يتوقع يرتفع عدد المسلمين في بريطانيا إلى الضعف خلال 20 عاما، وهذا يجعل منها الزيادة الأكبر في عموم الدول الأوروبية.
تبعا لتقرير صادر عن laquo;منتدى بيوraquo;، وهو بنك عقول أميركي في واشنطن يعنى بالتيارات التي تشكل الحياة في الولايات المتحدة وبقية أنحاء الدنيا، فسيرتفع عدد مسلمي بريطانيا من 2.9 مليون نسمة في العام 2010 إلى 5.6 مليون في 2030. وبهذا فسيشكلون نسبة 8.2 من عدد السكان الكلي بزيادة 3.6 عن نسبتهم الآن وهي 4.6. وهذا يعني بدوره ان نسبتهم ستصير مماثلة لتلك الموجودة فقط في ألمانيا بفضل الجالية التركية العريضة.
ويقدّر المنتدى أن العام الماضي شهد هجرة 64 ألف مسلم جديد الى بريطانيا، مشكلين بهذا الرقم نسبة 25 في المائة من عدد المهاجرين الكلي. وقال التقرير إن آيرلندا الشمالية، التي تضم القدر الأقل من عدد مسلمي بريطانيا حاليا، ستضم في السنوات العشرين المقبلة العدد الأكبر من المسلمين بزيادة قدرها 188 في المائة عما كان الحال عليه في 2010. والدول الأوروبية الأخرى التي يتوقع أن يتضاعف فيها عدد المسلمين ايضا هي ايطليا والسويد والنرويج وفنلندا.
ويقول التقرير، الذي تداولته وسائل الإعلام الغربية على نطاق واسع: laquo;أحد الأسباب وراء الارتفاع الكبير المتوقع لعدد المسلمين في اوروبا، على صعيدي الأرقام المطلقة وكنسب من أعداد السكان، هو laquo;خصوبتهمraquo; الأكبر بالمقارنة مع البقية غير المسلمة وبالتالي فإن معدلات الإنجاب بينهم هي الأعلى.
ولهذا السبب نفسه يتوقع التقرير أن يرتفع عدد المسلمين في العالم ككل بنسبة 35 في المائة خلال السنوات العشرين المقبلة. وهذه نسبة تبلغ ضعفها لدى الشعوب غير المسلمة. لكن التقرير يلفت الأنظار في الوقت نفسه الى حقيقة أن معدل النمو في أعداد المسلمين أبطأ بالقياس الى العقود السابقة.
الإسلاموفوبيا.. مجددا
يقول فيليب جينكينز، عالم تاريخ الأديان وصاحب عدد من الكتب عن المسيحية والإسلام، في تصريحات أوردتها صحف رصينة مثل laquo;تايمزraquo; البريطانية وlaquo;واشنطن بوستraquo; الأميركية، إن التقرير الأخير laquo;يثير المخاوف من تأجيج نيران laquo;الإسلاموفوبياraquo; (الخوف المَرَضي من الإسلام) لأنه يقول لغير المسلمين أن هذه الشريحة الدينية التي ترتبط في أذهان العامة بالإرهاب والقتل الجماعي العشوائي، تنمو بمعدلات مخيفة وستسيطر على العالم في يوم ليس بعيدraquo;.
وكانت دراسات سابقة قد وصفت الأرقام بأنها laquo;مذهلةraquo;. فبينما كانت نسبة الأجانب في اسبانيا 3.2 في المئة العام 1998، ارتفعت حاليا الى 13.5 في المائة. وصار عدد المسلمين في عموم اوروبا أكثر من ضعف ما كان عليه قبل 30 عاما.
وفي الآونة الأخيرة في بلجيكا، مثلا، صارت أسماء المواليد الجدد الأكثر شيوعا هي محمد (وهو الأكثر شيوعا في بريطانيا الآن) وآدم ورايان وأيوب ومهدي وأمين وحمزة، أي خمسة أسماء إسلامية لكل سبعة مواليد في المتوسط.
ورغم ان الدول الأوروبية لا تملك تفاصيل أعداد المسلمين على أراضيها بسبب أنها لا تجري إحصاءاتها على أسس دينية، فمن الواضح، تبعا للمراقبين، أن مدنا بأكملها في طريقها لأن تصبح laquo;قلاعاraquo; إسلامية. ويتنبأ هؤلاء بأن البيض سيصبحون أقلية في بيرمنغهام الانجليزية بحلول 2026 وفي ليستر قبل ذلك.
والنمسا التي كانت كاثوليكية بنسبة 90 في المائة في القرن العشرين ستصبح الكاثوليك فيها أقلية بالمقارنة مع نسبة المسلمين دون سن الخامسة عشرة في 2050. ويتوقع أيضا أن يفوق المسلمون في ذلك التاريخ المسيحيين عددا في فرنسا وربما في سائر الدول الأوروبية الأخرى.
ويقول تقرير laquo;منتدى بيوraquo; الأخير إن عدد المسلمين الحالي في العالم بلغ الآن حوالي 1.6 مليار نسمة، وإن هذا العدد سيرتفع الى 2.2 مليار بحلول 2030. وهذا يعني أن معدل نموهم السكاني 1.5 في المائة مقارنة بنسبة لا تزيد عن 0.7 في المائة لغيرهم. كما انه يعني أنهم سيشكلون أكثر من ربع البشرية للمرة الأولى، إنطلاقا من نسبتهم الحالية وهي 23.4 في المائة.
التعليقات