تحدثت إيلاف الى كل من النائبين الدكتور عاطف مجدلاني وسليم سلهب حول زيارة القادة العرب المرتقبة الى لبنان، وسألتهما ما مدى اهمية هذه الزيارات، وكيف تساهم في تخفيف الاحتقان القائم على خلفية القرار الظني للمحكمة الدولية المرتقب، وهل هذه الزيارات هي لتأجيل مفاعيل القرار الظني؟

ريما زهار من بيروت: أجندة المواعيد اللبنانية حافلة هذا الاسبوع بزيارات على قدر كبير من الأهمية، لشخصيات عربية معنية بالملف اللبناني، منها وغير مؤكدة زيارة الرئيس السوري بشار الاسد، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

يقول النائب الدكتور سليم سلهب لإيلاف ان زيارات القادة العرب الى لبنان لها اهمية كبيرة، وخصوصًا الى ما ترمز اليه، وكل زيارة لها معنى خاص، ولا شك اننا نرحب بكل الزيارات الخارجية التي تعطي قيمة للسياسة اللبنانية، ولا شك ان الزيارات الخاصة التي تتعلق مثلاً بجلالة الملك عبدالله فهي الزيارة الاولى للبنان، والمعنى والمنحى السياسي للزيارة ممكن ان يكون مختلفًا عن الزيارات السابقة، في ال2001 زار الملك لبنان بصفته وليًا للعهد، ولكن في الوقت الحاضر بصفة ملك، في ظرف نحن بحاجة لدعم عربي، اما في ما يتعلق بزيارة امير قطر للبنان، فلبنان مرَّ بمرحلة صعبة توصلنا بعدنا لاتفاق الدوحة، وقطر وسمو الامير لعب دورًا مهمًا للتوصل الى هذا الاتفاق، واعتقد ان زيارته جيدة من الناحية التنموية والسياسية، ويجب ان نعرف كيف نستفيد من هذه السياسة، لان قطر رعت الاتفاق بين اللبنانيين وتلاحق الموضوع بمعنى تطبيقه واعطائه استقرارًا للبلد.

أما النائب الدكتور عاطف مجدلاني فيعلق على الامر بالقول:quot;الدول العربية الشقيقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية كانت دائمًا إلى جانب لبنان في كل المراحل وكل المحن التي مر بها، وكانت مساعدة أساسية ورئيسية لإقرار السلم الاهلي ابتداء من الطائف، والكل يعرف مدى العمل الكبير الذي قامت به السعودية لوقف الحرب الاهلية في لبنان، واليوم هناك مرحلة صعبة يمر بها لبنان، بدأت مع التهديدات الإسرائيلية ، واليوم نشهد تشنجًا سياسيًا داخليًا مبنيًا على افتراضات وحرب معلنة على المرجعية الوحيدة في لبنان وهي المحكمة الدولية، التي اجمعنا عليها كلبنانيين بعد الاغتيالات التي حصلت، ولا نطمح الوصول فقط إلى العدالة انما ايضًا لوقف هذا المسلسل الإرهابي وهذه الطريقة في التعاطي مع الحياة السياسية، لارساء مناخ الحريات، لذلك هذه الزيارة تأتي في هذه المرحلة من تاريخ لبنان، واعتقد انها مناسبة كي يظهر الاخوان العرب مدى تعلقهم بلبنان، ومدى حرصهم على السلم والإستقرار الاهلي فيه، وهذا البلد الذي يعتبرونه بلدهم الثاني، اما زيارة امير قطر الى لبنان فهي مهمة بعد تسوية الدوحة التي تمت بناء على تدخل اساسي من دولة قطر، وكان لها اياد بيضاء بعد الحرب في سبيل اعمار ما تهدم في قرى الجنوب، فالزيارة تأتي للاطلاع على ما تم انجازه في هذا المجال، ومن جهة ثانية، طبعًا تذكير اللبنانيين وبخاصة فئة حاملة السلاح في لبنان بأن هناك بندًا في تسوية الدوحة يحرم استعمال السلاح في الداخل لاغراض واهداف سياسية.

وردًا على سؤال هل هذه الزيارات ستؤدي إلى تهدئة الامور في لبنان؟ يجيب سلهب:quot;حتى لو لم تؤدي الى ذلك فهي مهمة جدًا، وتحضر بالطرق الدبلوماسية وهي تتويج لاتفاق ما، واعتقد انه يجب انتظار اواخر الاسبوع لنرى اذا كنا سنعود الى اعادة الاستقرار السياسي، ونأمل ان يحدث ذلك.
اما مجدلاني فيعتبر ان هذه الزيارات تساعد على تهدئة الامور وتظهر مدى الإهتمام العربي بلبنان وبقضاياه، من دون التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، هذا ما يميز علاقة دول الخليج مع لبنان وخصوصًا السعودية انها تساعد لبنان، وتسهر على استمرار وديمومة الاستقرار في لبنان من دون التدخل في شؤونه الداخلية

أما هل القادة العرب سيحملون معهم حلولاً لخفض التوتر القائم؟ يجيب سلهب:quot; لا اعتقد ان العرب لديهم مقترحات بعيدة عن مقترحاتنا، واذا لدينا الاستعداد الداخلي للوصول إلى استقرار سياسي فالعرب سيعطون عاملاً مساعدًا لذلك، ولا اقتراحات حلول مجدية اذا لم نملك النية في الحوار.
أما مجدلاني فيقول ان الايام المقبلة ستظهر ان كان القادة العرب سيحملون معهم حلولاً لخفض التوتر القائم.

ولدى سؤاله قيل ان هذه الزيارة لتأجيل مفاعيل القرار الظني للمحكمة الدولية؟ يجيب سلهب: quot;اعتقد ان القرار الظني هو احدى المشاكل التي نمر بها في الوقت الحاضر ونأمل ان يتم الحديث عن كل الامور التي قد تؤدي الى عدم الاستقرار الداخلي من بينها القرار الظني الذي يمكن ان يوصلنا الى حالة عدم استقرار سياسي، ولا شك ان يكون هناك حلول للقرار الظني.
أما مجدلاني فيعتبر ان لا احد يملك السلطة على المحكمة الدولية ولا احد يملك السلطة على ما في داخل القرار الظني ولا اعتقد ان احدًا يعرف حيثيات ومعلومات عن القرار الظني وهذه الزيارات قد لا يكون لها دخل في هذا الموضوع على الاطلاق. ولا نريد تسييس المحكمة الدولية، والمحكمة هي خارج اي ضغط سياسي.

اما مدى انسحاب التوافق السعودي السوري على تخفيف الاحتقان الذي يشهده لبنان؟ يجيب سلهب:quot;تبين لنا انه بعد الاتفاق السوري والسعودي انعكس الامر ايجابيًا على لبنان، واعتقد ان وجود القادة العرب في لبنان سيعيد احياء الاتفاقيات العربية، وعلينا ان نستفيد من كل الاجواء الايجابية.
ويقول مجدلاني في هذا الخصوص ان التوافق السعودي السوري يؤثر على الوضع الداخلي اللبناني، ورأينا ان المصالحة بينهما كان له الاثر الايجابي على الوضع الداخلي في لبنان.