أكد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن التزام بلاده في حماية أمن اقليم كردستان العراق .. بينما شكك ممثل المرجعية الشيعية العليا بالمعلومات عن إعدام السعودية لعراقيين بالتزامن مع اجتماع قصير عقده الرئيس طالباني مع مقتدى الصدر في النجف .. فيما قال مسؤولون في مدينة البصرة ان عناصر القاعدة الاثنا عشر الهاربون من معتقل بالمدينة محكومون بالاعدام مشيرا الى ان القوات الامنية في المحافظة قد وضعت في حال استنفار قصوى بحثا عنهم .
بحث نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في منتجع صلاح الدين (360 كم شمال بغداد) مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس حكومته برهم صالح الاوضاع السياسية والامنية في العراق على ضوء تشكيل الحكومة العراقية الجديدة الشهر الماضي اضافة الى العلاقات الاميركية مع الاقليم وضرورة تعزيزها في مختلف المجالات .
واكد بايدن خلال الاجتماع الذي شارك فيه وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الاميركية وجيمس جيفري السفير الاميركي في بغداد والجنرال لويد اوستن قائد القوات الاميركية في العراق وعدد من كبار المسؤولين الاكراد ان للاكراد دور مهم في انجاح العملية السياسية في العراق وتشكيل حكومة الشراكة الوطنية التي اعلنت الشهر الماضي وضمت مختلف القوى والمكونات العراقية .
وقال بايدن quot;عند اجتماعنا مع كبار المسؤولين العراقيين في بغداد خلال اليومين الماضيين وحديثنا عن الحكومة الجديدة كان الجميع يصفون تشكيلها بأنها ثمرة لمبادرة بارزاني الذي جمع قادة الكتل العراقي في مؤتمر عقد في اقليم كردستان في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وهي المبادرة التي انقذت العراق من ازمة كبيرة ونحن في الولايات المتحدة سررنا بهذه المبادرة ونثمن هذ الدور المهم ودور الرئيس بارزاني في المرحلة المقبلة لانجاح العملية السياسية في العراقquot;. وقد شدد بايدن خلال الاجتماع التزام الولايات المتحدة بحماية امن اقليم كردستان.
من جانبه اكد بارزاني لبايدن تقديره والمسؤولين والشعب في اقليم كردستان للالتزام الولايات المتحدة بحماية امن الاقليم كوردستان مشددا على انه سيبذل قصارى جهده لانجاح واتمام عملية تشكيل حكومة الشراكة الوطنية . وقال quot;لقد تم الانتهاء من المراحل الاساسية والان نحن نعمل على معالجة المسائل الثانوية، ونحن نفتخر بنجاح مبادرتنا والتي اثبت شعب كردستان من خلالها انه ملتزم بالعراق الفيدرالي والديمقراطيquot;.
وكانت الولايات المتحدة ودول غربية اخرى اعتبرت مناطق كردستان منطقة محظورة الطيران على النظام العراقي السابق .. كما انها تشترك مع العراق وتركيا في لجنية امنية لمعالجة وجود قواعد حزب العمال الكردستاني التركي في اراضي الاقليم وقيام مسلحيها بعمليات عسكرية ضد اهداف حيوية داخل تركيا التي عادة ما ترد بقصف هذه القواعد او التوغل في اراضي اقليم كردستان بحثا عن مسلحي الحزب.
وكان بايدن اجرى في بغداد امس مباحثات مع الرؤساء الثلاثة للجمهورية جلال طالباني والحكومة نوري المالكي ومجلس النواب أسامة النجيفي . وقد اكد طالباني ضرورة توطيد العلاقات بين بغداد وواشنطن وتعزيزها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين .
وسلط الضوء على المراحل التي مرت بها العملية السياسية وما تمخض عنها من إتفاقات بين الكتل البرلمانية أدت إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية تضع نصب عينها خدمة المواطنين وتثبيت الإستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي في البلاد.
وقال ان العراق مقبل على مرحلة جديدة سيتم خلالها توثيق علاقاته مع باقي دول العالم وعلى مختلف الأصعدة. وتطرق الرئيس العراقي الى اوضاع المسيحيين مؤكداً إهتمام الحكومة بهذا الأمر، ومشيراً إلى أن المسيحيين لايريدون مغادرة العراق كونهم أبناء الشعب الأصلاء وهم صانعوا الحضارة في البلاد ومازالوا يساهمون في بناء العراق الجديد.
