قادة الائتلاف الشيعي العراقي خلال مؤتمر صحافي |
أعلن التحالف الوطني العراقي quot;الشيعيquot; اليوم وقوفه صفاً واحداً متماسكاً في دعم إجراءات اجتثاث البعثيين من المؤسسات التعليمية واعتقال قادتهم وضباط سابقين مؤكدا التصدي لمخططات من أطلق عليهم quot;الصداميينquot; وشركائهم في القاعدة لتخريب العملية السياسية... بينما شهدت بغداد ومدن اخرى تظاهرات تؤيد واخرى تعارض الحكومة في إجراءاتها هذه.
عقب اجتماع لقيادة التحالف الوطني quot;الشيعيquot; برئاسة زعيمه رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري ومشاركة رئيس الوزراء نوري المالكي قال القيادي في التيار الصدري بهاء الاعرجي خلال مؤتمر صحافي في بغداد ان التحالف يؤكد دعمه للإجراءات الادارية في تفعيل قانون المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث في المؤسسات التربوية في إشارة الى قرارات وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الاديب (القيادي في حزب الدعوة الاسلامية بزعامة المالكي) في طرد 140 تدريسيا من جامعة تكريت في محافظة صلاح الدين (175 كم شمال غرب بغداد) والاستعداد لاتخاذ اجراءات مماثلة في جامعات اخرى. ويقول الاديب ان هذه الاجراءات تهدف إلى إنقاذ الطلبة من عمليات تفخيخ عقولهم موضحا ان بعض المفصولين كانوا يعملون في الاجهزة الامنية للنظام السابق.
وللتحالف الوطني 159 نائبا من مجموع عدد اعضاء المجلس البالغ 325 عضوا ويحتل معظم وزارات الحكومة الحالية ويضم احزابا رئيسة بينها ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي والمجلس الاعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم والتيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر والمؤتمر الوطني برئاسة احمد الجلبي وحزب الفضيلة بقيادة الشيخ محمد اليعقوبي إضافة الى تنظيمات شيعية أخرى.
وأضاف الاعرجي أن اجتماع التحالف الوطني أكد quot;وقوفه صفا واحدا متماسكا الى جانب الحكومة في إجراءاتها ضد المتورطين في المخططات الاجرامية من الصداميين وحلفائهم في تنظيم القاعدة والمجاميع الارهابية الاخرىquot; في إشارة الى اعتقال السلطات خلال الايام القليلة الماضية لحوالى 500 من ضباط الجيش السابق وقادة حزب البعث المحظور في عدد من المحافظات العراقية على ضوء تقارير تشير إلى أنّهم كانوا يخططون لعملية انقلاب عسكري ضد الحكومة والعملية السياسية برمتها عقب الانسحاب الاميركي من البلاد في نهاية العام الحالي.
وشدد على quot;ضرورة دعم القوات الأمنية ومؤازرتها في تحملها المسؤولية وحفظ الأمن الداخلي والخارجيquot;. وأشار إلى أنّ اجراءات الحكومة لاتستهدف الا اولئك المتورطين بمخططات اجرامية ارهابية تهدف الى زعزعة أمن واستقرار العراق.
تظاهرات في بغداد ومدن أخرى تؤيد الحكومة وأخرى تدعو إلى إسقاطها
شهدت ساحة التحرير وسط بغداد ومدناً أخرى اليوم تظاهرتين متقابلتين شارك فيهما المئات من المواطنين واحدة مؤيدة للحكومة في إجراءاتها لاعتقال من تقول انهم بعثيون متورطون في مخطط يستهدف العملية السياسية واخرى معارضة جرت تحت شعارquot; كفاكم إعتقالات ولن تذلوناquot;.
