جعجع يقلل من شأن زيارة جنبلاط الى دمشق |
تستمر التحليلات المرافقة لتصريحات وليد جنبلاط الأخيرة ففي حين قلل جعجع من شأن الزيارة المتوقعة لوليد جنبلاط إلى دمشق، ووصفها بالـquot;لاشيءquot;، يرى محللون سوريون أن تصريحات الأخير شأن داخلي، فيما أكد آخرون أن جنبلاط عاد الى رشده السياسي، ويرى بعض المراقبين أن تأخر زيارة جنبلاط لدمشق يخضع لعدة عوامل معقدة.
دمشق: قال مصدر سوري رسمي أن التحولات الأخيرة في مواقف جنبلاط quot;تمثل شأناً لبنانياً داخلياً يتصل بمجموعة تفاهمات بين بعض اللبنانيين، وسوريا غير معنية بالاصطفافات أو التحالفات السياسية التي تجري في لبنانquot;، فيما قال مسؤول سوري آخر أن جنبلاط quot;عاد إلى رشده السياسي بهدف ضمان عبوره إلى دمشقquot;.
من جانبه رأى المحلل السياسي البعثي فايز عز الدين أن quot;دمشق في هذه الأمور قلبها كبير، وهي لم تعادِ أشخاصاً، وكل من يذهب بعيداً ويعود فإن الصدر العربي والقومي لسوريا حنون ويستوعبهquot;، وأضاف quot;كل من يأتي إلى الخندق القومي وصفوف المقاومة ومشاعر الأخوة فإن سوريا لن تقول له لا أبداًquot;.
وتأتي هذه المواقف في أعقاب تأكيد سوريا رسمياً اليوم ترحيبها بزيارة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط رئيس كتلة (اللقاء الديمقراطي) البرلمانية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، بعد يوم من صدور بيان بنفس المعنى عن حزب الله اللبناني أشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد سيستقبل جنبلاط قريباً، وأن سوريا طوت صفحة الماضي معه بعد أن اعتذر للأسد عن تصريحات عدائية كان أصدرها بحقه عام ألفين وسبعة.
وخلال مؤتمر صحافي لوزير الخارجية السوري وليد المعلم والممثل الأعلى للعلاقات الخارجية والسياسية الأوربية كاثرين آشتون اليوم (الثلاثاء) أكّد المعلم دقة بيان حزب الله، ولم يعلن عن موعد الزيارة، وهي تتأرجح بين أن تتم قبل القمة العربية المرتقبة في السابع والعشرين من الشهر الجاري أم بعدها، على أن يلقى في دمشق استقبالاً لائقاً ويستقبله الرئيس السوري بشار الأسد.
وخلال الأشهر الأخيرة، تحدثت وسائل إعلام عديدة عن زيارة جنبلاط إلى دمشق، وبعضها حدد موعداً لها، الأمر الذي لم يحدث على الرغم من مصالحة جنبلاط مع معظم حلفاء سوريا في لبنان، وتبريره لبعض الهجوم الذي كان شنه على القيادة السوريا خلال السنوات الأربعة الأخيرة.
وجنبلاط الذي بات في مرحلة من المراحل من أشد أعداء سوريا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، قال في آب/ أغسطس الماضي خلال افتتاحه الجمعية العمومية لمؤتمر حزبه في بيروت، إن تحالفه مع قوى الأكثرية اللبنانية المعروفة باسم 14 آذار/ مارس quot;كان بحكم الضرورة ويجب ألا يستمرquot;، وهي خطوة أثارت جدلاً كبيراً في أوساط حلفائه وأعدائه وخاصة سوريا، وخلطت الأوراق فيما يتعلق بالتركيبة الحكومية اللبنانية.
فجّر جنبلاط quot;قنبلةquot; بإعلانه وجوب انتهاء تحالفه مع قوى الأكثرية النيابية اللبنانية المعادية لسوريا، وباتت وسائل الإعلام تتحدث عن زيارة مرتقبة له لسوريا لطي صفحة الخلاف، الأمر الذي لم يؤكده جنبلاط نفسه حتى اليوم.
لاشك أن الجرح الذي خلفه صراع جنبلاط مع القيادة السوري هو من النوع العميق، ويتطلب علاجاً خاصاً، خاصة وأنه وصل إلى حد التجريح الشخصي، الأمر الذي رأى جنبلاط أنه انعكس على دروز سوريا الذين تأثروا سلباً بخطابي، وأشار مؤخراً إلى quot;خصوصية طائفة الدروزquot; وأن quot;حماية الدروز تتحقق من خلال الأفق العربي الواسع المطل على فلسطين، وبالتالي فإن هذه حمايتهم تكمن في العروبة وفي سورياquot;.
وكان للتقارب الذي شهدته الساحة السياسية بين سوريا والولايات المتحدة من جهة، وبين سوريا والمملكة السعودية من جهة أخرى، وقناعته بأن الأطراف اللبنانية التي كانت أكثر تشدداً منه مع سوريا أصبحت على مسافة قريبة من سوريا، وحتى لا يخرج من دائرة الحسابات وموازين القوى الإقليمية كان لابد له من أن يسير مع التيار لا عكسه.
يرى بعض المراقبين أن تأخر زيارة جنبلاط لدمشق يخضع لعدة عوامل معقدة، منها ما له صلة بالقيادة السوريا وقبولها استقباله، ومنها ما يتعلق بجنبلاط نفسه الذي لا تنقصه الحنكة والخبرة السياسية، ويعرف متى يقوم بخطوته وكيف.
التعليقات