صنف البعض مقطوعة موسيقية عزفها الصيني لانغ لانغ خلال الستضافة أوباما لنظيره الصيني على أنها تحوي نوايا ماكرة ضد واشنطن.
تسبب عازف البيانو الصيني الشهير لانغ لانغ في إثارة زوبعة من الجدل على صعيد العلاقات الصينية - الأميركية، بين المعلقين المحافظين في الولايات المتحدة والقوميين الأكثر عنفاً في الصين، بعدما عزف مقطوعة موسيقية، صنَّفها البعض على أنها تحوي نوايا ماكرة ضد واشنطن، خلال حفل العشاء الرسمي الذي استضاف خلاله الرئيس أوباما نظيره الصيني، هو جينتاو، نهاية الأسبوع الماضي.
فبعد أن قام لانغ بعزف مشترك على البيانو مع العازف الأميركي المعروف، هيربي هانكوك، قام بعزف مقطوعة يطلق عليها quot; My Motherlandquot; وهي أغنية وطنية صينية شجية، يعرفها معظم الناس في بكين ويحبونها.
والشيء الذي لا يعرفه سوى قليلون - لا سيما الأشخاص الذين ينتمون إلى جيل لانغ لانغ - هو أن تلك الأغنية مأخوذة من فيلم يعود إنتاجه إلى العام 1956، وتدور قصته حول الحرب الكورية، وقد تغنت بها جندية. وتثير كلماتها في الغالب ذكريات الحنين إلى الوطن، رغم أنها تصف الأعداء في جزئية ما بـ quot;حيوانات ابن آوي البريةquot; ( أو quot;الذئابquot;، حسب الطريقة التي تقوم من خلالها بترجمة إحدى العبارات الصينية الغامضة).
وفي وقت كانت تقف فيه أميركا باعتبارها عدواً للصين في الحرب الكورية، وقام الفيلم بوصف الأميركيين على أنهم أعداء، نظر بعض المدونين القوميين في الصين إلى المقطوعة التي اختارها لانغ على أنها ملاحظة ساخرة خبيثة من أميركا، تعني بإيصال رسالة خفية متعمدة.
ولم يتضح سر إقدام لانغ لانغ، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، وعاش هناك نصف حياته، وحظي بوضعية النجوم بين جمهوره من الأميركيين، على اختيار تلك المقطوعة الموسيقية التي قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إنها كانت بمثابة quot;البصقةquot; التي ألقاها في وجه مضيفيه بالبيت الأبيض.
لكن ردود الفعل الأميركية لم تكن كلها ذات طبيعة انتقادية للانغ، فالكاتب بصحيفة ذي أتلانتيك، جيمس فالوز، الذي كان حاضراً وتحدث إلى لانغ خلال حفل العشاء، قال إنه من الصعب أن يعتقد في الحقيقة أن تلك المقطوعة كانت تحتوي على أي رسالة خفية.
كما أكد لانغ نفسه أنه اختار تلك المقطوعة لأنه يحب اللحن. وأوردت عنه الصحيفة، قوله: quot;أعرف فقط تلك المقطوعة لأنها عبارة عن لحن جميل. وفيما مضى .. كان يستخدمها الناس من الناحية السياسية، وهو ما كان يحزنني في حقيقة الأمرquot;.
وعلى مدونته الصينية، قال لانغ إن الأغنية تظهر قوة الصين ووحدة الشعب الصيني، التي كان فخوراً بعرضها أمام الضيوف المتواجدين في البيت الأبيض. ولم يُعرَف إلى الآن ما إن كان لانغ قد أزال سوء التفاهم المتعلق بهذا الأمر مع موظفي البيت الأبيض المنوطين بوضع نظام المراسم لأي فعاليات أم لا. ورغم وجود أقاويل عن أن مسؤولين صينيين هم من اختاروا تلك المقطوعة للانغ، إلا أنه لا توجد أدلة على ذلك.
التعليقات