بوابة شمال إسرائيل على الحدود مع لبنان |
أكد أيال عليمة، مراسل الشؤون العسكرية للإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية، في حديث خاص مع إيلاف أن المناورات الواسعة التي بدأتها إسرائيل مطلع الأسبوع هي في واقع الحال جزء من العبر التي تم إستخلاصها من الحرب الثانية على لبنان، والتي كشفت مدى ضعف الجبهة الداخلية في إسرائيل. مشيرًا الى أن تصريحات الأمين العام لحزب الله تأخذ على محمل الجد ولا يتم الاستهزاء أو الاستخفاف بها، خصوصًا أنّ لهذه التصريحات سندًا ورصيدًا من حيث المعلومات المتوفرة لأجهزة الأمن الإسرائيلية في هذا السياق.
قال أيال عليمة إن هذه المناورات تتم للسنة الرابعة على التوالي، وهي تجري وفق النسق الذي أجريت فيه المرة الأولى في سياق مواجهة الهجمات الصاروخية على البلدات والمدن. ومن الواضح أن هذه المناورات هي جزء من مجمل التدريبات والمناورات الروتينية التي يجريها الجيش الإسرائيلي، وهي لا تتم في فراغ ولا بمعزل عن الواقع السياسي والأمني في المنطقة، والتهديدات التي تواجهها إسرائيل. حيث أن كل برنامج تدريب في الجيش الإسرائيلي، وعمليًا في كل جيش، تأخذ بالحسبان جملة التهديدات والسيناريوهات المختلفة للأوضاع المتوقعة التي من المحتمل أن يواجهها الجيش في المستقبل، وهذا جوهر الموضوع.
ونفى عليمة أن هذه المناورات تأتي في سياق إحتمالات أن إسرائيل تخطط أو تعتزم القيام بشن حرب أو عمليات حربية على هذه الجبهة أو تلك. في المقابل وردًّا على سؤال إمكانية أن تأخذ هذه المناورات بالحسبان سيناريو تعرض الجبهة الداخلية لإسرائيل لسقوط الصواريخ والقذائف الصاروخية فكان الجواب إيجابيًا.
كل ما يحدث على صعيد الجيش هو من عِبر حرب لبنان
وردًّا على سؤال حول علاقة هذه المناورات بالحرب الثانية على لبنان، قال عليمة إنه من الواضح أن هذه التدريبات هي جزء من العبر التي تم استخلاصها بعد حرب لبنان الثانية، على الصعيد التنفيذي وبمستوى التفاصيل الصغيرة التي يستعد الجيش لمواجهتها في حال تعرض الجبهة الداخلية لتهديدات، والتأكد من الأماكن التي كان يفترض في الجيش أن يعمل بصورة أفضل، وأين يمكن تحسين أداء الجيش.
ويتابع عليمة أن كل ماقام به الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة هو على خلفية حرب لبنان الثانية، وفقًا للعبر التي تم استخلاصها، وهذا ينطبق أيضًا على طبيعة التدريبات العسكرية في الجيش، ونوعية المعدات والأسلحة والوسائل التي يتم استخدامها، وينطبق هذا على أمور أخرى كثيرة. فالجيش الإسرائيلي يعمل ويتحرك في السنوات الأخيرة تحت ظلّ ما خاضه في حرب لبنان الثانية. مع ذلك، فمن الواضح أيضًا أن هذه المناورات تأخذ بالحسبان مجمل التهديدات والتقديرات المتوفرة لدى كافة أجهزة الاستخبارات الأمنية في إسرائيل حول ما هو متوفر اليوم عند الطرف الثاني.
في ذكرى التحرير... نصرالله يرفع سقف التهديدات |
ووفقًا لأيال عليمة فإن حرب لبنان الثانية كانت بمثابة ضوء أحمر تحذيري لما رآه الكل وكان شاهدًا عليه، وبالتالي فلا حاجة لقراءة تقرير فينوغراد لنكتشف أن الجبهة الداخلية في إسرائيل تحولت إلى جبهة القتال الرئيسة والمركزية، خلافًا للحروب السابقة التي كانت ساحات القتال والمعارك فيها بعيدة وتكاد المدن الإسرائيلية لا تشعر بها كما كان الحال في حرب لبنان الأولى وما سبقها من حروب، ولكن الآن نحن نواجه ونرى وضعًا جديدًا.
وتظهر هذه التقديرات اليوم في كثير من التقارير الاستخباراتية في إسرائيل، والتي تعتمد على ما هو موجود لدى الطرف الآخر والذي يستدل منه أن أي حرب قادمة سيكون نصيب الجبهة الداخلية فيها في إسرائيل كبير لدرجة ان يبدو ما شهدته هذه الجبهة خلال الحرب الثانية على لبنان جزءًا يسيرًا مما يمكن أن يكون في حرب قادمة، ونحن نسمع هذه التقديرات أيضًا في التصريحات المختلفة الصادرة حيث تكلم نصر الله مؤخرًا بشأن ما ينتظر إسرائيل في حال نشوب حرب قادمة.
