قال شخص تركي ألقي القبض عليه مؤخرا بتهمة الاتجار بالأعضاء البشرية في كوسوفو إن مسؤولين كبارًا متورطين معه ومن بينهم رئيس الوزراء هاشم تاتشي، وشلكت قضية اعتقال laquo;فراكنشتاين التركيraquo;، مفصلا مهمًا في التحقيقات.


ألقت الشرطة التركية القبض على جرّاح من أهل البلاد، يُلقّب laquo;فراكنشتاين التركيraquo;، متهما بأن له دورا رئيسا في إدارة عصابة في كوسوفو تتخصص في الاتجار بالأعضاء البشرية.
ويكتسب الأمر بعدا خطرا له مع ما يُزعم من أن العصابة تضم مسؤولين كبارا في حكومة بريشتينا وشخصيات أخرى رفيعة المستوى بمن فيها رئيس الوزراء هاشم تاتشي نفسه.

وجاء اعتقال فرانكشتاين، واسمه الحقيقي يوسف ارتشين سونميز، بمثابة اختراق مهم في القضية التي أُلقيت فيها شكوك على تورط اولئك المسؤولين الحكوميين في هذه التجارة. ويقول المراقبون إنه في التأكد من هذا الأمر، ومن تورط رئيس الوزراء نفسه فيها، فقد يؤثر هذا في الاعتراف الدولي بكوسوفو المستقلة حديثا عن قبضة صربيا الحديدية في منطقة البلقان المضطربة.

واعتقلت الشرطة التركية سونميز في اسطنبول بعد أمر بالقبض عليه الى شرطة laquo;الإنتربولraquo; اصدره جوناثان راتيل، ممثل مكتب المدعي العام في الاتحاد الأوروبي في كوسوفو، الذي بدأ الآن إجراءات طلب ترحيله الى العاصمة الكوسوفية بريشتينا من أجل مثوله أمام القضاء.
وقد أغارت الشرطة التركية على عيادة الدكتور سونميز في اسطبنول، وقيل إنها عثرت على الكثير الذي يلقي الضوء على خفايا السوق السوداء في الاتجار بالأعضاء البشرية والكلى بشكل خاص. كما قيل إن بين الأدلة ما يورط مسؤولين كبارا في الحكومة الكوسوفية نفسها في هذه التجارة.
وكان تقرير لمجلس أوروبا قد وجه الاتهام الشهر الماضي لرئيس الوزراء الكوسوفي بأنه تولى إدارة عصابة تضم مسؤولين كبارا في حركة التحرير تخصصت في سرقة الأعضاء من قتلى الأسرى الصرب خلال وبعيد الحرب الكوسوفية قبل نحو عشرة أعوام.

ونقلت صحيفة laquo;تايمزraquo; البريطانية عن دِك مارتي، السناتور السويسري الذي كتب التقرير، قوله إن المسؤولين الذين يتهمهم تقريره هم أيضا كبار الأسماء في العصابة التي رفع القبض على سونميز النقاب عنها الآن. وأضاف أن رئيس الوزراء تاتشي نفسه أحد هؤلاء. لكن هذا الأخير ينفي أي تورط له سواء في السابق أو حاليا في هذه التجارة التي وصفها بأنها laquo;لا إنسانيةraquo;.
ويقول الدكتور سونميز إنه أجرى مئات عمليات زرع الأعضاء. ويذكر أنه دعا علنا في السابق لتقنين تجارة الأعضاء البشرية. ولهذا فقد منعته السلطات الطبية التركية من مزاولة مهنته وألقي القبض عليه مرارا في بلاده بعد فيلم وثائقي صور بالكاميرا الخفيّة في أحد مستشفيات اسطنبول.
وقيل إن سونميز نقل نشاطه الى مكان آخر وأجرى العديد من العمليات الجراحية الي استخدم فيها اعضاء مسروقة من جثث الفقراء في تركيا وكوسوفو جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. والعام الماضي ربطه تقرير صحافي بعصابة متخصصة في الاتجار بالأعضاء في أذربيجان. لكن سونميز ينفي أي نشاط غير مشروع له قائلا إن كل الذين يقدمون أعضاءهم له يوقعون على عقود قانونية برضاهم التام.

وقال راتيل، ممثل مكتب المدعي الأوروبي في كوسوفو، وهو يدلي بشهادته أمام قاض تابع للاتحاد الأوروبي في بريشتينا الشهر الحالي، إن الدكتور سونميز laquo;جرّاح أساسي في العديد من عمليات زرع الأعضاء التي تتم في مستوصف laquo;ميديكاسraquo; بالقرب من المطار الدولي القريب من العاصمة الكوسوفية.

ويذكر أن الستار أزيح عن هذه التجارة غير المشروعة في 2008 بعدما أغمي على رجل تركي يدعي الماظ ألتون في مطار بريشتينا. ولما عاد الى الوعي أخبر شرطة الأمم المتحدة في المطار بأنه خضع لتوه لعملية جراحية في المستوصف نفسه أزيلت فيها إحدى كليتيه. وعندما أغارت الشرطة على المستوصف وجدت مريضا إسرائيليا يدعى بيزليل شيفران وقد تلقى لتوه كلية الرجل التركي.

وقد اعتقل، في ما يتعلق بهذا المستوصف، سبعة أشخاص بينهم الوكيل الدائم في وزارة الصحة الكوسوفية، ايلير براتشاي. ومنهم ايضا لطفي درويشي، وهو بروفيسير في مستشفى بريشتينا الجامعي علاوة على ابنه أربان درويشي.

وينظر قاض، ضمن هيئة أوروبية مهمتها استعادة سيادة القانون لكوسوفو، في القضية حاليا. ويتعين عليه، في نهاية الشهر الحالي، تقرير ما إن كانت مجريات الأمور في مستوصف ميديكاس تستدعي إجراء محاكمة للمتهمين.
يذكر أخيرا أنه من بين أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 198، فإن 72 دولة فقط تعترف بشرعية كوسوفو كدولة مستقلة.