السلطان قابوس بن سعيد |
قالت مصادر إن السلطان قابوس هو quot;الجهة الغامضةquot; التي دفعت كفالة سارة شورد التي طلبتها إيران.
في أعقاب إفراج السلطات الإيرانية عن الأميركية سارة شورد التي كانت محتجزة بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة بفضل كفالة تبلغ نصف المليون دولار، خرجت صحيفة quot;تايمزquot; البريطانية الخميس بأن quot;الجهة الغامضةquot; التي دفعت المبلغ هي قابوس بن سعيد، سلطان عمان، بشكل شبه مؤكد. وقالت الصحيفة إن مصدرا عليما ببواطن الأمور في واشنطن أكد لها هذا النبأ.
وكانت شورد (32 عاما) واحدة من ثلاثة أميركيين اعتقلتهم السلطات الإيرانية على الحدود مع العراق قبل 13 شهرا. وبعد الإفراج عنها الثلاثاء الماضي استقلت طائرة ملكية عمانية هبطت بها على حقل جوي تابع للقصر في أطراف العاصمة مسقط.
وقد توجهت شورد، مع الرئيس باراك اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، بالشكر للسلطنة على تسهيلها الإفراج عنها. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن هذه الدولة الخليجية quot;أدت دور الوساطة الرئيسي مع السلطات الإيرانيةquot;.
لكن لا أحد كان يعلم هوية الجهة التي دفعت الكفالة التي طلبتها طهران. وقالت أسرة شورد إنها غير قادرة على توفير ذلك المبلغ الهائل. ومن جهتها أصرّت الحكومة الأميركية على أنها quot;لا تدفع كفالات لرعاياها المحتجزين ولم تفعل هذا في حالة شوردquot;.
وفي طهران قال كبير ممثلي مكتب الادعاء، عباس حعفري دولاتبادي، إن quot;ممثلين لسارة شوردquot; هم الذين أودعوا تلك الكفالة في فرع مصرف ميلي الإيراني بالعاصمة العمانية. كما قال محاميها، مسعود شافعي، إن الجهة المانحة quot;شخصية أجنبيةquot; وليس سفارة أو حكومة. وقالت quot;تايمزquot; إنها حاولت وفشلت في الاتصال بالسفارة العمانية في لندن أو بوزارة الخارجية في مسقط.
الاميركية سارة شورد |
ونقلت الصحيفة البريطانية عن محلل الشؤون الإيرانية في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن راي تقية، قوله إن نجاح السلطان قابوس، الذي يتمتع بروابط طيبة مع إيران ومع الغرب، في مسعاه كان مؤكدا تقريبا. وقد حل معضلة كبيرة بالنسبة للإدارة الأميركية التي تفرض عقوبات واسعة النطاق على إيران ومؤسساتها مثل مصرف ميلي.
وأضاف المحلل قوله: quot;لا تريد الولايات المتحدة أن تصبح في موضع تُرى فيه وهي تدفع فدية للإفراج عن أي رهينة فتشجع الآخرين على أخذ الرهائن الأميركيين. لكن مسألة الإفراج عن شورد كان أمرا بالغ الأهميةquot;. وقدم السلطان قابوس مساعدة جمة أيضا للرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي كان يرى أن من المهم الإفراج عن شورد المعتلة صحيا، وذلك تلميعا لصورته قبل إلقاء خطابه على الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
وتقول الصحيفة إن مبلغ نصف المليون دولار لا شيء يذكر بالنسبة للسلطنة الغنية بالنفط، خاصة وأن السلطان يسعى لتوقيع اتفاق للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة. ويذكر أن قابوس (69 عاما) تلقى تعليمه وخدم في الجيش البريطاني ويقال إنه أكثر ثراء من الملكة اليزابيث الثانية وله العديد من القصور واليخوت.
وقالت الصحيفة إن سارة شورد ووالدتها نورا، وهي ممرضة من اوكلاند، كاليفورنيا، بقيتا في مسقط الأربعاء لكنهما تواريتا عن الأنظار العامة. وقال مسؤولون عمانيون إن سارة تلقت فحوصات طبية. ويذكر أنها تعاني من التهاب في عنق الرحم ينذر بالسرطان، وأيضا من ورم في الثدي أصيبت بهما بينما كانت في الحبس الانفرادي في سجن ايفين الشهير بطهران.
وحتى الآن يظل الأميركيان الآخران محتجزان في ذلك السجن، وهما خطيبها شين باور وصديقهما جوش فاتال، وكلاهما في الثامنة والعشرين من العمر. ويواجه الاثنان تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وهي تهمة تصفها واشنطن بأنها quot;خالية من أي أساس من الصحةquot;. وقد توسلت والدتا الشابين الى الرئيس أحمدي نجاد كي يأخذهما معه في طائرته التي ستقله الى نيويورك الأسبوع المقبل.
التعليقات