من جانبه قال بايدن أن لغة الحوار السياسي وجدت طريقها إلى العملية السياسية العراقية حيث quot;ولى زمن التناحر والعنفquot; مؤكداً حرص الولايات المتحدة على دعم العراق الجديد ومسيرته الديمقراطية. وقال quot; نحن نتمنى أن نتعامل مع عراق جديد ونقيم علاقات طويلة الأمد معه تشمل مجالات التربية والتعليم والثقافة والصحة والتجارة وباقي المجالاتquot;.
كما بحث رئيس الوزراء وري المالكي مع بايدن العلاقات الاستراتيجية بين لديهما عقب الانسحاب الاميركي من العراق بنهاية العام الحالي ووضع خطط لعلاقة تنتقل من التعاون العسكري الى السياسي والاقتصادي والثقافي.
وقال وزير الدولة الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في اعقاب المباحثات ان حكومة بلاده اتفقت مع الإدارة الأميركية على تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين في اواخر عام 2008 والتي تنص على خطط تعاون مشترك في المجالات السياسية والدبلوماسية والطاقوية والبيئية والثقافية والاقتصادية والقضائية. وأشار الى ان الجانبين اتفقا في هذا المجال على بدء اجتماعات اللجنة العليا المشتركة المكلفة بتنفيذ الاتفاقية قريبا من اجل بناء علاقات ثنائية بين الوزارات العراقية ذات العلاقة ونظيراتها الاميركية.
التيار الصدري يتظاهر ضد بايدن وطالباني يجتمع مع الصدر
وعلى صعيد زيارة بايدن الى العراق فقد نظم التيار الصدري في مدينة الكوفة عقب صلاة الجمعة التي شارك فيها للمرة الاولى منذ ثلاث سنوات ونصف زعيم التيار مقتدى الصدر تظاهرة شارك في الالالف نددت بالزيارة حاملين الاعلام العراقية معتبرين بايدن شخصية غير مرحب بها في العراق .
ومن جهته عقد الرئيس العراقي جلال طالباني اجتماعا مقتضبا في مدينة النجف اليوم مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بمنزله في منطقة الحنانة وسط النجف . وقد استغرق الاجتماع 17 دقيقة وخرج طالباني منه دون الإدلاء بأي تصريح. واجتمع طالباني في النجف قبل ان يغادرها عائدا الى بغداد عصر اليوم مع المراجع الشيعية الكبار ايات الله علي السيستاني ومحمد اسحق الفياض ومحمد سعيد الحكيم وبشير النجفي ومحمد اليعقوبي وبحث معهم تطورات العملية السياسية في البلاد.
وكان مقتدى الصدر عاد إلى العراق الأربعاء الماضي بعد غياب دام أكثر من ثلاث سنوات ونصف حيث كان يقيم في مدينة قم الإيرانية لدراسة العلوم الدينية في حوزة قم العلمية في حين يشير بعض المراقبين إلى أن خروجه من العراق كان جزءاً من صفقة بينه وبين حكومة نوري المالكي التي كانت تسعى إلى إضعاف الجناح المتشدد في التيار، واحتواءه ضمن العملية السياسية السلمية.
البصرة : عناصر القاعدة الهاربون محكومون بالاعدام
كشف مسؤولون محليون في مدينة البصرة العراقية الجنوبية عن ان عناصر القاعدة الهاربين محكومون بالاعدام لمسؤوليتهم عن التفجيرات التي وقعت في البصرة خلال الاسابيع الماضية وبينها تفجيرات العشار وشارع عبد الله وعمليات اغتيال لمسؤلين في الاجهزة الامنية مؤكدين ان السلطات القضائية سبق وان اصدرت احكاما بالاعدام ضدهم . واوضحوا ان الاجهوة الامنية في المحافظة قد وضعت في حالة انذار قصوى وباشرت حملة تفتيش واسعة بعد ان انتشرت في مناطق مختلفة من المدينة التي يقطنها مليونان ونصف المليون نسمة وفتشت عددا من المنازل في منطقة البراضعية التي يقع فيها مجمع القصور الرئاسية الذي فر عناصر القاعدة من مقر احتجاز يقع فيه .
