بيروت: أطل أمين عام quot;حزب اللهquot; حسن نصرالله مساء أمس في مقابلة تلفزيونية أكد خلالها quot;استدعاء مكتب المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان اثني عشر شخصاًquot; من المنتمين والمقربين إلى quot;حزب اللهquot; في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري، معلناً في الوقت نفسه أنَّ quot;مكتب المدعي العام بصدد استدعاء ستة اشخاص آخرينquot; في الأيام المقبلة، وأوضح أن هذه الإستدعات تتم على قاعدة الشهادة وليس الإتهام.
وإذ طالب مكتب المدعي العام بـquot;سرية التحقيقات حرصاً على التحقيق نفسه وعلى العدالةquot;، قال نصرالله: quot;عندما أطالبهم بالسرية علي ان التزم أنا أيضاً، وحتى اشعار آخر نحن معنيون بعدم كشف الأسماءquot;، مكتفيًا بالإشارة إلى أن أحد الذين استمع إلى شهاداتهم هو مسؤول تثقيفي في quot;حزب اللهquot; وآخر ضالع في المجال quot;الجهاديquot; معني بالتواصل مع quot;الإخوة الفلسطينيينquot;.
وشكك نصرالله باداء المحكمة الخاصة للكشف عن اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري موردا سلسلة ملاحظات على عملها حتى الآن، بينها رفض محاكمة شهود الزور والتعامل مع فرضية واحدة واستبعاد فرضية وقوف الاسرائيليين وراء العملية وتسريب المعلومات وتوجيه بعض الاتهامات ظلما في المراحل الاولى من التحقيق. ورأى ان امام المحكمة quot;فرصة لترميم الثقةquot; اذا اقدمت على معالجة هذه الملاحظات.
إلى ذلك التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الرئيس السوري بشار الاسد أمس. اللقاء الذي استمر ساعة ونصف لم يحضره أحد إلى جانب الأسد وجنبلاط. وقد وصف الأخير اللقاء بالممتاز، إذ سادته أجواء إيجابية ووديّة. وقد عرضا خلاله محطات عديدة، بالإضافة إلى التركيز على أهمية الاستقرار في لبنان فضلاً عن تعزيز العلاقات اللبنانية السورية.
وصباح اليوم ركزت الصحف اللبنانية والعربية على مقابلة نصرالله وزيارة جنبلاط إلى دمشق. جريدة quot;النهارquot; وصفت في عددها الصادر اليوم، يوم أمس باليوم السياسي الاستثنائي مركزة على استقبال الرئيس السوري بشار الاسد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في دمشق.
والتطور الاستثنائي الأخر بالنسبة للنهار تمثل بتأكيد نصرالله علناً، وللمرة الاولى، استدعاء مكتب المدعي العام الدولي في بيروت أعضاء quot;من المنتسبين الى حزب الله والمقربين منهquot;.
ما اسمته موجة quot;التسريبات والاتهام السياسيquot; للحزب في قضية الحريري.
من جانبها نقلت السفير حديث نصرالله إلى تلفزيون المنار ووصفته جريدة السفير بحسم الأقاويل التي جرى إغراق البلد فيها خلال الاسابيع القليلة الماضية حول عمل المحكمة الدولية. واعتبرت السفير ان نصرالله وجه رسالة واضحة وحازمة الى المحكمة بأن استمرار التعاون معها سيكون مشروطا بتعديل سلوكها لناحية التوقف عن التسريب، ومحاكمة شهود الزور ومن يقف وراءهم.
وحول زيارة جنبلاط إلى سوريا قالت السفير أن الأسد كان حريصاً منذ اللحظة الاولى للقاء على إراحة ضيفه وإعطائه إشارات ودية، وهو بادر الى القول لجنبلاط بأنه يرغب في المكاشفة والمصارحة المتبادلة، فوافقه رئيس اللقاء الديموقراطي الرأي، وانطلق بين الرجلين حديث شامل وعميق، كان صريحا ووديا ومباشرا.
الى ذلك، وبعد مخاض التحولات والمواعيد، زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط دمشق أمس، من دون إعلان مسبق، حيث استقبله الرئيس بشار الاسد على مدى ساعة ونصف ساعة في قصر الشعب، بعد قطيعة دامت قرابة ست سنوات.
