القاهرة: شدد مفتي مصر الدكتور علي جمعة على رفض الاسلام والمسلمين للارهاب معتبرا جريمة كنيسة الاسكندرية عملا ارهابيا اجراميا وكارثة جاءت على أساس ارهابي وليس طائفي وأن الاسلام بريء منها تماما وممن يقفون خلفها.
واكد الدكتور جمعة خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم وقوف شعب مصر صفا واحدا للتصدي لأية محاولات لاحداث فتنة طائفية مطالبا بدراسة أسباب هذه الحوادث بهدوء وعناية.

وأوضح أن هذه العملية ارهابية وليست دفاعا عن النفس أو رد فعل لأي عمل لأنها استهدفت الأبرياء من المسلمين والمسيحيين ويرفضها أي دين سماوي ومرتكبها غير مسلم ولا ينتسب للاسلام مطلقا مشددا على أن شعب مصر يقف متحدا مهما حاول البعض زعزعة الاستقرار.

واوضح أن الدراسة التي أعدتها دار الافتاء في اطار دورها لمحاصرة العنف وعلاج أسبابه على سبع طوائف منها المسلمون والهندوس والمسيحيون واليهود أثبتت أن المسلمين ليسوا أشد الناس عنفا كما يدعي البعض بل في مرحلة متوسطة وفق الدراسة التي جاءت على عدة محاور فيما جاء الهندوس أقل الناس عنفا في العالم عكس مايتردد.

ودعا الدكتور جمعة الى اقامة مشروعات تنموية مشتركة بين المسلمين والمسيحيين وتنظيم برامج تلفزيونية للشباب من الجانبين وبرامج ثقافية ترسخ مفاهيم التسامح والوحدة وتعمق روح التعاون والتعايش بين أبناء مصر من مسلمين ومسيحيين والتصدي لمحاولات اشاعة الفتنة الطائفية مع مراعاة ثقافة المجتمع وهويته وطبيعته.
وأكد على التكامل والتنسيق بين مختلف المبادرات الداخلية في مصر لاشاعة روح التسامح وتأكيد مفاهيم المواطنة نافيا أية علاقة تضاد بين تلك المبادرات واعتبرها أنها تتميز بالتنوع والتكامل وتتفق وطبيعة الواقع المتغير.


وطالب بالتركيز على مبادرة كلمة سواء التي أطلقها منذ 3 سنوات أكثر من 132 عالما من مختلف أنحاء العالم وتدعو الى حب الله والجار والبحث عن المشترك من واقع القرآن والكتاب المقدس وتساهم في حل أية مشاكل للاحتقان الطائفي وتدعو الى قيام مشروعات مشتركة بين المسلمين والأقباط.
وأشار الدكتور جمعة الى أن هذه المبادرة تضع أرضية مشتركة بين المسلمين والمسيحيين ليكونوا أخوة متحابين سواء على الصعيد الدولي أو المحلي مشيرا الى دعوة شيخ الأزهر لانشاء بيت العائلة المصرية كصوت مشترك للأزهر والكنيسة لمواجهة دعاوي الفتنة الطائفية وازالة أي أسباب للاحتقان بين المسلمين والأقباط.
وأكد أن محاصرة الارهاب تحتاج الى سياسة النفس الطويل وتعاون وتنسيق بين كل الجهات المعنية كما تحتاج ايضا الى دور الشباب في هذا الصدد لتوضيح الأمور مبينا الدور الذي تقوم به المؤسسة الدينية لمواجهة أي تطورات في المجتمع والعالم والتصدي لأي آثار سلبية لها بالتعاون مع الجهات المعنية.
وقال الدكتور جمعة ان تطوير الخطاب الديني يتطلب اهتماما بتطوير المناهج الدراسية في مختلف المراحل وبالنظم الاعلامية للتركيز على مايهم مصلحة الأمة والعباد بعيدا عن أية مصالح أخرى ونشر روح المواطنة والتسامح.