خسارة حياة المدنيين الابرياء وموظفي الاغاثة المخلصينquot;.
ووصفت المنظمة التي تقوم بتنسيق عمل اكثر من 100 منظمة اغاثة افغانية ودولية، خطة الكنيسة باحراق المصحاف بانها quot;عمل ينطوي على نوايا شريرةquot;.
وتعتبر افغانستان، حيث يقود بترايوس 150 الف جندي اميركي ودولي في حربهم ضد التمرد الذي تقوده حركة طالبان، بلدا اسلاميا شديد الالتزام بالدين.
ودان الاتحاد الأوربيّ خطط الكنيسة الأميركيّة لحرق المصحف، وقالت متحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان الاتحاد باكمله quot;يدينquot; خطط كنيسة اميركية بحرق مئات المصاحف في فلوريدا.
واستهجن الرئيس اللبناني ميشال سليمان ، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه، quot;ما أعلنته مجموعة دينية في الولايات المتحدة عن نيتها إحراق نسخ من القرآن الكريم على الملأquot;، معتبرا ذلك quot;منافيا بصورة صارخة لتعاليم الديانات السماوية السمحاء ويتناقض كليا مع منطق حوار الحضارات والأديان والثقافاتquot;.
ودعا الى quot;التبصر مليا في التعاليم المسيحية والمفاهيم الإنسانية التي تشدد على
واعلن المجلس البابوي للحوار بين الاديان التابع للفاتيكان من جهته في بيان ان مشروع القس الأميركي تيري جونز لإحراق المصحف سيشكل quot;اهانة خطرة ازاء كتاب مقدس بنظر اتباعهquot;.
وقال المجلس البابوي انه quot;تلقى بقلق كبير خبر مشروع +يوم احراق القران+ في 11 ايلول/سبتمبرquot;.
واضاف quot;لا يمكن معالجة اعمال عنيفة تدعو الى الاسفquot; على غرار اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، بمشروع مماثل لمجموعة مسيحية متطرفة في فلوريدا.
وشدد المجلس على ان quot;كل ديانة مع كتبها المقدسة واماكن عبادتها ورموزها، لها الحق في الاحترام والحمايةquot;.
وتابع ان quot;هذا الاحترام ينبع من كرامة الاشخاص المنتمين الى هذه الديانة وخيارهم الحر على الصعيد الدينيquot;.
واعتبر المجلس البابوي ان quot;جميع المسؤولين الدينيين وجميع المؤمنين مدعوون الى تجديد ادانتهم الشديدة لاي من اشكال العنف وخصوصا ذلك الذي يرتكب باسم الدينquot;.
وكانت صحيفة اوسرفاتوري رومانو الناطقة باسم الفاتيكان نقلت الاربعاء عن اسقف لاهور ورئيس المجمع الاسقفي الباكستاني لورانس جون سالدانها قوله quot;نندد بشدة بهذه النية وهذه الحملة التي تتعارض مع الاحترام الواجب لكل الديانات وتتعارض مع عقيدتنا وايمانناquot;.
هذا، وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي عن اعتقاده بأن الفعل المتمثل في حرق مصحف يتعارض مع الطريقة التي ظهر بها المجتمع المدني في هذا البلد مشدّدا على أنها فكرة مستفزة ومتعصبة وغير محترمة.
وأوضح أن الحرية الدينية وحرية التعبير هي من المبادئ الأساسية للمجتمع الأميركي وأن مثل هذا العمل في حد ذاته مناهض لأميركا. وقال: quot;إنه عمل غير محترم تجاه رمز ديني وديانة عظيمة، ونعتقد أنه لا يتناسب وغير مألوف مع تقاليدنا، ومبدأ التسامح الذي يشكل جزءاً رئيسياَ من مجتمعنا وتاريخنا.quot;
وفي السياق ذاته، أصدر عددٌ من كبارِ زعماءِ الطوائف الدينية المسيحية واليهودية والإسلامية بيانا نددوا فيه باعتزامِ كنيسةٍ صغيرة في فلوريدا إحراقَ نسخٍ من القرآن الكريم في الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقدوه في واشنطن تناوب اثنان منهم في تلاوة البيان نيابة عن الآخرين. وجاء في الجزء الذي تلاه القس جيرالد درولي من الكنيسةِ المعمدانية في ولاية جورجيا:
quot;يندد الزعماء الدينيون بالتعصب الأعمى المعادي للمسلمين، ويطالبون باحترام التقاليد الأميركية التي تؤمن بحرية العقيدة. وكقادة دينيين في هذه البلاد العظيمة اجتمعنا في عاصمة بلادنا لنندد بصورة قاطعة بالاستخفاف والتضليل والتعصب الأعمى السافر الموجه ضد الجالية الإسلامية في أميركاquot;.