ويرى أيال عليمة أن إسرائيل تأخذ تهديدات، وتصريحات الأمين العام لحزب الله مثلا، على محمل الجد ولا يتم الاستهزاء بهذه التصريحات أو الاستخفاف بها، خصوصًا أن لهذه التصريحات سندًا ورصيدًا من حيث المعلومات المتوفرة لأجهزة الأمن الإسرائيلية في هذا السياق.
ووفقًا لعليمة، فإن هذه المعلومات تؤكد أن الطرف الثاني في المعادلة، حزب الله وسوريا وأيضًا حماس، بعد حرب الرصاص المصبوب، قد أجرى تحسينات وتطوير للوسائل القتالية والأسلحة المتوفرة له من صواريخ وقذائف صاروخية.
قانون شاليط لا يؤثر على المفاوضات مع حماس
وردًّا على سؤال حول قيام الكنيست بتمرير قانون quot;شاليطquot; الذي ينص على تقليص حقوق وحريات وامتيازات الأسرى الأمنيين من حماس كأداة للضغط على الأخيرة في مسألة شاليط، اعتبر عليمة أن هذا القانون جاء لدوافع سياسية وحزبية داخلية ليس أكثر، وأنه لن يؤثر في المفاوضات مع حماس.
وأكد عليمة أن الحكومة الإسرائيلية تسعى من خلال هذا القانون إلى مواجهة اضغط الشعبي، وبالأساس إلى التأكيد على مدى وطنيتها وعدم تهاونها مع حماس. مع ذلك أشار عليمة إلى أن هذا القانون لن يكون له أي تأثير فقد سبق لإسرائيل أن جربت اعتقال اثنين من كبار قادة حزب الله، الشيخ عبيد ومصطفى الديراني في محاولة للضغط على حزب الله، لكن ذلك لم يجد نفعًا واضطرت إسرائيل في نهاية المطاف إلى الإفراج عن الاثنين. وأشار عليمة إلى أن إسرائيل راكمت تجربة غنية في هذا المجال تجعلها تدرك أن مثل هذه القوانين والخطوات لن تؤثر على سير المفاوضات.
إسرائيل لن تسمح لأسطول السفن بالوصول إلى غزة
وحول توقعاته بشأن مصير أسطول السفن المتوجه إلى غزة، قال عليمة إن إسرائيل باعتقاده، لن تسمح بوصول هذه السفن إلى غزة، معتبرا أن إسرائيل تواجه أزمة خطيرة وهي في ورطة كبيرة، وأن إسرائيل تدرك حجم هذه الورطة، لأن هذا الأسطول هو في الأساس نشاط إعلامي ونشاط يصور إسرائيل على الحلبة الدبلوماسية بصورة غير جيدة وبصورة سلبية للغاية، ولكن إسرائيل لن تستطيع أن تقبل بأن يصل هذا الأسطول إلى غزة، فهذه مشكلة صعبة للغاية بالنسبة لإسرائيل لأنها تفرض الإغلاق على غزة منذ العام 2006 عندما سيطرت حركة حماس عليها. وعليه فإن إسرائيل في حال وافقت وسمحت للأسطول بالعبور إلى القطاع فإن ذلك سيكون اعترافًا منها لعجزها عن فرض الحصار على غزة، وهو اعتراف لن تقبل إسرائيل بالتصريح به.
وأشار عليمة إلى الاتصالات التي جرت، والتي تتواصل بين إسرائيل وبين عدد من حكومات الدول التي تشارك سفن تابعة لها في الأسطول، وفي مقدمتها تركيا، لإقناع هذه الدول بالتوصل إلى حل يمنع وصول هذه السفن إلى شواطئ غزة، وأعتقد أن إسرائيل ستضطر في نهاية المطاف إلى منع هذه السفن من الوصول إلى القطاع مع إدراكها بأن هذا سيلحق بها ضررًا كبيرًا وبالغًا على الحلبة الدولية ووصمها بإتخاذ خطوات عدوانية غير مقبولة دوليًا، إلا إذا تم التوصل الى حل قد يمنع وصول هذه السفن إلى غزة، وهو احتمال لا يبدو واقعيًا.
واستبعد عليمة أيًضا أن تقع مواجهة عسكرية في البحر بين قطع إسرائيلية وبين أي جهة دولية أخرى بما فيها تركيا، على الرغم من التحذيرات التي نقلت وسائل الإعلام العالمية أن تركيا بعثت بها لإسرائيل.
التعليقات