رفض الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اتهام أي عنصر من الحزب بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ووصف القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية بأنه quot;تم اتخاذه مسبقاًquot;، كما تحدث عن مرور لبنان بما وصفه بـquot;مرحلة حساسة ودقيقة للغاية.quot;
بيروت: أكد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله مساء الخميس ان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ابلغه ان القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري سيتهم عناصر في حزب الله.
وقال نصر الله في مؤتمر صحافي عقده في quot;مجمع شاهد التربويquot; في الضاحية الجنوبية لبيروت وظهر فيه عبر شاشة كبيرة quot;ابلغني الحريري ان قرارا ظنيا سيصدر وسيتهم افرادا في حزب الله غير منضبطينquot;.
واضاف ان الحريري وعده قبل زيارته لواشنطن في ايار/مايو الماضي بانه quot;اذا حصل اي شيء فسأظهر في الاعلام واقول ان الحزب لا علاقة له وان اناسا غير منضبطين عملوا على ذلكquot;.
وتابع نصر الله quot;كل المعطيات لدى حزب الله تشير الى ان القرار الظني كتب قبل التحقيق مع عناصرنا، وتحديدا في العام 2008، وتأجل اصداره ربما لأسباب سياسيةquot;. وحذر الامين العام لحزب الله من انه quot;تم ادخال لبنان في مرحلة حساسة جدا (...) من باب المحكمة الدوليةquot;.
وأضاف quot;لم احمل المسؤولية لأحد حتى الآن بموضوع القرار الظني، اما تصرف الرئيس الحريري فهو رجل مسؤولية وهو يعرف ما تكلمنا معه عن هذا الموضوع بالعمق، وانا دائما كنت اقول له ان ينتبه للعب بالتحقيق وهو ونحن لا علاقة لنا به، وموقفنا كلنا سيكون صعبا عندما يصدر القرار الظني والكل يبحث بالمصلحة الوطنيةquot;.
وتابع في هذا الصدد: quot;لقد استُخدمت المحكمة لاستهداف سوريا، ثم لاستهداف حلفاء سوريا في لبنان، والآن المطلوب هو استهداف المقاومة، بما يخدم المشروع الأميركي الإسرائيلي في المنطقةquot;، مشيراً إلى أن البعض بدأ يتحدث عن quot;سيناريوهات الوضع اللبناني ما بعد صدور القرار الظنيquot;، متضمناً اتهامات لأفراد من حزب الله.
واعتبر نصر الله أن هناك نتيجتين لقرار الاتهام، في حالة صدوره بهذه الكيفية، أولهما وصفه بأنه quot;إيجابيquot;، ويتعلق بأن القرار quot;لن يتهمأحداً من الإخوة السوريين، أو الضباط الأربعة، أو أحدا من حلفاء سوريا في لبنانquot;، أما النتيجة quot;السلبيةquot;، فتتعلق بأن quot;الاتهام سيوجه إلى أفراد من حزب الله، ويُقال إنهم عناصر غير منضبطة.quot;
وخصص نصر الله كلمته عن النتيجة الأولى، وذكر أنه سيتحدث عن النتيجة الثانية خلال مؤتمر صحافي سيعقده في وقت لاحق، دون أن يحدد موعداً لذلك، وقال إنه يتطلب مزيداً من البحث والتدقيق.
ووجه نصرالله انتقادات لقادة قوى quot;14 آذارquot;، معتبراً أنهم تسرعوا في اتهامهم لسوريا، ولوزراء في حكومة رئيس الوزراء السابق عمر كرامي، ولضباط كبار في أجهزة الأمن الوطني والمخابرات والحرس الجمهوري، داعياً إياهم إلى مراجعة سياساتهم، التي اعتبر أنها quot;قادت لبنان إلى الهاويةquot;، على مدار السنوات الأربع الماضية.
وقال نصر الله: quot;لا أطلب quot;اعتذاراً من أحدquot;، ولكنه تساءل قائلاً: quot;ما هي الضمانة لأن لا تأخذوا البلد إلى متاهة جديدة لخمسة أو عشرة أو عشرين عاماً قادمة؟quot;، كما شدد على قوله: quot;كل يوم كنا على حافة حرب أهليةquot;، متهماً فريق quot;14 آذارquot; بممارسة quot;تحريض طائفي ومذهبي غير مسبوق في تاريخ لبنانquot;، بالإضافة إلى quot;تحريض دولي وعربي ضد سوريا، ما أدى إلى عزل سوريا لسنوات.quot;
وكان نصر الله اعلن الاسبوع الماضي ان quot;الاسرائيليين الذين يقفون عاجزين امام صلابة وصمود وجهوزية المقاومة (...) يراهنون على مشروع اسرائيلي آخر اسمه المحكمة الدولية يحضرون له في الاشهر المقبلةquot;. واثار هذا الموقف انتقادات في صفوف نواب الاكثرية النيابية وتحدث بعضهم عن quot;كلام تخوينيquot;.
وكشف نصر الله في آذار/مارس ان مكتب المدعي العام في المحكمة الدولية يستدعي عناصر في حزب الله في اطار تحقيقه في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري، مؤكدا انهم يستجوبون quot;كشهود لا كمتهمينquot;.واغتيل الحريري في شباط/فبراير 2005. وتناقلت اوساط اعلامية عربية واجنبية وسياسية لبنانية خلال العام الفائت معلومات توقعت توجيه الاتهام في الجريمة الى حزب الله المتحالف مع سوريا.
التعليقات