وفي المعلومات التي ذكرتها السفير أن الاسد وجنبلاط استعادا، خلال المراجعة المشتركة للماضي، المحطات الخلافية في علاقتهما منذ بداياتها، وصولا الى مرحلة ما قبل تسلم الدكتور بشار الاسد مقاليد السلطة في سوريا. وسأل الرئيس السوري ضيفه عن اللحظة التي تؤرخ برأيه لبداية خلافهما.
جريدة الأخبار وتحت عنوان quot;جنبلاط: الأسد كسر رهبة اللقاءquot; تحدثت عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي قبل يوم من زيارته لدمشق عندما كان في دارته في كليمنصو ليل الثلاثاء وتبلّغ من مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا، بموعد لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد، لكون صفا المعني بملف التواصل مع الزعيم الاشتراكي. وهو موعد كان قد تبلّغ به قبل وقت غير بعيد المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل من القيادة السورية.
ووصف الأخبار زيارة جنبلاط تفصيلا حيث قالت quot;موعد العاشرة والنصف في قصر الشعب، استوجب رحلة صباحية مبكرة من الزعيم الاشتراكي نحو دمشق التي لم يطأها منذ أكثر من خمس سنوات. رحلة واكبته خلالها قيادة حزب الله، المعنيّة بمتابعة ملف الوساطة على خط المختارة - قصر الشعبquot;. وقال جنبلاط لـquot;الأخبارquot; إنه توجّه بسيّارته برفقة صفا، تواكبهما سيارتان تابعتان لحزب الله، وإنه التقى بعد عبوره الحدود الحاج حسين الخليل، وعادوا معاً.
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة quot;الحياةquot; اليوم أن quot;إجتماعاً عقد بين اثنين من كبار المسؤولين في حزب الله وبين المحققين الدوليين، في مقر النيابة العامة التمييزية في بيروت بقصر العدل الثلاثاء الماضي، استفسر فيه الحزب عن الصفة التي يجري من خلالها استدعاء عناصر الحزب أو أصدقائهquot;.
ومن جانبه شدد وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير في حديث لصحيفة quot;الحياةquot;، على أن quot;حزب الله ليس خارج العدالةquot;، مؤكدا ان ما جاء في مقال مجلة quot;در شبيغلquot; الالمانية التي تحدثت عن رابط بين الحزب وبين اغتيال الحريري quot;لا يدخل في سياق العدالة وانما هو مجرد رأي صحافيquot;، وقال: quot;ليس علينا اتخاذ موقف. علينا ان نكون محايدين وان نترك للمحققين) القيام بالتحقيقquot;.
وشدد كوشنير على ان المحكمة الخاصة بلبنان quot;هي محكمة دولية تم انشاؤها بتصويت في مجلس الأمن وهي منفصلة تماما عن اي خلفية سياسية واي سياسيين متورطين في لبنان. وبالتالي، انها محكمة حرة، وهم (المحققون) يقومون بمهمات التحقيقquot;، مؤكدا أن هدف هذه المحكمة ليس ضرب استقرار لبنان، اطلاقا.
واضاف كوشنير: quot;لقد تحدثنا مع رئيس الوزراء سعد الحريري، وهو تحدث مع الرئيس السوري بشار الأسد ونحن تحدثنا مع الأسد. فلندع الحكم والعدالة الدولية تسير الى الأمام. نحن لسنا جزءاً من ذلك. فلو كنا نريد ان نكون جزءاً لكان الأمر سيئا للغاية، ذلك انه يجب عدم التدخل في العدالةquot;.
إلى ذلك، قال جريدة الشرق الأوسط أن مصادر قريبة من جنبلاط أبلغتها ان quot;الجو جيد ومريحquot; ووصفت اللقاء بالـquot;ممتازquot;. وأكدت أن الزعيم الدرزي quot;ذهب إلى دمشق وحده، وسيعقد عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا، يتحدث فيه عن هذه الزيارة ونتائجهاquot;.
وقالت الشرق الاوسط ان زيارة جنبلاط المفاجئة إلى دمشق خطفت الأضواء واستأثرت بالمتابعة السياسية، متقدمة على الكثير من القضايا الأساسية والاستحقاقات الداهمة، بما فيها ملف الانتخابات البلدية.
التعليقات