دعت إيران دبلوماسيين روسيين وصينيين ومن الإتحاد الأوروبي لزيارة منشآتها النووية، مستثنية ممثلين عن الولايات المتحدة والدول الأوروبية الكبرى، قبيل جولة المحادثات المقبلة بشأن ملفها النووي.


اعتبرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية أن الدعوة التي وجهتها إيران يوم أمس لمندوبين من روسيا والصين والإتحاد الأوروبي لزيارة منشآتها النووية، هي محاولة لتضخيم الإنقسامات في المجتمع الدولي قبل جولة المفاوضات المقبلة مع الدول الست المعنية بملفها النووي، والمقررة في إسطنبول أواخر الشهر الجاري.

وكانت إيران قد دعت دبلوماسيين لزيارة منشآتها النووية، لكن الدعوة لم تشمل مندوبي الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية الكبرى، قبيل جولة المحادثات المقبلة بشأن ملفها النووي. ورأت الصحيفة أن إقدام طهران على خطوة كهذه ليس إلا محاولة واضحة من جانبها لتضخيم الإنقسامات داخل المجتمع الدولي، ومن ثم تخفيف العقوبات المتعلقة ببرنامجها النووي المثير للجدل.

واعتبر شهرام تشوبين الخبير المتخصص في شؤون إيران النووية في مؤسسة كارنيغي في جنيف :quot;يحاول الإيرانيون دائماً تقسيم الإئتلاف، وأعتقد أن الهدف من وراء الإجتماعات (بالنسبة للإيرانيين) هو عدم تسوية المشكلة، وإنما تحويل الضغوط الرامية لفرض مزيد من العقوبات، من خلال إظهار أن إيران ليست متمردةquot;.

وتابع تشوبين، الذي سبق له أن أعد كتاباً عام 2006 عن جهود إيران النووية:quot;يحب الروس والصينيون أن يحصلوا على أي عذر لعدم الذهاب إلى الخطوة التالية، أو لتنفيذ الخطوات الحالية في واقع الأمر، وهو الوتر الذي يلعب عليه الإيرانيون. وتنتهج إيران تكتيكاً مبنياً على المراوغة والمواربة وإثارة الانقسام، وهو ما تستجب من خلاله دائماً لما تتعرض له من ضغوط، على الرغم مما تقوله. وبالطبع، تعتبر تلك الضغوط هي الطريقة الوحيدة بالضبط التي تثير تركيز الإيرانيينquot;.

أما مارك تونر، الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، فقال من جانبه: quot;إن أفعالاً مثل توجيه إيران الدعوة إلى العديد من الدول كي تزور منشآتها النووية لا تعتبر بديلاً لإيران فيما يتعلق بالوفاء بإلتزاماتها بشأن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولن تحول الإنتباه بعيداً عن القضايا الجوهرية المتعلقة ببرنامج البلاد النوويquot;.

يذكر أنه من المنتظر أن تشمل الجولة التي دعت إليها إيران مفاعل بوشهر روسي الصنع للطاقة النووية الموجود على الساحل الجنوبي للخليج العربي، والمقرر أن يبدأ نشاطاته هذا الشهر بعد سنوات من التأخير. بالإضافة إلى مدينة نطنز التي تقع في محافظة أصفهان وسط إيران، حيث قامت السلطات بتركيب ما يقرب من 9000 جهاز طرد مركزي تحت الأرض هناك، بغية تخصيب اليورانيوم، رغم الصعوبات التقنية، بما في ذلك دودة ستاكسنت الحاسوبية الخبيثة، التي عطلت فيما يبدو نصف هذا العدد.