أكد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله اليوم الجمعة أن quot;هناك سيطرة اسرائيلية كاملة على كل الاتصالاتquot; في لبنان من خلال أنشطة التجسس التي كشف عنها أخيراً، داعياً الى quot;تنفيذ فوريquot; لأحكام الإعدام التي تصدر في حق quot;العملاءquot;.

بيروت: شكك الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بسبب السيطرة الاسرائيلية على شبكة الاتصالات اللبنانية في القرار الاتهامي المنتظر عن المحكمة الدولية المكلفة النظر في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، كونه quot;يعتمد بشكل أساسي على موضوع الاتصالاتquot;، واصفا اياه quot;بالمصنع والمركب والمفبركquot;.

وقال نصر الله في كلمة ألقاها عبر شاشة كبيرة امام حشد من أنصاره لمناسبة quot;يوم الجريح المقاومquot; في quot;مجمع شاهد التربويquot; على طريق المطار جنوب غرب بيروت، quot;بشكل لا يقبل الشك، صار واضحا لدى كل اللبنانيين والمسؤولين ان هناك سيطرة اسرائيلية كاملة على كل الاتصالات في البلد: الخليوي، الشبكات المدنية، (...) اللاسلكي والانترنت...quot;.

وتابع نصرالله في كلمته التي تجاوزت الساعة والنصف ونقلت مباشرة عبر شاشة تلفزيون quot;المنارquot; التابع لحزبه، ان بعض القوى السياسية في لبنان وخارجه وخصوصا اسرائيل اعطت اهمية قصوى لموضوع إلقاء القبض على quot;عملاء الاتصالاتquot; لان quot;كل ما يتعلق بالاتصالات يؤدي الى المحكمة الدولية والتحقيق الدوليquot; في جريمة اغتيال الحريري. وقال ان quot;هؤلاء يراهنون على المفبرك والمصنع الذي هو القرار الظنيquot;، ويقولون ان القرار quot;سيوجه اتهاما الى حزب الله معتمدا اما على شهود واما على موضوع الاتصالاتquot;.

واضاف ان quot;الاسرائيليين يراهنون على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لخلق توتر داخلي بين اللبنانيين وهذا ما اكده كلام رئيس الاركان الاسرائيلي غابي اشكينازي الاخير حول التوتر الذي سيحصل في لبنان عندما يصدر القرار الظني في الخريفquot;.

ورأى ان quot;حجر الزاوية في القرار الظني الذي هو مشروع مؤامرة على البلد هو الاتصالات التي اكتشف العملاء فيهاquot;. وتساءل نصرالله حول ما اذا كان لدى فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي معلومات عن عمالة المدعو شربل قزي قبل ان يعتقله الجيش اللبناني بتهمة العمالة مطالبا رئيس الوزراء سعد الحريري quot; المعني الاول بالعدالة والحقيقة ان يسأل السؤال نفسه لهذا الفرعquot;.

هذا وطالب الامين العام لحزب الله بتنفيذ احكام الاعدام التي صدرت بحق العملاء دون تباطؤ وعدم اخضاعها لما وصفه ب quot;الاعتبارات الطائفيةquot;. وقال إن من أهم الاستحقاقات التي يواجهها لبنان حاليا هي شبكات العملاء التي تعمل لمصلحة اسرائيل مشيرا الى انها لعبت دورا كبيرا قبيل الحرب الاسرائيلية على لبنان في صيف 2006 بتحديد الاهداف التي تم قصفها.

وشدد على ان الجواسيس quot;شركاء في القتل والتدمير والتهجير من خلال المعلومات التي قدموها لهquot;. واضاف ان شعور الجواسيس بالامن فضلا عن الاحكام القضائية المخففة والبيئة الحاضنة التي لا ترى في التجسس عيبا ساهمت في تكاثر العملاء وانتشارهم. واشاد نصرالله بالجهود التي تبذلها الاجهزة الامنية الرسمية في كشف العملاء مطالبا بتنفيذ احكام الاعدام التي صدرت بحقهم دون تباطؤ.

واوقف الفني في شركة quot;الفاquot; للهاتف المحمول شربل قزي قبل اكثر من ثلاثة اسابيع وتم الادعاء عليه الثلاثاء quot;في جرم التعامل مع اسرائيل ودس الدسائس لديه واعطائه معلومات لمساعدته على فوز قواته ودخول بلاد العدوquot;.

وذكر نص الحكم ان قزي بدأ يعمل لصالح اسرائيل منذ العام 1996. واوقف الموظف في الشركة نفسها طارق الربعة قبل ايام، كما اوقف موظف سابق في قطاع الاتصالات الليلة الماضية لم يكشف عن هويته بعد. وفي حين لم تصدر اي معلومات رسمية عن التحقيق، قال وزير الاتصالات شربل نحاس لصحيفة quot;السفيرquot; الصادرة الجمعة ان لبنان quot;قد يكون امام اخطر عملية تجسس لصالح اسرائيلquot;.

واغتيل الحريري في شباط/فبراير 2005. ونشرت تقارير كثيرة خلال السنة الفائتة تتوقع توجيه الاتهام في الجريمة الى حزب الله المتحالف مع سوريا. وكانت التقارير الاولى للجنة التحقيق الدولية تحدثت عن تورط مسؤولين سوريين ولبنانيين في الجريمة.

وكانت التقارير الاولى للجنة التحقيق الدولية تحدثت عن تورط مسؤولين سوريين ولبنانيين في الجريمة. كما ادرجت بين عناصر التحقيق التي جمعتها اللجنة اتصالات بالهاتف الخليوي اجريت في تاريخ حصول عملية التفجير التي اودت بحياة الحريري و22 شخصا آخرين.

وكان نصرالله كشف في آذار/مارس ان مكتب المدعي العام في المحكمة الدولية يستدعي عناصر في حزب الله في اطار تحقيقه في اغتيال الحريري، مؤكدا انهم يستجوبون quot;كشهود لا كمتهمينquot;.

وقال رئيس الاركان الاسرائيلي غابي اشكنازي في جلسة للجنة الخارجية والامن في الكنيست الاسرائيلي في 13 تموز/يوليو ان القرار الظني سيصدر عن المحكمة الدولية في شهر ايلول/سبتمبر المقبل، وسيتسبب quot;بتدهور الوضع في لبنانquot;.

وقال الامين العام لحزب الله الجمعة quot;الاسرائيليون الذين يقفون عاجزين امام صلابة وصمود وجهوزية المقاومة.. يراهنون على مشروع اسرائيلي آخر اسمه المحكمة الدولية يحضرون له في الاشهر المقبلةquot;. ودعا نصر الله من جهة ثانية الى quot;تنفيذ احكام الاعدام التي صدرت (في حق من أدينوا بالعمالة) من دون اي تباطؤ واي اعتذاراتquot;.

وتنفذ السلطات اللبنانية منذ نيسان/ابريل 2009 حملة واسعة ضد شبكات تجسس اسرائيلية اوقف خلالها اكثر من 70 شخصا بينهم عناصر من الشرطة والجيش كانوا مزودين باجهزة تكنولوجية متقدمة. وصدر حكمان بالاعدام في حق اثنين من المتهمين.