حذّر اميل لحود، الرئيس اللّبناني السابق، في حوار مع quot;ايلافquot;من استمرار التباطؤ وعدم الوصول إلى حلّ قبل صدور القرار الظني، لأنّ المشكلة ستزداد تعقيدًا وسيصعب عندها الخروج من المأزق، وتمنى أن تتوصل كافة الأطراف في لبنان إلى معالجة للمسألة في أسرع وقت ممكن.


بيروت: أبدى رئيس الجمهورية اللبنانية السابق العماد اميل لحود عدم ارتياحه للوضع الراهن ولسير الأمور على صعيد معالجة الأزمة الناشئة عن الخلاف المستحكم بين فريقي 14 و 8 آذار حول المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري والقرار الظني المرتقب صدوره عنها، والمتضمن كما يشاع اتهامًا لعناصر من حزب الله بالضلوع في الجريمة.

واستغرب لحود في حديث لـ quot;إيلافquot; تردد رئيس الحكومة سعد الحريري في اتخاذ قرار حاسم بهذا الشأن يضع حدًّا لحال المراوحة الراهن،علىالرّغم من المساعي التي تبذلها الرياض ودمشق، من منطلق حرص العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيزـ والرئيس السوري الدكتور بشار الأسد على الاستقرار في لبنان وعدم تعرضه للاهتزازات الأمنية أو السياسية.

ويقول الرئيس لحود إنه على قناعة تامة بالحكمة التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين، وتيقنه بان عمل المحكمة الدولية منذ نشأتها لم يكن مستقيمًا بدليل اتهامها لسوريا بداية وعدولها عن ذلك فيما بعد، وادخال اربعة ضباط لبنانيين السجن لمدة اربع سنوات قبل الافراج عنهم بعد أن اعتمدت في هذا الإجراء على quot;شهادات زورquot; ما لبثت أن تنصلت من اصحابها لاحقًا.

ويرفض الرئيس لحود الرد على سؤال يتعلق بموقفه من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خصوصًا لجهة معارضة الاخير طرح موضوع quot;شهود الزورquot; على التصويت لرغبته عدم الدخول في سجال مع احد، إلا انه يكشف عما كان سيفعله لو كان في سدة الحكم للتعاطي مع هذه القضية، حيث سيحث مجلس الوزراء على ضرورة مراسلة المحكمة الدولية والقول لها quot;ستوبquot; ( (stop فنحن نطلب منك التريث في عملك او تجميده لحين جلاء مسألة ldquo;شهود الزورrdquo; التي لا بد من إحالتها على المجلس العدلي، مع التذكير بانها ndash; أي المحكمة ndash; غير شرعية وغير دستورية لأن رئيس الجمهورية لم يفاوض بشأنها، ولم يوقع قانونها كما ينصّ على ذلك الدستور، والبرلمان لم يصادق عليها. ناهيك أن الحكومة التي كان يرأسها فؤاد السنيورة حينذاك فقدت شرعيتها هي الأخرى، بعد استقالة وزراء الشيعة منها، والوزير الارثوذكسي.

ويرى لحود أن التذرع بوجود عريضة موقعة من سبعين نائبًا من الأكثرية تطالب بالمحكمة الدولية لا قيمة لها إذا لم يتم عقد جلسة رسمية لمجلس النواب حسب الاصول، واتخاذ قرار من الهيئة العامة بهذا الخصوص من هنا فأن العريضة المذكورة ليست اكثر من رأي غير ملزم، وهذه سابقة لم تحصل في أي دولة من العالم.

وفيما يتمنى الرئيس لحود أن يحصل التفاهم بين الاطراف اللبنانية على معالجة موضوع المحكمة بأسرع وقت ممكن، فإنّه يحذر من أن استمرار التباطؤ وعدم الوصول إلى حل قبل صدور القرار الظني سيزيد المشكلة تعقيدًا، وقد يصعب عندها الخروج من المأزق استنادًا لما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب سابق.

ووفقًا لتجربته السابقة في الحكم، ينصح الرئيس لحود اللبنانيين بعدم التعويل على الحلول التي تأتي من الخارج، إذ انها غالبًا ما تنعكس سلبًا على الداخل. ويروي في هذا الصدد ما حصل في عهد الرئيس الراحل شارل حلو يوم احتدم الصدام بين الدولة اللبنانية والفدائيين الفلسطينيين ونتج عن ذلك ازمة حكم اعتكف خلالها رئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي لأشهر حتى جرى توقيع quot;اتفاق القاهرةquot; الذي اريد له انهاء الازمة فاذ به يزيدها تفاقمًا.

كذلك يذكر لحود ما حصل في عهد الرئيس الراحل الياس سركيس الذي حاول الاستعانة بهذه الدولة وتلك لاطفاء نار الحرب في لبنان فلم يوفق حتى جلس اللبنانيون معًا في الطائف واقروا الاتفاق الذي حمل اسم quot;اتفاق الطائفquot; وان جرى ذلك برعاية عربية ودولية، لكن الأساس أنه صناعة لبنانية.

هذا ويعتبر الرئيس لحود، الذي ما زال مواظبًا على هواية السباحة التي يمارسها يوميًا صيفًا وشتاءً، ما جرى في الاسكندرية اخيرًا من احداث مؤلمة نتيجة التفجير الذي استهدف احدى الكنائس القبطية فيها بانه يأتي في سياق المسلسل الاجرامي المنتج في اسرائيل، والمصدر الى منطقتنا لزرع الشقاق بين ابنائها واشعال الفتنة بين الطوائف.

وما شهده ويشهده العراق من احداث مفجعة طالت السنة والشيعة حينًا والمسيحيين احيانًا لدليل واضح على ذلك. ومن هنا ndash; والكلام للحود - فان اسرائيل التي عجزت عن الحاق الهزيمة بالمقاومة في لبنان تعمل الآن وبدعم من راعيتها الولايات المتحدة الاميركية على استخدام سلاح الفتنة ايضًا وايضًا لضرب صيغة العيش المشترك ووحدة اللبنانيين والنيل من المقاومة وتشويه صورتها لجعلها ارهابية عن طريق قرار ظني مفبرك لا بد من مواجهته اليوم قبل الغد بإرادة لبنانية جامعة وقبل فوات الاوان.