بعد 11 يوما من تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية، اطلق شرطي مصري النار على مواطنين مسيحيين داخل قطار هاتفا quot;الله اكبرquot;، ما ادى الى مقتل شخص واصابة خمسة. وفيما شهدت مدينة سمالوط صدامات بين قوى الأمن وعدد من الأقباط على خلفية الحادث، تحقق الشرطة المصرية مع الجاني.
اقباط يتظاهرون في شوارع مصر |
أحمد عدلي وصبري حسنينمن القاهرة، وكالات: جاء حادث إطلاق شرطي النار بطريقة عشوائية على ركاب أحد القطارات القادمة من جنوب مصر إلى القاهرة، في محطة سمالوط بمحافظة المنيا، ليسكب المزيد من الزيت على نيران الفتنة الطائفية في مصر، لاسيما أن الضحايا مسيحيين، وهم قتيل وخمسة جرحى. ويأتي الحادث الذي تنفي السلطات المصرية أن تكون له خلفيات طائفية، بعد ن 11 يوما فقط من حادث التفجير الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، وراح ضحيته 23 قتيلاً و79 جريحاً من المسيحيين.
وتسبب الحادث الجديد في تأجيج مشاعر الغضب لدى الأقباط في مصر، فقد اندلعت مظاهرات أمام مستشفى الراعي الصالح التابعة لمطرانية سمالوط، حيث يعالج فيها الجرحى، شارك فيها المئات من الأقباط الذين حاولوا اقتحام المستشفى، إلا أن قوات الأمن تصدت لهم، وأطلقت عليهم قنابل مسيلة للدموع، لتفريقهم. كما تدخلت قيادات في الكنيسة من أجل تهدئة الموقف والتأكيد على أن أسباب الحادث غير معلومة حتى الآن مما دفع الأقباط إلى فض التظاهرة بشكل جزئي. فيما احتشد العشرات أمام مقر الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة.
وصرح مصدر كنسي لـquot;إيلافquot; بأن قيادات الكنيسة أبلغت البابا شنودة بالحادث هاتفيا، مشيراً إلى أنه يتابع التفاصيل أولاً بأول من مستشفى كليفلاند بولاية أوهايو الأميركية، مؤكداً أنه أبدى إنزعاجه للحادث فور إبلاغه به. فيما رفض الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة التعليق على الحادث، واكتفى بالقول quot;ربنا يسترquot;.
وقال المهندس جرجس عبد الملاك أحد مواطني محافظة المنيا لـquot;إيلافquot; إن الأمر لم يعد يحتمل، إذ أن قلوبنا لم تشف بعد جراح من حادث كنيسة القديسين، وما زالت النيران مشتعلة بداخلها، ليأتي الحادث الجديد بعد أقل من أسبوعين، مشيراً إلى توقعاته بأن الحادث مقصود وله أبعاد طائفية، متسائلاً: إذا كان إطلاق النار تم بطريقة عشوائية، لماذا كان جميع الضحايا من المسيحيين فقط؟ وأضاف أنه رغم ذلك نحن بانتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات، ونتمنى أن يتم تقديم الجاني إلى محاكمة عاجلة وألا تطول مدة التقاضي إلى سنوات، كما هو الحال في مثل تلك القضايا، فرغم مرور عام على حادث نجع حمادي، إلا أنه لم يصدر ضد الجناة أية أحكام حتى الآن.
من جانبه، نفى مصدر أمني في حديث مع quot;إيلافquot; أن تكون للحادث خلفيات طائفية، مشيراً إلى أن الشرطي المتهم، ليست لديه أية إنتماءات إلى جماعات إسلامية متشددة، مؤكداً أن تلك هي الحقيقة الواضحة حتى الآن، ورحج أن يكون المتهم يعاني من مرض نفسي، أو ضغوط ما دفعته إلي إطلاق النار عشوائياً على ركاب القطار.
