وصلت الرهينة الاميركية سارة شورد مساء الثلاثاء إلى سلطنة عمان قادمة من إيران بعد ان أفرجت عنها الحكومة الإيرانية حيث امضت قرابة العام مسجونة في ايران. وعلى الرغم من تأكيدات طهران تسريح الأميركية بموجب كفالة تقدر بنصف مليون دولار،نفت واشنطن دفع أموال مقابل اطلاق سراحها.

طهران: وصلت الرهينة الأميركية سارة شورد مساء الثلاثاء إلى سلطنة عمان قادمة من إيران بعد ان أفرجت عنها الحكومة الإيرانية حيث أمضت قرابة العام مسجونة في إيران، واعلن مسؤول اميركي ان شورد ستمضي ليل الاربعاء-الخميس في سلطنة عمان وتحفظ هذا المسؤول عن اعطاء مزيد من التفاصيل بشان مدة اقامة شورد في عمان ومشاريعها المستقبلية.


وقالت سارة بعد وصولها في تصريح للصحافيين quot;انها سعيدة بوجودها في سلطنة عمانquot; معربة عن شكرها وامتنانها لحكومة السلطنة على ما بذلته من جهود تكللت بالإفراج عنها.


وأعلنت شورد التي أفرج عنها بكفالة بعد اعتقالها لأكثر من عام في إيران انها ستبذل ما في وسعها لضمان الإفراج عن رفيقيها اللذين لا يزالان معتقلين في طهران.

وصرحت شورد للصحافيين في مطار مسقط quot;سأبذل كل جهودي لضمان الإفراج عن صديقي لانني لا استطيع التمتع بحريتي من دونهماquot;.

واضافت الاميركية التي ستمضي ليلتها في مسقط quot;انهما لا يستحقان البقاء في السجنquot;.

واعلنت نيابة طهران ان رفيقي شورد، شاين باور وجوش فتال، سيظلان في السجن في انتظار محاكمتهما بتهمة quot;التجسسquot;.

وكانت السلطات الإيرانية قد أفرجت بكفالة عن الأميركية سارة شورد المحتجزة في ايران منذ تموز/يوليو 2009 للاشتباه بقيامها بالتجسس، حسب ما أعلنت النيابة الإيرانية على موقعها.

وجاء على الموقع انه quot;تم تسليم سارة شورد الى المسؤولين في السفارة السويسرية في ايران، والتي تمثل المصالح الأميركية بعد الافراج عنها من السجنquot;.

واضافت النيابة ان quot;المحقق في القضية ابلغ المدعين في طهران بشأن ضمانة مصرفية خاصة بالكفالة. وبعد موافقة المدعي اصدر امرًا بالإفراج عنهاquot;.

ورحب الرئيس الأميركي باراك اوباما بخبر الإفراج عن شورد، داعيًا طهران الى إطلاق سراح رفيقيها اللذين لا يزالان معتقلين شاين باور وجوش فتال.

من جهته، اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركي ديفيد كراولي ان بلاده quot;لم تدفع شيئاquot; مقابل الإفراج عن ساره شورد.
وأكد مسعود شافعي محامي شورد الإفراج عن موكلته من سجن ايوين.

وبعيد الإفراج عنها من سجن ايوين في شمال طهران، أفادت السفيرة السويسرية في طهران ليفيا لوي اغوستي ان ساره شورد استقلت رحلة خاصة متوجهة الى سلطنة عمان حيث تنتظرها والدتها.

واكد مسؤول في مطار مسقط وصول الطائرة التي تقل شورد في المساء.

وتدير السفارة السويسرية في طهران المصالح الأميركية في ايران نظرا لعدم وجود علاقات دبلوماسية بين واشنطن وطهران منذ الثورة الاسلامية عام 1979.

والاحد اعلن مدعي طهران عباس جعفري دولت ابادي ان ايران مستعدة للافراج عن شورد (32 عامًا) لقاء كفالة قدرها 500 الف دولار.


صورة لشورد قبل اعتقالها في ايران في 31 تموز/يوليو 2009

وأوقفت القوات الايرانية شارة شورد وشاين باور (28 عامًا) وجوش فتال (28 عامًا) في 31 تموز/يوليو 2009 بعد ان اجتازوا مشيا الحدود الإيرانية قادمين من كردستان العراق المجاور.

ويتوقع ان يؤدي الافراج عن شورد الى تخفيف حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة الى حد ما بعد ان ارتفع في الأشهر الاخيرة بسبب برنامج طهران النووي المثير للجدل.

واتهم الثلاثة بالتجسس ودخول ايران بطريقة غير مشروعة على الرغم من نفيهم وتاكيدهم انهم دخلوا ايران خطأ بعد ان ضلوا طريقهم اثناء رحلة في كردستان العراق.

واعلن العديد من المسؤولين الايرانيين انه سيتم الافراج عن شورد السبت، الا ان دولت ابادي استبعد ذلك بسبب ما قاله انه مسائل قانونية.

وياتي الافراج عن شورد بعد عدة عثرات اتهم خلالها القضاء الحكومة بالسعي من اجل الافراج عنها فيما انتقد عدد من النواب المحافظين احمدي نجاد مباشرة بسبب الإفراج عنها في وقت وصل فيه التوتر بين طهران وواشنطن اوجه.

وارتفعت حدة التوتر بين واشنطن وطهران بعد ان فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضد طهران في مجلس الامن الدولي في التاسع من حزيران/يونيو.

وضغطت واشنطن بشدة على حلفائها لمعاقبة ايران بفرض مجموعة فردية من العقوبات بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

وتتهم القوى الغربية وفي مقدمها واشنطن، طهران باستخدام برنامجها النووي غطاء لامتلاك اسلحة نووية وهو ما تنفيه ايران بشدة.

وكانت نورا شورد والدة سارة صرحت لفرانس برس الشهر الماضي ان ابنتها البالغة من العمر 32 عامًا محتجزة في سجن انفرادي رغم انها تعاني من مرحلة ما قبل الاصابة بسرطان عنق الرحم وورم في صدرها كما تعاني من الاكتئاب.

وفي ايار/مايو الماضي سمحت ايران لأمهات المحتجزين الثلاثة بزيارتهم.

واعلنت الامهات خطبة سارة شورد على شاين باور.

والشهر الماضي قالت والدة شورد ان المقرر الخاص في الامم المتحدة مانفريد نواك ناشد ايران انهاء سجن ساره الانفرادي.

ومن جهة أخرى طالبت والدتا المعتقلين الاميركيين فتال وباور الرئيس محمود احمدي نجاد بأن يعود بهما معه الاسبوع المقبل الى نيويورك حيث سيشارك في الجمعية العامة للامم المتحدة.

وقالت لورا والدة المعتقل جوش فتال quot;نرحب به (احمدي نجاد) في الولايات المتحدة (...) نقول له: نرجوك ان تعيد جوش فتال وشاين باور الى الولايات المتحدة واليناquot;.

وعبرت لورا فتال وسندي هيكي، والدة المعتقل الاخر شاين باور، عبر شبكة ان بي سي عن سعادتهما إزاء الإفراج عن شورد وتفاؤلهما بقرب الافراج عن نجليهما.

واضافت هيكي quot;كنا دائما متفائلتين، لكن هذا الامر زاد من تفاؤلناquot;.