فقد تظاهر العشرات من العراقيين معلنين تأييدهم لحملة الاعتقالات التي تنفذها الاجهزة الامنية منذ ايام ضد قادة حزب البعث المحظور والجيش العراقي السابق. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها quot;من يحن إلى البعث وأيامه عليه مغادرة العملية السياسية... وquot;مؤامرات البعث الصدامي بدأت مع ولادته ولن تنتهي إلا بالقضاء عليهquot;.. وquot;هنيئا لشعبنا وقواته المسلحة سحق المؤامرة البعثيةquot;.
وفي المقابل تظاهر عراقيون ضد هذه الاجراءات وحملوا شعارات تقول quot; كفاكم اعتقالات ولن تذلوناquot;. ونظم هذه التظاهرة تجمعات الثورة العراقية الكبرى وائتلاف ثورة 25 شباط وتجمع شباب الانبار وائتلاف ارحلوا وهي من التجمعات الشبابية الناشطة التي تنظم تظاهرات الاحتجاج الاسبوعية التي تشهدها بغداد ومدن اخرى منذ الخامس والعشرين من شباط (فبراير) الماضي.
وندد المتظاهرون بحملة الإعتقالات الاخيرة التي طالت مواطنين في بعض المحافظات بتهمة الانتماء الى حزب البعث المحظور مطالبين بإسقاط الحكومة ومرددين هتافات مناوئة لها. وطالبوا الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين الذين رفعت صور بعضهم فورا والتوقف عن مصادرة حرية المواطنين واعتقالهم تحقيقا لاجندات خاصة متهمين رئيس الوزراء نوري المالكي بالوقوف شخصيا وراء هذه الاعتقالات. وأشار المتظاهرون إلى أنّ المصالحة الوطنية تقتضي التسامح ونسيان الماضي مؤكدين أهمية تولي القضاء حسم الأمور في التهم الموجهة للمعتقلين وليست قوى سياسية تهدف الى الانتقام.
واصدر المتظاهرون بيانا حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه جاء فيهquot; تسع سنوات عجاف مرت على العراق باستثناء المشروع الوطني الممانع الذي بدأ بأفراد يكبر بتضحيات ابنائه فكانت المقاومة التي قاتلت وقدمت الكثير لنصرة الشعبquot;.
وأضاف انه quot;لتكتمل الصورة ويعرف العالم بأن شعب العراق رافض للاحتلال بكل الوسائل المتاحة ورافض لما يترتب عليه من عملية سياسية وحكومات ودستور فكان من نتائجها اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما نيته سحب جنوده من العراقquot;.
وقال quot;لكن هذا الاعلان جعل سياسيي السلطة يتخبطون ويصيبهم الهلع من متغيرات الايام المقبلة سعيا محموما لاستباق هروب حليفهم المحتل فتراهم يستقوون على الابرياء ويزجونهم في السجون من خلال إطلاق حملة اعتقالات شرسة طالت مختلف المحافظات لإسكات كل الاصوات الرافضة وإقصائها بحجة محاربة البعثيين والصداميين ليعيدوا علينا عزف الاسطوانة المشروخة التي ملتها آذان شعب العراقquot;.
واستطرد بيان المتظاهرين يقول quot;واليوم نحن مطالبون بإحياء التحرك الشعبي والنهوض به للقضاء على كل الادران التي سيتركها الاحتلال ان كان صادقا بإعلان انسحابه ولنحقق حريتنا من كل اشكاله ولنواصل الثورة الشعبية ان كان كاذبا للضغط على حكومته الخامسة في العراق سعيا الى التحريرquot;. وشدد بالقول quot;اننا ندعوكم ايها العراقيون لاستنهاض الهمم وتكونوا في نصرة كل المعتقلين في غياهب السجون وبداية جديدة تسجل للحركة الاحتجاجية وثورة الشعب لتصل ذروتها في نهاية العام الحاليquot;.
وفي مدينة الفلوجة في محافظة الانبار الغربية تظاهر آلاف ضد إجراءات الاجتثاث والاعتقالات.. فيما تظاهر آلاف في محافظة صلاح الدين (شمال غرب) تأييدا لقرار مجلس المحافظة بإعلانها اقليما مستقلا اداريا واقتصاديا.