ودعا البيان إلى التصدي لهذه الظاهرة بقوة quot;إن الصمت ليس خيارا. وليس أمام القادة الروحيين خيار سوى اتخاذ موقف قوي لتلبية أسمى مبادئ عقائدهم المختلفة، الأمر الذي يمكنهم من جعل أميركا مكانًا أكثر أمنا وقوة لجميع مواطنيهاquot;.
وجاء في الجزء الذي تلته الحاخامة نانسي كريمر المتخصصة في العلاقات بين الأديان: quot;إن التهديدَ بإحراقِ القرآن الكريم يوم السبت المقبل يمثل اعتداء سافرا يستحق أقوى درجات التنديد من قِبَل كل الناس الذين يَتمسكون بالأخلاقِ الحميدةِ في الحياةِ العامة، ويريدون تكريم ذكرى من فَقدوا أرواحَهُم في الحادي عشر من سبتمبرquot;. وجاء فيه أيضا:
quot;إننا كقادة دينيين مستاؤون لهذا الازدراء لكتابٍ مقدسٍ ساهم على مدى قرونٍ عديدة في صياغةِ كثيرا من الثقافات التي عرفها عالمُنا، وما زال حتى الآن يوفر الطُمأنينة الروحية لأكثر من مليار مسلم اليومquot;.
وقال الكاردينال ثيودور ماك كاريك من واشنطن إن الحديثَ عن إحراقِ المصحف يَنطوي أيضا على إساءةٍ لسمعة الولايات المتحدة: quot;أشعر بخوف شديد من أن يعتقد البعض أن قصص التعصب الأعمى والكراهية والعداء للآخرين تعكس الصورة الحقيقية لأميركا على الرغم من أن ذلك ليس صحيحًا. بلادنا ليست هكذا. وعلينا أن نتأكد أن العالم يعرف أن بلادنا هي البلاد التي تتوفر فيها حرية العقيدة، واحترام الجيران ومحبتهمquot;.
إقرأ أيضًا تنديد أميركي بنية حرق نسخ من القرآن الكريم
من جانبه، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي عن اعتقاده بأن الفعل المتمثل في حرق مصحف يتعارض مع الطريقة التي ظهر بها المجتمع المدني في هذا البلد مشدّدا على أنها فكرة مستفزة ومتعصبة وغير محترمة (التفاصيل)
كما حذر العالم الأزهري البارز الشيخ عبد المعطي البيومي عضو مجمع بحوث الازهر الاربعاء من انه في حال نفذت كنيسة اميركية خطتها القاضية بحرق مئات المصاحف فان هذا الامر قد يؤدي الى quot;تخريبquot; العلاقات بين واشنطن والعالم الإسلامي.
وقال الشيخ بيومي، الذي وصفه الرئيس الاميركي باراك اوباما في ندائه للمصالحة مع العالم الاسلامي بانه quot;منارة للعلمquot;، انه quot;لو عجزت الحكومة الاميركية عن وقف هذا سوف يكون (حرق المصحف) احدث صيحة في الارهاب الديني ومعنى ذلك تخريب العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلاميquot;.
واضاف ان ذلك quot;سيفتح المجال امام الارهاب. هل هم يحاربون الارهاب ام يشجعونه؟quot;، مؤكدا ان quot;السكوت تحت شعار الحرية زائف، حرية (التعبير) لا تمس الحرية الدينية للاشخاصquot;.
وبدوره وصف عصام العريان العضو البارز في جماعة الإخوان المسلمين الاربعاء خطة الكنيسة البروتستانية الصغيرة بquot;العمل الهمجيquot;.
واكد ان ذلك العمل quot;سيزيد من مشاعر الكراهية في العالم تجاه الولايات المتحدةquot;.
وتعد جماعة الاخوان المسلمين التي تأسست على يد حسن البنا عام 1928 أكبر حركة اسلامية في الشرق الاوسط.
وصف الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاربعاء عزم قس كنيسة اميركية على احراق مئات المصاحف السبت احياء لذكرى هجمات 11 ايلول/سبتمبر، بانه عمل quot;متطرفquot;، داعيا الاميركيين الى معارضة خططه.
وصرح عمرو موسى في القاهرة quot;هناك اغلبية متصاعدة في الولايات المتحدة ضد موقف هذا (القس) المتطرفquot;.
