دعا نصر الله الى تكريس ارث المقاومة كجزء أساسي من المكون الثقافي للأجيال القادمة .

Hezbollah shows off weaponry in Lebanon tourist ...

بيروت: دعا السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله إلى الاهتمام بإرث وتاريخ المقاومة في لبنان والمنطقة وتكريسه كجزء أساسي من المكون الثقافي للأجيال المختلفة بشكل يحفظ تاريخ المقاومة ويقدم صورة مشرقة وواقعية وحقيقية عن هذا التاريخ.

وقال الأمين العام لحزب الله في كلمة له اليوم بمناسبة افتتاح متحف مليتا أول معلم سياحي يجسد نضال المقاومة اللبنانية في مدينة مليتا في جنوب لبنان إن تدوين تاريخ المقاومة في لبنان بأبعاده المختلفة يحتاج إلى جهود جماعة وحتى الآن كل ما أنجز تم بجهود شخصية وثقت لشخصيات من قادة المقاومة وشهدائها إلا أن المطلوب توثيق شامل للعمل المقاوم الذي انطلق منذ عام 1948 وشاركت فيه قوى وفعاليات مختلفة من كافة التيارات.

وأشار نصر الله إلى أن أي عمل توثيقي لتاريخ المقاومة في لبنان يجب أن يجسد تاريخ البلد والشعب وحجم التضحيات والانتصارات التاريخية التي تحققت مؤكداً أن من أهم المسؤوليات الوطنية في هذه المرحلة الحفاظ على تاريخ المقاومة الذي يشكل تاريخ لبنان حيث أن المقاومة كانت حاضرة في كل مفصل من مفاصل التاريخ الحديث للبنان منذ عام 1948 واحتلال فلسطين إلى اليوم مبيناً أن تاريخ المقاومة هو تاريخ طويل في مقاومة الاعتداء والاحتلال والتهديد وتاريخ طويل من المقاومة والصمود والتحدي.

وقال الأمين العام لحزب الله: نحن بحاجة إلى جهد جماعي لندون تاريخ المقاومة يأخذ بالاعتبار كل الوقائع الحقيقية كما هي ويسجل الاخفاقات والاخطاء والإنجازات والانتصارات على السواء لأن التاريخ عبرة ومدرسة تأخذها الأجيال القادمة بالاعتبار وعلينا التركيز على الأدوار الحقيقية فلا يستثنى أحد ولا ينتقص من حق أحد ولا من دور أحد ولا من تضحيات أحد.

ولفت نصر الله إلى أن ميزة المقاومة في لبنان أنها واسعة الطيف حيث بدأت على يد أهالي القرى والمناطق التي عانت من الاعتداءات الإسرائيلية وتابعها عناصر الجيش اللبناني من قادة وضباط وجنود رغم الامكانيات المتواضعة التي كانت بين أيديهم وفي مرحلة لاحقة أخذت المقاومة شكلاً متقدماً من خلال حضور فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية والتحاق الشباب اللبناني بهذه الفصائل وصولاً إلى تشكل فصائل المقاومة اللبنانية التي كانت طليعتها أفواج المقاومة اللبنانية التي شكلها الإمام موسى الصدر.

وقال الأمين العام لحزب الله إن تاريخ المقاومة تواصل بعد 1978 و1982 وولدت مقاومة جديدة تستند إلى كل هذا الإرث وإلى كل هذا التاريخ وكل هذه الانجازات وكل هذا الحضور وكل هذه التضحيات فكان حضور حزب الله كفصيل أساسي في حركة المقاومة لتتواصل المقاومة في الميدان جنباً إلى جنب مع المقاومة الشعبية مقاومة الذين صمدوا وثبتوا وبقوا في أرضهم دون أن ننسى المقاومة السياسية والفكرية والإعلامية والاجتماعية والجهود الجبارة التي بذلت في لبنان لمواجهة المشروع الصهيوني والنفوذ الصهيوني والتسلل الصهيوني الى الساحة اللبنانية والدولة والمؤسسات والأحزاب والمواطنين والقرى والبلدات.

واعتبر نصر الله أنه لا يمكن الحديث عن المقاومة في لبنان دون الحديث عن وجود الجيش العربي السوري على الأراضي اللبنانية والتضحيات الكبيرة التي قدمها من الشهداء والجرحى مؤكداً أن كل ذلك له اليوم أفلامه ووثائقه ومستنداته وشهوده .

