يعطي الرئيس الفرنسي الاثنين اشارة الانطلاق لرئاسته مجموعتي الثماني والعشرين في مؤتمر صحافي يتوقع ان يتناول بشكل واسع المسائل الدولية.


باريس: يعطي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين اشارة الانطلاق لرئاسته مجموعتي الثماني والعشرين في مؤتمر صحافي يتوقع ان يتناول بشكل واسع المسائل الدولية في وقت توجه فيه انتقادات لباريس بسبب موقفها في الانتفاضة التونسية.

وسيبدأ الرئيس الفرنسي المؤتمر الصحافي، وهو الثالث فقط منذ بدء ولايته، بكلمة لنحو اربعين دقيقة يعرض فيها quot;رؤيتهquot; للرئاسة الفرنسية لمجموعة الثماني ومجموعة العشرين، بحسب الاليزيه، قبل الاجابة خلال اكثر من ساعة على الاسئلة.

ويبدو ان ساركوزي مستعد للرد امام حوالى ثلاثمئة صحافي والسفراء الاجانب المعتمدين في باريس على اتهامات بquot;التواطوءquot; او quot;المراعاةquot; وجهتها المعارضة الى دبلوماسيته ووزيرة خارجيته ميشال اليو ماري مع سقوط نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

كما يتوقع ايضا ان يسأل عن مكافحته الارهاب في منطقة الساحل الافريقية بعد مقتل رهينتين فرنسيين عند حدود مالي والنيجر، والتهديدات التي اطلقها الجمعة اسامة بن لادن للوجود الفرنسي في افغانستان وكذلك الازمة السياسية في ساحل العاج.

لكن وفي الوقت الذي لا تزال الازمة تلقي بثقلها على الاقتصاد العالمي، يود الرئيس الفرنسي اغتنام هذه المناسبة بشكل رئيسي لعرض quot;خريطة عملquot; وجدول زمني اولي لكل من الورشات الكبرى المدرجة على اجندته.

وقد ذكر ساركوزي مرارا منذ اسابيع هذه الاولويات اثناء لقاءاته واتصالاته مع ابرز قادة دول وحكومات العالم: اصلاح النظام المالي الدولي والحوكمة العالمية ومكافحة تقلبات اسعار المواد الاولية وخصوصا الزراعية واقامة سبل تمويل مبتكرة للتنمية.

وان كان ابدى عزمه على تحقيق تقدم في كل هذه المواضيع، الا ان الطموحات تبقى محدودة.

وقال مصدر مقرب منه quot;ان الرهانات معقدة للغاية، لذلك ينبغي علينا توخي التواضع وعدم اثارة امال قد تصطدم بخيبة بل الدفع بافكار ملموسةquot; مضيفا ان سنة من الرئاسة الفرنسية لن تكون كافية لتسوية هذه الملفات ورئيس الدولة يرغب في تحقيق تقدم quot;بالتعاون الوثيقquot; مع الدول الاخرى.

الى ذلك سيجتمع ممثلو الدول الاعضاء في مجموعة الثماني ومجموعة العشرين في الاليزية من الاثنين الى الاربعاء للدخول في صلب المواضيع. وبعد اجتماعات وزارية اخرى يتوقع ان يفتتح ساركوزي في اذار/مارس المقبل في بكين ندوة للخبراء مخصصة للمسائل المالية وذلك قبل ترؤسه مجموعة الثماني في دوفيل (شمال غرب فرنسا) اواخر ايار/مايو المقبل ومجموعة العشرين في كان (جنوب فرنسا) في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وبحسب الاليزيه فان الرئيس سيكرس كل عطلة نهاية الاسبوع للتحضير لمؤتمره الصحافي الذي يفتتح دورة حاسمة بالنسبة له. فقبل خمسة عشر شهرا من موعد الانتخابات الرئاسية التي من المرجح ان يخوضها ساركوزي مرشحا فان نجاحه في ترؤس مجموعة الثماني ومجموعة العشرين سيؤدي الى تحسين صورته التي تدهورت الى حد كبير منذ 2007.

وقد استمرت شعبيته في التدهور. فمن 65 الى 71% بعد ثلاثة اشهر من انتخابه، تراوحت بين 30 و33 % مع بداية هذه السنة.

ويرى برونو لومير وزير الزراعة والمندوب العام للحزب الرئاسي، الاتحاد من اجل حركة شعبية، المكلف quot;مشروعquot; 2012، فان رئاسة مجموعة الثماني ومجموعة العشرين quot;ستسمح لنيكولا ساركوزي بترسيخ مصداقيته الدوليةquot;.