واضاف quot;نريد ان نرى التفاعل الاميركي المثقف ضد هذا الاسلوب التخريبي لهذا المتطرفquot;.
اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الاربعاء ان مشروع القس الاميركي تيري جونز لاحراق مصاحف عملا quot;استفزازياquot; وطالبت الادارة الاميركية باتخاذ اجراءات لايقافه.
وقال سامي ابو زهري في بيان صحفي انquot;اعلان احد القساوسة الامريكان النية لحرق المصحف في (11 ايلول/سبتمبر) هو عمل استفزازي للعرب و المسلمينquot;.
ودعا quot;الادارة الامريكية باتخاذ الاجراءات العملية لوقف الجريمة قبل وقوعهاquot;.
كما دان مسيحيو سوريا دعوة قس كنيسة اميركية بروتستانتية الى احراق المصحف في كنيسته معادية للإسلام السبت، معتبرين ان دعوته هذه تهدف الى التفرقة بين المسلمين والمسحيين وترتبط بحملات quot;صهيوينةquot;، كما ذكر مصدر رسمي الاربعاء.
ونقلت صحيفة تشرين الحكومية عن النائب البطريركي العام في دمشق للروم الملكيين الكاثوليك المطران جوزيف العبسي وصفه لهذا التصرف quot;بالمخزيquot;، معتبرا القس صاحب هذه الفكرة انسانا quot;ليس عاقلا وما يقوم به عمل شيطاني لان ابسط قراءة للانجيل ترفضهquot;.
واشار المطران العبسي الى ان تصرف القس تيري جونز يدل على عدم معرفته بالقرآن، موجها اليه دعوة لزيارة سوريا quot;ليعرف حقيقة الاسلامquot;.
واكد المطران ان quot;هذه الجماعات التي تطلق دعوات كهذه وهدفها الايقاع بين الاسلام والمسيحية لم تأت منفردة بل يوجد رابط معها مع الحملات الاخرى التي تقودها الصهيونيةquot;.
بدوره اعتبر الوكيل البطريركي لبطركية الروم الارثوذكس المطران غطاس هزيم ان جونز quot;لا يمثل المسحية وانما شخصهquot; معتبرا ان الذين يريدون استفزاز الناس quot;هم اعداء المسيحية اولا والاسلام ثانيةquot;.
وتابع quot;ما من مستفيد في هذه المنطقة تحديدا الا اسرائيل التي تريدنا على خصام وتقاتلquot;، داعيا القس الى اختبار quot;الروحانية الشرقية المتأثرة فيها كل الديانات الشرقية بما فيها الاسلامquot;.
من جهته اعتبر مدير الديوان البطريركي للسريان الارثوذكس المطران جان قواق ان quot;ليس كل شخص تحدث اي كلمة يمثل المسيحية، فالمسيحية لها مرجعيات ومجالسquot;.
وناشد قواق كل مسلم في سوريا quot;الا يحكم على المسيحيين من تصرفات اناس غير مسؤولين (...) والذي اخشاه انهم مدفوعون من الصهيونية العالميةquot;.
بدوره اعتبر المسؤول في الطائفة المارونية في دمشق الاب طوني دورة هي quot;دعوة لاثارة الفتن ملبية بذلك رغبة من ابتدعوا هذه الجماعات وهي الصهيوينة العالمية لتشويه صورة المسيحية في عيون المسلمين ودفع ذوي الحمية والبساطة من اخوتنا المسلمين واقحامهم في ردود افعال تشوه صورة الاسلام في نظر العالمquot;.
وعبر نائب رئيس المجمع الاعلى للطائفة الانجيلية في سوريا ولبنان القس صموئيل حنا عن quot;سخط واستنكارquot; الكنائس الانجيلية في الشرق الاوسط quot;للفكر الذي يطلقه هذا القسquot;، معتبرا انه quot;عمل لا يمت الى المجتمعات المتمدنة ولا حتى البدائيةquot;.
ووصف تصريحات جونز بانها quot;غير انسانية وغير اخلاقيةquot;، معتبرا هذا العمل quot;يثير النعرات الطائفية والدينية في المجتمعات الانسانيةquot;.
كما دان رئيس طائفة الارمن في سوريا ورئيس المجلس العالمي للارمن البروتستانت القس هارونيون سليميان quot;هذا العمل اللامسؤولquot;، معتبرا ان مخطط جونز quot;عمل اخرق يعبر عن حقد اعمىquot;.