يذكر ان قضية الاعتقالات وفصل الاساتذة الجامعيين تتفاعل بشكل خطير حاليا حيث تقوم القوات العراقية بالقبض على قياديين بعثيين وضباط سابقين، على خلفية اتهامهم بتشكيل تنظيم quot;إرهابيquot; لإسقاط العملية السياسية متخذة بعداً طائفياً، يهدد استقرار البلاد.
وكانت وزارة الداخلية العراقية اعلنت مطلع الاسبوع الحالي عن إحباطها مخططًا يقوده أعضاء من حزب البعث لإسقاط العملية السياسية في العراق. وقال وكيل وزارة الداخلية اللواء حسين كمال إن الوزارة أحبطت مخططًا خطرًا لإسقاط العملية السياسية، يقوده quot;حزب البعث الصداميquot; في عدد من محافظات البلاد. وأضاف أن عملية نوعية أسفرت عن إلقاء القبض على أكبر شبكة تنتمي إلى حزب البعث الصدامي، منتشرة في محافظات الفرات الأوسط وشمال العاصمة بغداد حيث وصل عدد المعتقلين الى حوالى 500 شخص.
وأوضح أن الشبكة المسؤولة عن تنفيذ المخطط نظمت صفوفها بعد عام 2004 وانتظمت في صفوف الجماعات الإرهابية، وكانت تخطط لعمليات إرهابية وتخريب بعد الانسحاب الأميركي من العراق. وأكد أن معظم الأعمال الإرهابية نفذها البعث الصدامي كانت تتبناها القاعدة لأسباب سياسية، مشيرًا إلى أن التحقيق جار لمعرفة بقايا التنظيم.
ويشهد عدد من المحافظات العراقية حاليًا حملات اعتقال ضد أعضاء في حزب البعث المنحل، والتي بدأت في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار، حيث ألقي القبض على العشرات من ضباط الجيش السابق وأعضاء في الحزب، بعد ورود أسمائهم من وزارة الداخلية في بغداد.
وكان المالكي قال الأحد إن quot;بقايا النظام السابق ما زالوا يمارسون الدور الإرهابي نفسه، فهم شركاء في كل الأعمال الإجرامية، التي تستهدف العراقيين، إلى جانب القاعدة وغيرهاquot;. كما قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مطلع الشهر الحالي تنفيذ إجراءات هيئة المساءلة والعدالة ضد 140 أستاذاً أو موظفاً من جامعة تكريت، وفصلهم عن العمل، فيما اضطر رئيس الجامعة إلى إعلان استقالته من منصبه اعتراضاً على تلك الإجراءات.
واتهم وزير التعليم العالي علي الأديب quot;القيادي في حزب الدعوة الإسلامية الشيعيquot; خلال الأسبوع الماضي سلفه عبد ذياب العجيلي quot;القيادي في الكتلة العراقية وهو سنيquot; بأنه كان يدير الوزارة quot;بإرشادات من قبل حزب البعث، مشيرًا إلى أن المائة والأربعين شخصًا الذين تم إبعادهم من جامعة تكريت كانوا مشمولين بقانون المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث.
يذكر أن الدستور العراقي منع عودة حزب البعث إلى الحياة السياسية بعد سقوط النظام السابق عام 2003، وتشكلت إثرها هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث، لكنها لم تفرض عقوبات قضائية على أعضائه سوى الإبعاد من الوظيفة. ومنعت الهيئة التي تشكلت كبديل من هيئة اجتثاث البعث مئات المرشحين من المشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من اذار (مارس) عام 2010 نظرًا إلى ارتباطهم بحزب البعث.
وكانت الحكومة العراقية أقرّت في مطلع حزيران (يونيو) الماضي مشروع قانون يحظر نشاط حزب البعث، ويفرض عقوبات بالسجن تصل الى عشر سنوات، على من ينتمي الى هذا الحزب المنحل او الى الكيانات والأحزاب والانشطة العنصرية والتكفيرية.
التعليقات