واوضحوا ان المحافظات المجاورة لمحافظة البصرة قامت هي الاخرى بفرض حالة الانذار للاجهزة الامنية وبدأت عمليات تفتيش للمركبات القادمة من محافظة البصرة. ويخضع السجن الذي فر منه المسجونون الذين ينتمون الى دولة العراق الاسلامية التنظيم العراقي للقاعدة لاجراءات امنية مشددة من قبل الشرطة.
ومن جهته قال النائب حسين المنصوري عن كتلة الاحرار للتيار الصدري ان عناصر القاعدة تمكنوا من الهرب من معتقلهم الواقع في مجمع القصور الرئاسية في البصرة بطريقة غامضة . ونقل موقع quot;نونquot; الالكتروني من البصرة عن المنصوري قوله ان المعتقلين استطاعوا الفرار رغم تشديد الاجراءات الأمنية . واوضح ان الهاربين سبق وان اعترفوا بتنفيذ عدد من العمليات الارهابية داعيا الى فتح تحقيق عاجل بالموضوع لمعرفة الاسباب التي تقف خلفه وسط شكوك بتواطؤ عناصر امنية في عملية الهروب .
وكان معتقلون في سجن كوبر بمطار بغداد الدولي وسجن بادوش في الموصل وسجن التسفيرات في تكريت سبق وان تمكنوا من الفرار في اوقات مختلفة العام الماضي. وشهدت البضرة في الثامن من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي إحباط محاولة لهروب عدد من المعتقلين في سجن الميناء بعد تمكنهم من تفجير قنبلة صوتية حصلوا عليها في ظروف غامضة وأشهروا السكاكين بوجه الحراس الذين أحبطوا المحاولة بعد إطلاق نار كثيف استمر لعدة دقائق .
ممثل للسيستاني يشكك بالمعلومات عن اعدام السعودية لعراقيين
قال ممثل المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني ان عقد القمة العربية في بغداد خطوة مهمة نحو عودة العراق الى حاضنته العربية وانفتاحه على دول الجوار والعالم مشككا بمعلومات عن اعدام السعودية لعراقيين داعيا الاجهزة الامنية الى العمل بشكل جدي لوقف عمليات الاغتيالات بالاسلحة الكاتمة للصوت التي تشهدها بغداد ومدن عراقية اخرى مؤكدا انها عمليات تستهدف تدمير البلاد.
وقال السيد احمد الصافي ممثل المرجعية الشيعية العليا خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) ان انفتاح العراق مؤخرا على الدول العربية والاقليمية كان له نتائج أيجابية مهمة ومنها القبول بعقد القمة العربية في بغدادquot;.
ودعا الصافي حكومة بغداد الى quot;عدم الانجرار وراء بعض الدعايات المغرضة التي تحاول عزل العراق عن محيطه الاقليمي والعربيquot; مبينا ان quot;هناك بعض التصريحات التي تداولتها وسائل اعلامية كان الهدف من ورائها خلق فجوة أو ازمة بين العراق واحدى دول الجوارquot; في اشارة الى انباء عن اعدام السعودية لـ40 عراقيا قبل اسبوعين. وطالب الصافي quot;التحقق من المعلومات والتأكد منها قبيل اطلاق التصريحات التي من الممكن ان تؤدي الى عواقب لاتحمد عقباهاquot;.
وعن أسباب تشنج علاقات العراق مع بعض الدول الإقليمية أكد إنه في بعض الحالات تكون هناك معلومة تفتقر إلى الدقة فيبنى عليها موقف ويبقى هذا الموقف بما هو عليه من التشنج والتصلب نتيجة بعض المعلومات التي سربت لمصلحة ما وإنها غير مبنية على الدقة أو قد لا تكون صحيحة أصلا.
