يقول الرئيس العراقي جلال طالباني إن السيستاني أكد على ضرورة قيام الحكومة بحماية المسيحيين، واشار إلى أن انتقال هذه الأعمال الإجرامية إلى بقية البلدان يستدعي تظافر الجهود وتعاون حكومات البلدان المستهدفة لوضع حدّ لتلك الأعمال المشينة.


لندن: أعلن الرئيس العراقي جلال طالباني عقب اجتماع في مدينة النجف اليوم مع المرجع الشيعي الأعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني أن المرجع أكد على ضرورة قيام الحكومة بحماية المسيحيين وتقديم الخدمات الى المواطنين ومكافحة الفساد في المؤسسات الحكومية.

وقال طالباني في تصريحات الى الصحافيين عقب اجتماعه مع السيستاني quot;أن المرجع أكد في حديثه اثناء تشرفنا بلقائه على ضرورة العمل لخدمة الشعب العراقي وأن تكون الحكومة الجديدة فاعلة في تقديم خدماتها للشعب العراقي كما شدد على النزاهة ومكافحة الفساد في المؤسسات الحكوميةquot;.

واضاف أن المرجع أكد في حديثه على quot;ضرورة العمل لخدمة الشعب العراقي وأن تكون الحكومة الجديدة فاعلة في تقديم خدماتها للشعب العراقيquot;، كما شددالسيستاني ايضا quot;على النزاهة ومكافحة الفساد واننا بدورنا بيــّنا ان الحكومة الجديدة تعمل من اجل تحقيق هذه الاهدافquot;.

واشار إلى أنه شرح للمرجع السيستاني ما يتعرض له المسحيون العراقيون من استهداف وهو من جهته اكد انه سبق وان دان هذه الجريمة بحقهم واكد لنا أن العراقيين جميعا هم أخوة في هذا البلد داعيا الحكومة الى العمل على حمايتهم وكذا جميع مكونات الشعب العراقي الاخرى.

واوضح أنه شرح للمرجع ايضا ما تعرض له الاكراد الفيليون (الشيعة من الاكراد) من عمليات تهجير من قبل النظام السابق واتهامهم بانهم غير عراقيين وانهم تبعية فرد المرجع بانه مع كل المظلومين.

واضاف طالباني quot;تشرفنا بمقابلة السيد الكبير المرجع السيستاني الذي هو من الرجال الكبار الذين انعم الله بهم على العراقquot;. واشار الى انه ابلغ المرجع السيستاني بقدرة الحكومة الجديدة الجديدة جادة في تحقيق الأهداف المطلوبة منها.. ناقلاً عن السستاني قوله إن quot;العراقيين جميعهم أخوة ولانقبل الظلم على أي أحدquot;.

وقال quot;سماحة المرجع السيستاني كان ولا زال خير نعمة على العراق والعراقيين.. وقد سررت بهذا اللقاء وزيارة المدينة المقدسة التي هي منبع العلم والثقافةquot;.

وكان المرجع السيستاني وصف الاسبوع الماضي استهداف المسيحيين بأنه جريمة مدانة ترمي الى زرع الفتنة الطائفية داعيا الى التهدئة وعدم السماح بأن يعلو صوت مثيري الفتن على منطق الحكمة والتعقل والتسامح. ودان الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع quot;الجريمة التي تعرض لها المواطنون المسيحيون في مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربيةquot;.

واكد quot;أن هذا أمر مستنكر جداً وتدينه المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف فهؤلاء مواطنون أبرياء يشاركون بقية المواطنين في أي بلد بحقوق المواطنة وممارسة شعائرهم العبادية واستهدافهم بهذه الأعمال الإرهابية يعدّ جريمة كباقي الجرائم التي تستهدف بقية مواطني أي بلدquot;.

واشار إلى أن انتقال هذه الأعمال الإجرامية إلى بقية البلدان يستدعي تظافر الجهود وتعاون حكومات البلدان المستهدفة لوضع حدّ لتلك الأعمال المشينة. وحذر مواطني هذه البلدان المستهدفة quot;من مخططات هؤلاء المجرمين الذين يستهدفون زرع الفتنة الطائفيةquot;.. وطالب quot;عقلاء القوم أينما كانوا أن يعملوا على تهدئة الأوضاع وعدم السماح لمثيري لفتن أن يعلو صوتهم ويغلب منطقهم على منطق الحكمة والتعقل والتسامحquot;.

وكان طالباني وصل إلى مدينة النجف صباح اليوم لاجراء مباحثات مع السيستاني وبقية مراجع الشيعة الكبار اضافة الى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حول اخر التطورات السياسية في البلاد وانعقاد القمة العربية في بغداد اواخر اذار (مارس) المقبل.

وقام طالباني فور وصوله الى النجف (160 كم جنوب بغداد) بزيارة مرقد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ثم توجه الى ضريح آية الله محمد باقر الحكيم زعيم المجلس الاعلى الاسلامي الذي قضى بانفجار سيارة في المدينة نفسها صيف عام 2003 وضريح خلفه في زعامة المجلس الراحل عبدالعزيز الحكيم الذي توفي قبل عامين بمرض السرطان.

ومن المقرر ان يلتقي طالباني في وقت لاحق المراجع الشيعية الكبار ويعقد مباحثات مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي عاد الى العراق الاسبوع الماضي بعد غياب زاد على الثلاث سنوات قضاه في مدينة قم الايرانية لتلقي علومه الدينية واثر خلافات مع رئيس الوزراء نوري المالكي الذي قاد حملة عسكرية ضد مسلحي جيش المهدي التابع للتيار في محافظات العراق الجنوبية اضافة الى بغداد.

ومن المنتظر ان تتناول لمباحثات الرئيس العراقي في النجف دور المرجعية الدينية الشيعية في دعم العملية السياسية والاوضاع السياسية والامنية في البلاد على ضوء استكمال تشكيل الحكومة العراقية وعقد القمة العربية في بغداد والانسحاب الكامل للقوات الاميركية من العراق بنهاية العام الحالي.

وكان طالباني قد اجل الثلاثاء الماضي زيارته الى النجف بسبب سوء الاحوال الجوية في بغداد الذي حال دون اقلاع طائرته من مطار بغداد الدولي. وتعد زيارة طالباني هذه الأولى من نوعها إلى محافظة عراقية خارج إقليم كردستان العراق منذ ان إعاد مجلس النواب انتخابه لولاية ثانية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وبعد عودة الصدر إلى العراق في الخامس من الشهر الحالي واثر لقاء للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مع المرجع السيستاني الاثنين الماضي.