وأضاف أن التحقيقات تجرى الآن مع المتهم، لمعرفة التفاصيل الكاملة للحادث، وسوف يتم إحالته على النيابة. ودعا المصدر وسائل الإعلام إلى التعامل بحكمة وعدم التصعيد، والجنوح إلى التهدئة، وعدم إشعال الحرائق.
الى ذلك، عاينت النيابة العامة في ساعة مبكرة من صباح يوم الاربعاء عربة القطار التي شهدت الحادث وتم فصلها والاحتفاظ بها، وقد عثرت الشرطة على فوارغ الرصاص، كما طلبت بسرعة الانتهاء من تقرير الطبيب الشرعي الخاص بالضحية الذي توفى في الحادث ومن المقرر أن تنتقل للاستماع إلى أقوال المصابين في الحادث في المستشفى.
يذكر ان قوات الأمن نجحت في إلقاء القبض على المتهم عامر عاشور بعد فراره من مكان الحادث وهو يخضع حاليا للتحقيقات التي تشير نتائجها الأولية إلى ان الجاني يعاني من حالة من الاضطراب النفسي ما دفعه إلى ارتكاب الحادث.
وكانت وزارة الداخلية المصرية أكدت في وقت سابق ان مواطنا قبطيا قتل وأصيب خمسة آخرون عندما اطلق شرطي النار عليهم من مسدسه داخل قطار اثناء توقفه في محطة مدينة سمالوط بمحافظة المنيا (300 كيلومتر جنوب القاهرة).
وقال وكيل مطرانية سمالوط الانبا مرقس الذي كان متواجدا مع المصابين في مستشفى الراعي الصالح بسمالوط ان رجلا quot;هاجم مجموعة من المسيحيين في القطار وهو يهتف الله اكبرquot;.
واكد الانبا مرقس ان quot;هذا المجنون صعد الى القطار وركب العربة رقم 9 ومشي فيها ذهابا وايابا لينتقي المسيحيين وتعرف على هذه المجموعة من المسيحيين لانه كان من بينهم بنات وسيدات لا يرتدين الحجاب فأطلق النار عليهم وهو يهتف الله اكبرquot;.
واوضحت وزارة الداخلية في بيان ان القطار كان متجها من مدينة اسيوط (على بعد 100 كليومتر الى الجنوب من سمالوط) الى القاهرة وquot;لدى توقفه في محطة مدينة سمالوط صعد الشرطي عامر عاشور عبد الظاهر واطلق النار من مسدسهquot; على الضحايا ثم فر هاربا غير انه القي القبض عليه بعد قليل.
واضاف البيان ان مواطنا يدعى فتحي سعيد عبيد (71 عاما) قتل واصيبت زوجته اميلي حنا تكلا (61 سنة)quot; اضافة الى اربعة آخرين.
واكد الانبا مرقس ان المصابين هم سيدة في الرابعة والخمسين من عمرها وابنتيها وخطيب احدى الشابتين موضحا ان رب هذه الاسرة كان برفقتها في القطار ولكنه نجا من الهجوم.
وقال مصدر طبي في مستشفى الراعي الصالح في سمالوط حيث نقل المصابون انهم جميعا مسيحيون وانهم من اسرتين كانتا تجلسان بجوار بعضهما في القطار. كما اوضح المصدر الطبي ان اثنين منهم في حالة خطرة اما الثلاثة الاخرون فحالتهم مستقرة.
وياتي هذا الاعتداء بعد 11 يوما من تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة رأس السنة الذي اوقع 20 قتيلا من المواطنين الاقباط اضافة الى شخص مجهول تعتقد الاجهزة الامنية انه ربما يكون انتحاري فجر نفسه امام الكنيسة.
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن اعتداء الاسكندرية لكن السلطات ترجح ان وراءه quot;اياد اجنبيةquot; غير انها لم تتوصل بعد الى منفذي التفجير لاعتداء.
التعليقات