حقوق الفلسطينيين في لبنان: العمل من دون التملك

تحدثت إيلاف الى عضوين في التيار الوطني الحر وحزب الكتائب عن الاجتماعات التنسيقية التي تجري بين الطرفين على خلفية حقوق الفلسطينيين في لبنان وسألتهما هل هذه الإجتماعات مجرد تقارب ام نواة لتحالف بين الفريقين؟

ريما زهار من بيروت: يبرز التنسيق بين الكتائب والتيار الوطني الحر بشكل ظاهر جلي، حيث أكثر من اجتماع تنسيقي عقد بين الجانبين، قيل إنّ مضمون هذه الإجتماعات تمحور فقط حول ملف اللاجئين الفلسطينيين، بيد أنّ العارفين والمطلعين يشيرون إلى أنّ ظاهر هذه الإجتماعات ربما يكون متصلاً بملف اللاجئين، إنما باطنها له أبعاد ودلالات أبعد من هذا الملف، ويدلل العارفون بشواهد حثية إتصلت بالتحالفات التي نسجت بين الكتائب و الوطني الحر في الإنتخابات البلدية والإختيارية التي جرت في أيار /مايو الماضي.

اجتماع سابق جمع الرئيس امين الجميل بالعماد ميشال عون

يقول النائب الدكتور سليم سلهب (تكتل التغيير والاصلاح) لإيلاف ان التقارب بين التيار الوطني الحر والكتائب لا يعني بالضرورة ولادة نواة موحدة بين الطرفين، وفي الوقت الحاضر هناك بعض المواضيع تُقرّب الطرفين، وليس هناك اكثر من ذلك في الوقت الحاضر، وهناك مواضيع تتم مناقشتها بين الطرفين ولا دليل اليوم ان يكون هناك تحالف في المستقبل بينهما.

عن الإجتماعات التنسيقية بين الطرفين الى ماذا اوصلت وما هي المواضيع التي تمت مناقشتها يقول:quot;من اهم المواضيع تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين واغلبية البنود التي تمت مناقشتها من الناحية الوطنية شهدت تقاربًا في الرؤية بين حزب الكتائب والتيار الوطني الحر.

ويضيف ان التحالف مع الكتائب بدأ في الانتخابات البلدية وقسم من البلديات وخصوصًا في منطقة المتن كان هناك تقارب في بعض البلدات ولم يكن هناك ملاحقة للموضوع لهذا التقارب بعد الإنتخابات البلدية، واليوم هناك حالة استرخاء من قبل الفريقين الانتخابيين، ولا اعتقد ان المؤشرات تدل على خلق نواة بينهما الا اذا شاهدنا تطورات معينة، ويجب الانتظار اشهرًا عدة لكي نستطيع تصور المستقبل في ما بينهما.

اما متى نشهد تقاربًا مسيحيًا على مستوى جماعي؟ يجيب:quot;في الوقت الحاضر لا مؤشرات لهذا التقارب بين مختلف الفرقاء، وحتى العمل كان من قبل الرابطة المارونية للتقريب بين المسيحيين، وبحسب معلوماتي اصبحت اعمالها خجولة وفي الوقت الحاضر لا شيء مميزا او جديا في ما خص هذا الموضوع.

الكتائب

بدوره تحدث عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب ومستشار الرئيس أمين الجميل، ساسين ساسين لإيلاف وقال ان الاجتماعات التنسيقية بين الكتائب والتيار الوطني الحر هي اليوم محصورة بمشروع القانون الذي يطرحه النائب وليد جنبلاط الذي يتناول حقوق الفلسطينيين، والموقف المشترك مع التيار الوطني الحر وحتى القوات اللبنانية لبلورة الامور حتى اذا تم اقرار لاي حقوق ان تحافظ على الوضع اللبنانية والديموغرافية ومنع التوطين بشكل اساسي.

أما هل التقارب مع التيار الوطني الحر سيوصل الى تحالف ما بينهما؟ فيجيب:quot;نحن دائمًا حزب منفتح على الجميع وسباقون والتجربة التي مرت واضحة للجميع، ونحن مع إعادة سيادة الدولة، لكن ما استطيع تأكيده انه مهما حصل من لقاءات وحوارات مع التيار او غيره هناك موقف ثابت لحزب الكتائب وهو تقوية الدولة اللبنانية ومؤسساتها وحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها وعدم شرعنة اي سلاح سواء كان مع الفلسطينيين او مع لبنانيين او فئات او احزاب.

ويتابع:quot;خلال الانتخابات البلدية حصلت توافقات مع الجميع والكتائب كانت مع التيار وفي مكان آخر القوات مع التيار، وهذا الخليط كان انتخابيًا ولا اعتقد ان له اي ايجابيات فعلية على التحالفات السياسية انما فتح كوة كي يتعاون الجميع، ونحن بطبيعتنا في حزب الكتائب نؤكد انفتاحنا على الجميع انطلاقًا من نقطة اساسية وهي ان هناك نقاطًا لا نختلف عليها مع التيار او غيره، والمفروض الحوار بيننا ان يؤمن المصلحة العامة التي هي اهم من المصلحة الشخصية والمصالح الضيقة، اما في النقاط السياسية والسيادية الاساسية التي نختلف عليها فإن الحوار من شأنه ان يفتح المجال الى التحاور بين الافرقاء للتوصل ربما إلى نقاط مشتركة تعزز الثقة بين الجميع، واذا لم يتوصلوا الى حل المشاكل الاساسية، يكونون اقله تحاوروا في حوار حضاري وديمقراطي، ومن هذا المنطلق نحن منفتحون على الجميع بحوار نتفق فيه على نقاط وقد نختلف فيه على نقاط اخرى، ولكن يبقى الامر ضمن النطاق الديمقراطي.

ويضيف :quot;ان التقارب المسيحي على مستوى جماعي يجب ربما التبصير به، ولكن نتمنى ان يحصل الوفاق المسيحي المسيحي، لانه من شأنه ان ينعكس ايجابًا على الأجواء العامة في لبنان، وعلى التواصل المسيحي الإسلامي في لبنان بكل فئاته، هذا الوفاق كلنا نتمناه ولكن حتى الآن نلاحظ ان النظرة الإستراتيجية للدولة عند البعض تختلف بيننا وبين بعض الافرقاء.

ولدى سؤاله هل التقارب اليوم بين الكتائب والتيار الوطني الحر يعني انفصالاً عن حلفاء 14 آذار/مارس؟ يجيب:quot; لا اراه هكذا، نحن ضمن روحية ومبادئ 14 آذار/مارس، وهي انطلقت من حزب الكتائب منذ العام 1936، ومن غير الممكن ان اي تقارب مع اي فريق ان يفصلنا عن حلفائنا والاحزاب التي تضامنت معنا.