رام الله: يؤكد القادة السياسيون والامنيون الفلسطينيون ان استراتيجية اللاعنف يمكن وحدها ان ترافق طلب عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة وتفشل محاولات اسرائيل لاحباطها.
واكد عضو اللجنة المركزية في حركة فتح نبيل شعث السبت ان quot;موقفنا ضد العنف دائم ويعززه التزامنا السياسي وامنناquot;.

واضاف quot;في المرة المقبلة، والارجح عندما نتمكن من تأمين تصويت في الامم المتحدة، انا واثق بان الناس سينزلون الى الشارعquot;، في اشارة الى الاستقبال الحاشد الذي حظي به الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 25 ايلول/سبتمبر في رام الله بعد تقدمه بطلب عضوية فلسطين الى الامم المتحدة والقائه خطابا امام الجمعية العامة.
وتابع شعث quot;كما قال الرئيس عباس دائما، فاننا نشجع التظاهرات السلمية والشعبية والنضال اللاعنفي، شرط الا ندع الناس يصلون الى حدود قد تتحول فيها هذه التظاهرات الى اعمال عنفquot;.

ووضعت السلطة الفلسطينية اطارا للتعبئة التي واكبت التحرك في الامم المتحدة، ومنعت اي تجمع في الاراضي خارج سلطتها بهدف تفادي صدامات مع الجيش الاسرائيلي والمستوطنين.
واكد عباس في خطابه امام المنظمة الدولية ان الشعب الفلسطيني سيواصل quot;مقاومته الشعبية والسلمية للاحتلال الاسرائيليquot; وسياسة التمييز والاستيطان.

وندد عباس دائما بما اعتبره quot;عسكرةquot; الانتفاضة الفلسطينية الثانية في العام 2000 واعتبر الامر بمثابة خطأ تكتيكي لا يصب في مصلحة القضية الفلسطينية.
واعتبر توفيق الطيراوي المسؤول في فتح والرئيس السابق للاستخبارات الفلسطينية في الضفة الغربية ان quot;هناك ادراكا فلسطينيا لكل القضايا، وخصوصا محاولات اسرائيل دفعنا الى اعمال العنف حيث ميزان القوى لمصلحتهاquot;.

واضاف لفرانس برس ان quot;اي دورة عنف ستمنح اسرائيل ذرائع لتقويض المكتسبات التي حققناها عبر طرح القضية الفلسطينية امام العالم، في الامم المتحدةquot;.
وتابع quot;عرضنا هذه القضية خلال شهر رمضان امام جميع ابناء شعبنا عبر لقاءات مختلفة. لقد اظهرنا بوضوح خطر الدخول في دورة عنف ودعونا الى المقاومة الشعبيةquot;.

بدوره، علق عدنان الضميري المتحدث باسم الاجهزة الامنية الفلسطينية quot;ثمة ادراك والتزام للنهج السياسي الفلسطيني الذي تبناه الرئيس ابو مازن (محمود عباس) لجهة المقاومة السلمية، وخصوصا ان التحرك السياسي الفلسطيني في الامم المتحدة اثبت فاعليته واظهر اننا ربحنا معركة سياسية كبرىquot;.
والواقع انه رغم تصاعد التوتر الذي واكب تقديم طلب العضوية في الامم المتحدة، فان العنف لم يبلغ المستوى الذي كان يخشى منه.

فقد قتل مستوطن اسرائيلي وطفله في 23 ايلول/سبتمبر في حادث سيارة نتج من قيام فلسطينيين برشقها في منطقة الخليل بجنوب الضفة الغربية، فيما قتل فلسطيني واصيب ثلاثة اخرون بنيران الجيش الاسرائيلي قرب نابلس في شمال الضفة.
في المقابل، فان استراتيجية اللاعنف التي تبنتها القيادة السياسية والعسكرية الفلسطينية لم تجنبها التهديد بعقوبات مالية.

وفي هذا السياق، اعلن مصدر في الكونغرس الاميركي السبت ان اعضاء في هذا الكونغرس يعرقلون تقديم مساعدة اقتصادية بقيمة 200 مليون دولار الى الفلسطينيين، ردا على طلب العضوية الذي قدمه عباس.

وقال هذا المصدر مؤكدا خبرا نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية، ان المساعدة ستبقى مجمدة quot;حتى حل هذه المسألةquot;.