وشدد الأمين العام لحزب الله على أن تضحيات المقاومة اللبنانية جعلت من أرض الجنوب أرض الشجاعة والصمود والثبات والوفاء والمعرفة واللهفة والحب والعشق حيث ولدت الأنفس الأبية التي تركت الدنيا ومن فيها خلف ظهرها وتوجهت لمقاومة العدو الذي أراد إذلال أمتنا واحتلال أرضنا وقهر إرادتنا فرفضت تلك الأنفس أن تقبل الضيم والذل والهوان فكان الحضور الكبير للمقاومة.

ودعا نصر الله الساعين إلى دراسة تاريخ المقاومة للبحث في ثقافتها وروحها وقيمها وعنفوانها وأخلاقها وعشقها لأن هذا هو جوهر المقاومة فالمسألة ليست مسألة السلاح أو الصاروخ والمدفع وإنما هي مسألة الرجال والشباب والعقول والأرواح والإرادات والعزائم والثبات الذي عبرت عنه هذه المقاومة في كل مراحلها.

وحول التزامن بين الانتخابات البلدية في جنوب لبنان المقررة في ال 23 من الشهر الجاري مع إعلان اسرائيل عن إجراء مناورات عسكرية باسم تحول أربعة أكد نصر الله أن هذه المناورات لن يكون لها أي أثر على أبناء الجنوب الذين سيحولون يوم الانتخابات إلى عرس وطني في الوقت الذي سيتواجد فيه المستوطنون الإسرائيليون داخل الملاجئ مشيراً إلى أن المشهد على طرفي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة تبدل حيث أن الاسرائيليين هم من يخشون الاقتراب من الحدود في حين أن اللبنانيين يمارسون حياتهم الطبيعية.

وختم الأمين العام لحزب الله حديثه بالقول أن المقاومة أصبحت حاضرة ليس فقط في معادلة الدفاع عن لبنان بل في المعادلة الإقليمية والمعادلة الدولية متسائلاً ما مبررات هذه الزيارات العربية والتدفق الأمريكي والأوروبي والأجنبي عموماً إلى لبنان وماذا يوجد في لبنان وما قصته واعداً بأن يقدم الإجابة عن هذا السؤال في عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار.

يشار إلى أن متحف مليتا هو الأول من نوعه ويحكي ذاكرة مرحلة لا تزال مستمرة من تاريخ لبنان ويتكون المتحف من جزأين فوق الأرض وتحتها ويهدف للتعريف عن قرب بالتجربة الفريدة للمقاومة اللبنانية ضد العدو الإسرائيلي منذ احتلاله لبيروت في العام 1982 حتى اليوم.

ويتألف المتحف من 60 ألف متر مربع من الحدائق والأحراج و 4 آلاف و 500 متر مربع من المساحات المبنية استغرقت أكثر من 150 ألف ساعة عمل شارك فيها 50 مهندساً من مختلف الاختصاصات و 90 مورداً للمواد و 40 مختصاً شكلوا فريق عمل فاعلاً من مختلف المناطق اللبنانية حمل هم المشروع بشكل متواصل طوال العامين الماضيين.

ويضم المتحف معرضاً تبلغ مساحته نحو 350 متراً مربعاً لعرض غنائم الحرب والعتاد العسكري والمواد العينية والفنية المختلفة التي غنمها أبطال المقاومة من العدو وهناك أيضاً الهاوية وهي عبارة عن عمل مشهدي تركيبي على مساحة تزيد على 3000 متر مربع يجسد هزيمة العدو الإسرائيلي تم تشكيله من بعض مدرعات وآليات وأسلحة الجيش الإسرائيلي وجيش العملاء التي غنمتها المقاومة بدءاً من العام 1982 وحتى حرب تموز 2006.

كما يتضمن المتحف أقساماً أخرى كثيرة منها المسار وهو منطقة حرجية وعرة تموضع فيها آلاف المقاومين خلال سنوات الاحتلال وانطلقوا منها لتنفيذ مئات العمليات ضد مواقع اسرائيل و دشمة السيد عباس وفي هذه الدشمة العسكرية لطالما تواجد الأمين العام السابق لحزب الله السيد عباس الموسوي إضافة إلى العديد من المرافق التي توفر كل ما يحتاجه هذا المتحف الوطني.