لاقت الأحداث المصرية الحالية تأييدا على نطاق واسع من الجمهور السعودي عبر شبكات التواصل الاجتماعية الالكترونية، إضافة إلى تأييد المصريين المقيمين في السعودية لهذه الثورة، في وقت ألغت مكاتب السياحة سفر ٩٥٪ من السياح السعوديين خلال اجازة منتصف العام.

غادة محمد وأمل إسماعيل من جدة: تفاعل quot;افتراضيquot; سعودي مع الثورة المصرية يبتعد كثيرا عن أرض الواقع بفعل quot;الخصوصيةquot; السعودية التي تحظر إقامة المظاهرات الاحتجاجية أو التضامنية أيا كان شكلها.
التفاعل الشعبي كان جليا عبر شبكات التواصلالاجتماعي الالكترونية، حيث بات تأييد المظاهرات يطغى بشكل كبير على التحفظ حيال ذلك، فالعديد من المدونين ومرتادي quot;فايسبوك وتويترquot; كانوا محركي الدعم والمباركة للمظاهرات المصرية حسب قوائم تحمل شخصيات إعلامية وثقافية سعودية يصعب حصرها، مؤكدين أن الشعب المصري هو من سينجح في ترتيب البيت المصري، إذ انهتحدىكل أنواع الحظر التقني، وكذلك حظر التجوال المكاني في سبيل نيل حقوقه وحرياته، مطالباً بمغادرة وزوال النظام المصري الحالي، وعلى راسه رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك.
التفاعل الكبير طغى على تفاعل السعوديين مع كارثتهم المحلية quot;سيول جدةquot; التي سبقت quot;جمعة الغضبquot; المصرية بيومين وراح ضحيتها عشرة أشخاص وعدد من المفقودين حتى الآن حسب إعلان الدفاع المدني السعودي.
تركيب الكلمات في وصف التأييد للثورة كان غائبا عن الصحف المحلية السعودية وكان ذا حضور أشمل عبر المجتمع الافتراضي، فهناك من قال quot;إلى إخواني وأخواتي في مصر وباقي الدول العربية المقهورة قد بدأتم بالتغيير فلا تقبلوا بغير التغيير الجذري للطغيانquot; وآخر تساءل quot;من هو البلطجي؟ أهو الذي يلبس ثيابا رثة ويستغل الفوضى لسرقة ثلاجة أم ذلك الذي يلبس أغلي البدل و يسرق الملايين على مدى السنين؟quot;.
وآخرون جزموا بأن هذه هي quot;ثورة شباب مقهور، وشعب مكبوت، فقالوا ما يحدث في مصر هو من الشباب، وليس البرادعى ولا أيمن نور ولا جماعة الإخوان ولا الوفد ولا غيرهمquot;. كل هذه الجمل والتراكيب الكلامية كانت حاضرة عبر تدوينات وإرسالات لنخب سعودية حينا ومن العامة حينا آخر.
عن هذا التفاعل السعودي مع الثورة المصرية والآراء أكد المدون السعودي فؤاد الفرحان في حديث لـquot;إيلافquot; بأنه quot;مع الثورة المصريةquot; متحدثا عن دعمه التام للشعب المصري، معتبرا أن النظام أخذ فرصته لمدة ثلاثين عاما، وأضاف الفرحان أن ذلك النظام كانت وعوده quot;شبيهة بوعود إسرائيلquot; معتبرا أنه من السذاجة أن تُصدق وعود محمد حسني مباركquot;.
ورأى الفرحان أن ما يحدث بمصر هو أمر طبيعي وصحي لجميع الشعوب quot;للتخلص من الطغاة والنظام الديكتاتوري معاًquot;، وأشار إلى أن محمد البرادعي الذي يدعو اليوم إلى مبارك إلى ترك السلطة لن يبقى طويلاً فهو يعد quot;مرحلة مؤقتةquot;، وبقاؤه فيها مقبول لدى فئات عدة.
السياح السعوديون يغادرون مصر
الناشطة الاجتماعية الدكتورة سميرة الغامدي كانت إحدى شهود العيان لما حدث على أرض الواقع بجمهورية مصر، وأكدت خلال حديثها لـquot;إيلافquot; بأن الإعلام بالغ بما عرض وما نشر، فالمتظاهرون كانوا مسالمين وكانت مظاهراتهم محصورة في أماكن معينة، وأضافت الغامدي أنها كانت تتجول بلا مضايقات واصفة الوضع بالطبيعي، مشيرة إلى أن الفوضى حدثت بعد حظر التجوال وازدادت الأمور سوءاً بعد خطاب الرئيس المصري حسني مبارك وخطاب أوباما.
الطالب السعودي بمصر إبراهيم العمير الذي يدرس إدارة ونظم معلومات في إحدى الجامعات المصرية الذي كان يستعد لاستلام وثيقة التخرج بعد مناقشة مشروعه مع نهاية الأسبوع الحالي، أبدى أستياءه من الوضع الحالي في مصر، مشيراً خلال حديثه لـquot;إيلافquot; بأنه يسكن بإحدى المناطق الأكثر هدوء في مصر إلا أن ذلك الحي لم يسلم من (البلطجية) الذين باتوا يهددون ويقتحمون المنازل.
رئيس لجنة وكلاء السفر والسياحة في غرفة الرياض سابقاً وصاحب احدى وكالات السفر مهيدب المهيدب أكد في تصريح لـquot;إيلافquot; بأن قيمة الخسائر التي حصدها جراء الأحداث الراهنة في كلاً من لبنان ومصر وصلت إلى مليون ومائتي ألف ريال سعودي موزعة على 400 مقعد بتنوع درجات السفر، مبيناً بأن الحجز على مصر في إجازة منتصف العام كانت نسبته وصلت إلى 95% من مجمل الرحلات الدولية و5% على لبنان إلا أن الأحداث الجارية حدت من ذلك.
وصادق طارق القحطاني صاحب إحدى مكاتب السفر أخر في جدة على حديث المهيدب مؤكدا أن الخسائر كانت من نصيب شركات الطيران ووكلاء السفر في السعودية، مبينا أن المكاتب التي لها توجه في تنظيم الرحلات الدولية quot;ستمر على أيام عصيبة جداًquot;.
مقيمون في السعودية يتابعون الثورة..
إلى ذلك عبر عدد من المقيمين المصريين في السعودية لـquot;إيلافquot; تأييدهم للثورة الشعبية ببلادهم، رافضين في مجملهم تلك الأصوات والحركات الخارجة عن إطار التظاهر، ولاء إبراهيم (طالبة علم نفس) مقيمة في مدينة مكة أعلنت تضامنها مع المظاهرات الحالية بدون عنف على ماذكرته.
وقالت quot;أريد تغيير كامل النظامquot; ولكن ليس بالأسلوب الحالي الذي يفضي إلى العنف داعية إلى المظاهرات السلمية للتعبير عن الرأي. وأوضحت إبراهيم أن المؤلم هو رؤية وقوع الضحايا من الشباب، مؤكدة تعاطفها ورغبتها في السفر للاطمئنان على ذويها، مطالبة الرئيس مبارك بالتنحي عن السلطة.
اعلامية مصرية مقيمة بالعاصمة الرياض أكدت صعوبة رؤية بلدها بهذه الصورة وهي بعيدة عنه، رافضة قرار الرئيس المصري محمد حسني مبارك بإقالة الحكومة، وطالبت بتنحيه عن الرئاسة حتى يهدأ الغضب الشعبي، وفق قولها. وأكدتأبو النجا أنها ضد المظاهرات التي ستحرق مصر، وتؤدي إلى انقسام وطنها، مؤكدة أن ما تريده هو بقاء مصر للمصريين.
وانتقدت الاعلامية أبو النجا، مشاهد القتل والنهب، معلنة تأييدها لما قاله العاهل السعودي في خطابه أن هنالك مندسين يقفون خلف هذه المظاهرات. وانتقدت أبو النجا الثورة التونسية التي رأت أنها فتحت أبواب جهنم على نفسها وعلى مصر كذلك حسب قولها. متسائلة أين كانت الشعوب قبل خمسة وعشرين عاما وأكثر.
طبيب الأسنان مجدي الجنيدي الذي يعمل بالعاصمة الرياض أشار إلى أن بقاء الرئيس مبارك هو السبب في وجود الفوضى الحالية، مؤكدا أن المصريين سيشكلون وحدة وطنية بعد ثلاثين عاما quot;من النظام الفاسدquot;. وأكد مجدي أنه متابع لوضع بلاده من خلال القنوات الإخبارية وأنه يشعر بخليط من القلق والمرارة على البلد، مبديا تفاؤله بالأمل وطموح الشعب المكافح على حد وصفه.