أكد العاهل الأردني أن بلاده أمام تحولات إصلاحية كبيرة مؤكداً الحرص على توسيع إطار المشاركة الشعبية وترسيخ الممارسة الديمقراطية.

عمّان: قال العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الاربعاء ان بلاده ماضية في الاصلاحات، مؤكدا بأن quot;الهدف النهائي من عملية الاصلاح السياسي هو الوصول الى حكومات نيابيةquot;.

وقال الملك عبد الله في خطاب العرش في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة السادس عشر ان quot;الظروف الاقليمية الدقيقة والتحولات التي تشهدها المنطقة تدفعنا إلى التأكيد على قناعتنا الراسخة، بأن المشاركة الشعبية (...) والالتزام بنهج الإصلاح وتجاوز الأخطاء وتصحيحها (...) هي السبيل الوحيد لتحقيق الإصلاح والتنمية والسير إلى الأمامquot;.

واضاف ان quot;الهدف النهائي من عملية الإصلاح السياسي هو الوصول إلى حكومات نيابيةquot;. واشار الى انه quot;حتى تنضج بنية الأحزاب ويكون لها وزن سياسي فاعل داخل البرلمان لا بد من تكريس مبدأ التشاور في تشكيل الحكومات، حتى يتشكل لدى المواطن يقين بأنه يشارك من خلال البرلمان في تشكيل الحكومات ومراقبتها ومحاسبتهاquot;.

واوضح الملك عبد الله ان quot;رؤيتنا للنهوض بوطننا الغالي تعتمد التدرج والمراكمة، وذلك من باب الحرص على الوصول إلى النتائج، التي تكفل التعددية البرلمانية والتنوع السياسي، وليس من باب المماطلة والتأخيرquot;.

واكد الحرص على quot;تكريس الركن النيابي للنظام، وذلك من خلال الأخذ بعين الاعتبار توجهات مجلس النواب، الذي يمثل تطلعات وطموحات شعبنا العزيز لدى تكليف رؤساء الحكوماتquot;. وقال quot;سنحرص على تطبيق ذلك، اعتبارا من المجلس النيابي القادم، والذي سيأتي نتاجا لهذا التحول الديمقراطي الكبيرquot;.

وتابع الملك quot;أما حزبية الحكومات، فهي قضية بيد المواطن والناخب الأردني، وهي مرهونة بقدرة الأحزاب على التنافس الوطني الحرquot;. وقال quot;نحن نريد لكل القوى السياسية أن تتحمل مسؤولياتها، وتشارك في عملية صنع القرار، وأن تكون المعارضة معارضة وطنية بناءة وركنا أساسيا من أركان الدولةquot;.

وكان العاهل الاردني كلف في 17 من الشهر الحالي الخصاونة (61 عاما)، القاضي في محكمة العدل الدولية منذ عام 2000، بتشكيل حكومة جديدة خلفا لمعروف البخيت معتمدا على سمعته الجيدة لتنفيذ الاصلاحات في البلاد. كما عين العاهل الاردني اللواء فيصل الشوبكي مديرا عاما للمخابرات خلفا لمحمد الرقاد الذي شغل المنصب منذ عام 2008.

وكان عاهل الاردن تحدث خلال اجتماعات في الديوان الملكي في آب/اغسطس الماضي مع اردنيين من مختلف الاتجاهات عن quot;تسوناميquot; من التغيير في مناصب عليا في المملكة لدفعها قدما على طريق الاصلاح، وفقا لما صرح به مشاركون في الاجتماعات. ويشهد الاردن منذ مطلع العام الحالي تظاهرات واحتجاجات للمطالبة بالاصلاح السياسي والاقتصادي ومكافحة الفساد.