يلتقي المرشحان الفرنسيان فرانسوا هولاند ومارتين اوبري، مساء الاربعاء في مناظرة تلفزيونية حاسمة ومتوترة جدا بعد الهجمات التي تبادلها المعسكران.


باريس: يلتقي المرشحان اللذان وصلا الى المرحلة النهائية في الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي في فرنسا، فرانسوا هولاند ومارتين اوبري، مساء الاربعاء في مناظرة تلفزيونية حاسمة تبدو متوترة جدا بعد الهجمات التي تبادلها المعسكران في الايام الاخيرة.

وقبيل المناظرة، حصل فرانسوا هولاند الذي احتل الصدارة في الدورة الاولى، على دعم اساسي من سيغولين روايال التي جمعت حول اسمها 7% من الاصوات الاحد.

ودعت روايال التي كانت مرشحة اليسار في 2007 الى quot;توسيع تقدمquot; هولاند، الذي هو ايضا صديقها السابق ووالد ابنائها الاربعة. واشاد هولاند بquot;اناقة ومسؤوليةquot; صديقته السابقة.

وفيما يتسم برنامج كل من المرشحين بالتقارب الشديد، ويميزهما حرصهما على quot;الواقعيةquot; في مواجهة الازمة، يسعي كل منهما الى ابراز تمايزه ويأمل في تمثيل اليسار المعتدل في الانتخابات الرئاسية في نيسان/ابريل وايار/مايو 2012.

والمناظرة حامية قبل اربعة ايام من الدورة الثانية يوم الاحد المقبل. فالجمل الصغيرة القاتلة التي اطلقت ضد الخصم او الرهانات التي اعطاها هذا المرشح او ذاك للذين انتخبوا الخاسرين في الدورة الاولى، يخشى ان تشوه الصورة التي يريد كل منهما تجسيدها عن الطامح الى المنصب الرئاسي، وعن مصداقيته وقدرته على الحاق هزيمة بالرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي.

وقد شددت مارتين اوبري التي تخطاها فرانسوا هولاند بحوالى تسع نقاط في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر، لهجتها ضد منافسها الذي لم يتخط 40% كما كان يأمل والذي تصفه بأنه يمثل quot;يسارا هشاquot;.

وهي تتباهى بتجربتها اذ كانت المسؤول الثاني في حكومة ليونيل جوسبان بين 1997 و2000، وقد اقرت اسبوع العمل الشهير المؤلف من 35 ساعة.

ورد هولاند النائب عن كوريز (وسط) quot;انا لم ارث شيئا من احدquot;، ملمحا بذلك الى بلدية ليل (شمال) التي ورثتها اوبري من اشتراكي تاريخي هو بيار موروي. واضاف ان هجمات مارتين quot;ماكرة. وانا لا احب المناورات المنحرفةquot;.

ولم يقف معسكرا المرشحين مكتوفي الايدي، وشدد كل منهما على الاخطاء المفترضة لدى كل منهما: سوء الطبع والكذب لدى مارتين اوبري والعاجز عن الحسم لدى فرانسوا هولاند.

والمتنافسان اللذان ينتميان الى الجيل نفسه، (هي في الحادية والستين من العمر، وهو في السابعة والخمسين)، الذي شب في السياسة في ظل جاك ديلور، الرئيس السابق للمفوضية الاوروبية ووالد مارتين اوبري، يتبادلان صداقة عميقة غذتها خلافات كثيرة وسوء تفاهم.

ولخفض مخاطر شن هجمات شخصية خلال المناظرة التلفزيونية، تمكن منظمو الانتخابات التمهيدية من اقناع المتنافسين بعد الجلوس وجها لوجه بل جنبا الى جنب، امام الصحافيين الذين يطرحون عليهم الاسئلة حول اربعة مواضيع: الازمة الاقتصادية والازمة الاجتماعية واوروبا ومسائل دولية، والموضوع الختامي هو quot;اي رئاسةquot; ينوي كل منهما تجسيدها.

وستتميز المناظرة خصوصا بالاطلالات التي سيقوم بها كل من المرشحين على ناخبي ارنو مونتبور اليساري والمنادي بالعولمة، والذي شكلت نتيجته (17%) المفاجأة الحقيقية لهذا الانتخاب غير المسبوق.

ولم يصدر هذا الاخير حتى الان اي تعليمات للدورة الثانية لكنه طلب ان يقدم له المرشحان اجوبة محددة في اربعة مجالات: مراقبة النظام المالي والحمائية الصناعية وتأسيس جمهورية سادسة اقل رئاسية ومكافحة الفساد.

وقال فرانسوا هولاند quot;انا من اليسار، لا احتاج الى ان اثبت ذلكquot;. لكن العولمة quot;ليست مفهوما استخدمهquot;، كما قال.

واكدت مارتين اوبري ان quot;الحمائية، لا تمشيquot;، لكن quot;ارنو مونتبور يعرض 90% مما عرضتهquot;.

وافاد استطلاع للرأي اجرته صحيفة لوفيغارز اليومية ان ناخبي ارنو مونتبور سيتوزعون بالتساوي تقريبا بين المرشحين، اذ سيحصل هولاند على 45% واوبري على 48%.

وستؤثر نبرة المناظرة ايضا على المشاركة في الدورة الثانية من الانتخابات التمهيدية. فأكثر من 2,6 مليون ناخب انتقلوا من مكان الى اخر في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر.