الخبراء أثناء تجميع الطيور النافقة تمهيدًا لإرسالها إلى المختبرات لتبيان اسباب الظاهرة

فجّرت حادثة هطول طيور نافقة في ولاية أركنسو مخيلات سكان بلدة بيبي، منهم من ربطها بالمؤامرات وروايات يوم الدينونة، بينما تلفتتحليلات إلى أنها قد تكون نفقت وانهمرت من السماءنتيجة تعرضها لوابل من حبات البرد، أو بسبب الألعاب النارية التي أطلقت لمناسبة رأس السنة.


عبدالاله مجيد: من المرجح أن يكون هناك تفسير علمي بسيط لليوم الذي أمطرت فيه السماء طيورًا ميتة على مدينة بيبي الصغيرة في ولاية أركنسو عشية السنة الجديدة.

لكن قلقًا حقيقيًا سرعان ما ساور سكان البلدة البالغ عددهم نحو 5000 عندما توافدت فرق تنظيف البيئة على البلدة في اليوم الأول من السنة الجديدة لالتقاط آلاف الطيور الميتة التي تناثرت على الطرق والأرصفة.

وكان سبب القلق الرئيس هو أن الطيور مثلها مثل الكناري في منجم الفحم، كانت نذير خطر سام. وازداد القلق في غياب تفسير يقطع الشك باليقين، وراح أصحاب المخيلات الخصبة ينسجون سيناريوهات غريبة عجيبة.

وشرع آخرون يربطون هطول الطيور الميتة، وهي ظاهرة نادرة، لكنها ليست فريدة، بأمور شتى من اعتبارها علامة تشير إلى قرب نهاية العالم، على غرار ما ورد في القصة التوراتية، إلى مؤامرات كيمياوية تُحاك في الخفاء مرورًا بتحولات في مركز الأرض المغناطيسي، بل وحتى كونها دليلاً على وجود أطباق طائرة وأجسام غريبة مجهولة الهوية.

وصرحت عضو بلدية المدينة بيكي شورت لصحيفة نيويورك تايمز أن بعض الأهالي أخذوا يمارسون التنظير بدعابة عن هذه الاحتمالات، لكن آخرين ينظرون إلى الأمر بجدية. وكتبت بولا موني في الطبعة الالكترونية لصحيفة إيكزامنر أنها بوصفها مسيحية لا يسعها إلا أن تتذكر فيلم quot;الإشارة السابعةquot; في عام 1988، الذي تدور حبكته حول ظهور علامات على يوم الدينونة، كما ورد في الكتاب المقدس. كما جاء في العهد القديم إشارات إلى غضب الرب وإرساله طيورًا، ولكن الكتاب المقدس لا يذكر شيئًا عن طيور ميتة.

نظريات مؤامرة أخرى تحدثت عن آثار تجارب تجريها الحكومة على أسلحة سرية. لكن ظهور أسماك ميتة في الوقت نفسه تقريبًا على سطح نهر أركنسو أثار قلق المسؤولين عن إطلاق مواد سامة في ماء النهر، ربما من إحدى المنشآت الصناعية. غير أن الاختبارات التي أُجريت لم تتوصل إلى ما يدلّ على تسمم حيوانات.

في غضون ذلك، أُرسلت عشرات الطيور الميتة إلى مختبرين مختلفين. وتبين النتائج الأولية أن سرب الطيور الذي أمطرته السماء على مدينة بيبي فزع وفّر من أعشاشه بسبب الألعاب النارية، ثم هلك بعدما ضربته عاصفة مفاجئة، أو ربما بفعل الصدمة الناجمة من ضوضاء الاحتفال عشية السنة الجديدة. وقالت السلطات إن موت الأسماك ناجم من مرض محلي، يصيب نوعًا معينًا منها.


ونقلت صحيفة كريستيان ساينس عن الخبيرة المتخصصة في علم الطيور كارين راو أنه إذا كان وابل الطيور الميتة الذي انهمر على بلدة بيبي نذيرًا عن قدوم شيء، فهو تناقص أنواع الطيور على نطاق واسع، ولكن تدريجي في أنحاء الولايات المتحدة. ورأت أنّ هذا مقلق أكثر من حادث منفرد يتعلق بنوع محدد.

وأفادت صحيفة laquo;أركنسو تايمزraquo;، بأن الطيور قد تكون نفقت نتيجة تعرضها لوابل من حبات البرد. لكن نظرية أخرى توجه أصابع الاتهام إلى الألعاب النارية التي أطلقت لمناسبة رأس السنة، والتي قد تكون فاجأت أسراب الطيور.