ينتظر أن تخطو الحكومة الكويتية خطوات إضافية في تشددها المعلن إزاء محاولات فرض الأزمات والفتن الطائفية في الداخل الكويتي، عبر أدوات إعلامية أثارت مشاكل كثيرة مؤخرا.

الكويت: كلف مجلس الوزراء الكويتي في إجتماعه الأخير وزارتي الداخلية بقيادة الشيخ جابر الخالد الصباح، والإعلام الشيخ أحمد العبدالله الصباح، العمل على إمداد الجهات الرسمية أولا بأول بأي مخالفات إعلامية، ذات نفس طائفي، في مسعى يهدف الى العلاجات الوقائية، بعد أن كادت تصريحات رجل دين شيعي كويتي أن تتحول الى أزمة طائفية وسياسية، وصفها رئيس الكويتي بالإنابة الشيخ جابر المبارك الصباح بأنها تهدف الى حرق البلد، قبل أن تتخد الحكومة الكويتية قرارا بسحب جنسية ياسر الحبيب وهو رجل الدين المقيم في بريطانيا، الذي وجه إساءات لزوجات النبي الكريم، وصحابته، وهي التصريحات التي أثارت موجات قوية من الإستياء، وردات الفعل داخل أوساط الطائفة السنية في الكويت وخارجها.

وبدأت وزارة الإعلام على الفور في حصر المخالفات ذات النفس الطائفي الذي تظهر على مواقع إلكترونية داخلية وخارجية، وكذلك قنوات فضائية، وصحف، للطائفتين السنية والشيعية على حد السواء، وهو الأمر الذي ملف به فريقا متخصصا من كبار القياديين في وزارة الإعلام لمراقبة المضمون، وسط توجهات بأن الحكومة الكويتية لن تتردد في حجب أي موقع إلكتروني حتى لو كان بثه من خارج الكويتي، ويثير النعرات الطائفية، حيث علم بأن موقع (القطرة) الذي يملكه رجل الدين الشيعي ياسر الحبيب قد بات يتصدر أولى المواقع الإلكترونية المهددة بالحجب على الشبكة العنكبوتية للمستخدمين من داخل الكويت، وسط معلومات بأن الحجب قد دخل حيز التنفيذ، مع صعوبات مسجلة في هذا الإطار للدخول الى الموقع الذي ينشر أغلب الآراء المثيرة للجدل في ندوات، وخطب ياسر الحبيب.

وإزاء تحركات رجال دين شيعة في الداخل الكويتي بشأن قنوات تردد فكر الطائفة السنية، وتردد عبارات وآراء موازية لخطر تصريحات ياسر الحبيب على الوحدة الوطنية الكويتية، وبأن هذه الفضائيات غير مراقبة من قبل الحكومة الكويتية، فقد أكدت الأخيرة أنها ستتعامل بمسطرة القانون مع أي مخالفات من شأنها المساس بالوحدة الوطنية في الكويت، وأنها تراقب أولا بأول ما يبث، وأنه خلال اليومين المقبلين سيتم الإعلان عن تحريك دعاوى رسمية ضد ملاك فضائيات ومواقع على الإنترنت، نشروا تجاوزات مسيئة ضد الطائفتين السنية والشيعية.

وبالتزامن مع أزمة ياسر الحبيب التي شغلت الأوساط الكويتية، فقد إعتقلت أمن الدولة الكويتية رجل دين سني هو مبارك البذالي، وحققت معه بشأن تجاوزات وردت في خطب له ضد الطائفة الشيعية، إلا أنها أخلت سبيله لاحقا، وأبقته رهن التحقيق بأي تجاوزات أخرى يجري رصدها، كما منعت الحكومة الكويتية بالمطلق وتحت طائلة القانون أي ندوات أو مظاهرات كانت ستخصص للرد على تصريحات ياسر الحبيب، إلا أن سحب جنسية الأخير قد أعاد الهدوء الحذر الى الساحة السياسية الكويتية.