ووجه راعي كنيسة دمشق للروم الكاثوليك الاب الياس زحلاوي رسالة الى القس جونز يسأله فيها quot;عن اهداف الدعوة التي اطلقهاquot;، مخاطبا اياه quot;تعال الى دمشق لاجعلك تعيش خبرة ما كانت تخطر لا ببالك ولا ببال جميع كنائس الغرب واساقفته وكهنته وقساوستهquot;.
اسلاميو الاردن: التخطيط لاحراق مصاحف quot;اعلان حرب على الشعوب الاسلاميةquot;
هذا و اعتبر حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للاخوان المسلمين وابرز احزاب المعارضة في الاردن الاربعاء ان مشروع القس الاميركي تيري جونز لاحراق مصاحف يشكل quot;اعلان حرب على الشعوب الاسلاميةquot;.
وقال الحزب في بيان ان quot;حرق المصاحف فعل يجرمه القانون ويشكل استفزازا للشعوب الاسلامية وهو بمثابة اعلان حرب عليهاquot;.
وحذر من ان quot;هذا العمل المشين ستكون له تداعيات خطيرة، على السلم العالمي والتعاون بين الاممquot;.
واوضح الحزب ان quot;هذه الجريمة المنكرة (...) ما كان لها أن تقع لولا مشاعر الكراهية التي أججتها الادارة الاميركية، مستغلة واقعة تدمير برجي نيويورك، وبعض الممارسات التي تقع من أشخاص، مدفوعين بردات فعل على جرائم الادارة الاميركية والعدو الصهيونيquot;.
ودعا الحكومات في البلدان العربية والاسلامية الى quot;موقف حازم من هذه الجريمة، بحمل الادارة الاميركية على وقف تنفيذ هذه الجريمة، والتوقف عن سياسة التعبئة والتحريض ضد المسلمين، التي تشكل حاضنة لهذه التصرفات الرعناءquot;.
بدورهم، استنكر رؤساء الكنائس الانجيلية في الاردن في بيان quot;هذا التصرف المتطرف (...) الذي يتعارض مع ابسط العقائد ومبادىء التعليم المسيحي التي تدعو للمحبة والتسامح واحترام آلاخرquot;.
ودعوا الى التوقف عن قرار احراق المصاحف quot;احتراما للقيم المسيحية والقيم البشريةquot;.
اتباع كنيسة أسسها تيري جونز في المانيا يعارضون دعوته لحرق مصاحف
من جهة ثانية نددت الكنيسة التي اسسها تيري جونز في المانيا الاربعاء بدعوة الاخير لاحراق مصاحف السبت في الولايات المتحدة معلنة انها quot;صدمت ازاء هذا العمل على غرار الكثيرين في انحاء العالمquot;.
وقال ستيفان بار مدير quot;مجموعة كولونيا المسيحيةquot; (غرب المانيا) التي تتبع حركة quot;الكنائس الحرةquot; القريبة من البروتستانتية لوكالة فرانس برس quot;نحن ننأى تماما عن جونز وعن دعوتهquot;.
واضاف quot;لقد صدمنا على غرار ما صدم الكثيرون في كافة انحاء العالمquot; موضحا ان مجموعته quot;لم يعد لديها اي اتصالquot; مع القس جونز منذ قرر الاخير عام 2008 مغادرة هذه المجموعة التي أسسها مطلع الثمانينات، بسبب quot;خلافاتquot; حول اسلوبه في ادارتها.
واضاف ستيفان بار quot;لقد غادر جونز من دون سابق انذارquot; بعد ان عمل نحو عشرين عاما على رأس هذه المجموعة، آخذا على القس جونز انه quot;كان يبرز شخصيته اكثر مما يبرز العقيدة المسيحيةquot;.
وقال بار ان المجموعة كانت تعد نحو 800 عضو لدى خروج جونز منها ولا تعد اليوم سوى ما بين 60 و80 عضوا.
واوضح ان احدى محاكم كولونيا حكمت على جونز بدفع غرامة بقيمة 3000 يورو عام 2002 لانه انتحل صفة دكتور جامعي.
واضاف بار عن القس جونز ان الاخير قام ايضا بدفع مبلغ من اربعة او خمسة ارقام quot;غرامةquot; بسبب تجاوزات مالية ارتكبها.
واوضح بار ان القس جونز ترأس كنيسة صغيرة تعرف باسم quot;دوف وورلد اوتريتش سنترquot; التي تتخذ من فلوريدا مقرا لها بعد وفاة مؤسسها، مع بقائه على رأس المجموعة الالمانية.
التعليقات