وقال quot;إن العراق الآن يريد أن يبني نفسه ويتجاوز أزمات الماضي فعندما تكون هناك محاولة من العراق أن ينفتح على الدول العربية والإسلامية وهذه المحاولات جادة ومحاولات رسمية على الإخوة أيضا في الدول العربية الرسمية أن يقابلوا هذا الانفتاح بانفتاح مماثل.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري نفى امس إعدام السلطات السعودية لأي عراقي مؤكّدًا أنه لا مصلحة للعراق إفتعال أزمات مع السعودية التي قال إنها دولة مهمة في المنطقة سياسيًّا واقتصاديًّا ودينيًّا، مشيرًا إلى أنّ الرياض اطلقت 100 محكوم عراقي فيما رفض رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الاساءة الى العلاقات العراقية مع السعودية، مشيرًا إلى تشكيل لجنة برلمانية لتقصّي الحقائق حول اوضاع السجناء العراقيين في السعودية والاحكام الصادرة بحقهم. وقال زيباري خلال عرض أمام مجلس النواب العراقي حول شكاوى من نواب صرّحوا بأن السلطات السعودية قد نفذت حكم الاعدام بحوالى 40 عراقيًا، إن هذه المعلومات غير دقيقة وأنه لم يجر إعدام اي عراقي في السعودية.
وأضاف أن وزارة الخارجية العراقية تحركت حول هذا الموضوع فور استلام شكاوى بهذا الصدد كما عقد السفير العراقي في الرياض غانم الجميلي اجتماعين هذا الاسبوع مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الامير نايف عبد العزيز وبحث الامر معهما وتبين ان هذا الموضوع غير دقيق وانه لم يعدم اي مواطن في السعودية. وأشار زيباري إلى أن السفارة العراقية أكدت ان المحاكم السعودية تحكم بالاعدام في حالتين الاولى القتل العمد والثانية الاتجار بالمخدرات وهو امر يتماشى مع القضاء العراقي.
من جانب اخر اشار الصافي بخطبته الى ظاهرة الاغتيال بالاسلحة الكاتمة في شوارع العاصمة موضحا انها quot;القضية تحتاج الى وقفة جادة من قبل الاجهزة الامنية لانها تعتبر خطيرة وربما يتم من خلالها أستهداف الكفاءات العراقيةquot;. واشار الى ان quot;عمليات التفجير بسيارة مفخخة او عبوة ناسفة هي عمليات عشوائية ربما يتم السيطرة عليها في حال ضبطت الاجهزة الامنية محاور المدن ومداخلهاquot;.مضيفا ان quot;عمليات الاغتيال بواسطة اسلحة متقنة لايمكن ان تحصل الا من خلال خلايا مسلحة مدعومة من قبل جهات كبيرة قد تعود بالملف الامني الى نقطة البداية فيعود العراق مسرحا جديدا لجرائم لايمكن السيطرة عليهاquot;.
وطالب قادة الأجهزة الأمنية الى التعامل مع هذا الامر بدقة متناهية وقال quot;عملية الاغتيالات تريد أن تنتقي كفاءات وعناصر معينة ثم تستهدف هذه العناصر والكفاءات وقد يكون وراء هذه الاغتيالات من يكون المهم أن يُتعامل مع هذه المسألة تعاملاً دقيقاً ومهنياً من اجل القضاء عليهاquot;.
وتشهد العاصمة بغداد موجة اغتيالات بالاسلحة الكاتمة طالت ضباطا امنيين كبار فضلا عن اغتيالات عشوائية اخرى. وكان مسلحون مجهولون قتلوا في الأول من الشهر الحالي ضابطا برتبة عقيد في شرطة مرور بغداد باستخدام أسلحة مزودة بكواتم للصوت شرقي العاصمة كما قتل ضابط برتبة نقيب في الشرطة بنيران مسلحين مجهولين وسط بغداد في اليوم ذاته قبل أن يقتل مدير مركز قيادة شرطة بغداد المقدم أحسان فاضل بهجوم مسلح شرقي العاصمة، إضافة إلى عمليات شبه يومية تستهدف العناصر الأمنية في مناطق متفرقة من بغداد. يذكر أن القائد العام للقوات المسلحة بحكم منصبه كرئيس للوزراء نوري المالكي أمر أوالاربعاء الماضي بتشكيل لجنة أمنية عليا مؤلفة من 15 قائدا لمتابعة عمليات الاغتيال المنظمة التي تمارس في بغداد.
التعليقات