يسعى مسؤولون عسكريون أميركيون إلى تنفيذ عملية إصلاحية تهدف إلى إعادة دمج المتمردين السابقين في المجتمع الأفغانيّ، وتجعل منهم مواطنين عاديين يخضعون لسلطة الحكومة. وذلك بتعليمهم مهنا تدرّ مالا وتعفيهم من القتال بمقابل، على غرار تربية النحل وتعليم اللغات ودروس الخياطة.


عدد كبير من المعتقلين الأفغان تبين أنهم كانوا يقاتلون لكسب المال لا غير

كابول: تبذل الولايات المتحدة جهودا في أفغانستان بهدف تعليم مقاتلي طالبان حرفاً لكسب لقمة عيشهم بطريقة قانونية بعد إطلاق سراحهم.

وفي الوقت الذي تقول فيه الولايات المتحدة إن هذا البرنامج يهدف إلى الإصلاح في طالبان، يعتبر البعض أنه سابق لأوانه ويقوّض سلطة الحكومة الأفغانية، بحسب تقرير لصحيفة الـquot;فورين بوليسيquot;.

يحاول مسؤولون عسكريون اميركيون تنفيذ عملية إصلاحية تهدف إلى إعادة دمج المتمردين السابقين في المجتمع، وتجعل منهم مواطنين عاديين يخضعون لسلطة الحكومة الأفغانية.

ويهدف البرنامج إلى تعليم المقاتلين السابقين الذين تم القبض عليهم، مهارات وحرفا تساعدهم على كسب العيش القانوني، مثل تربية النحل، تعليم اللغات ودروس الخياطة، لتجنيبهم الانخراط في القتال مرة جديدة.

وعلى الرغم من الأهداف الايجابية التي يسعى هذا البرنامج إلى تحقيقها، قوبلت هذه العملية بالشكوك والعراقيل، خصوصاً في ظل تعثر الجهود الأفغانية للمصالحة مع عناصر طالبان منذ شهر أيلول/ سبتمبر عند اغتيال رئيس المفاوضين برهان الدين رباني.

لا تزال الشكوك قائمة حول ما يمكن أن ينجزه هذا البرنامج ، غير أن المسؤولين الأميركيين يعتبرون أن إعادة دمج المقاتلين السابقين في المجتمع أمر بالغ الأهمية ورئيس في طريق الوصول إلى دولة آمنة في أفغانستان.

ويقول مسؤولو البنتاغون انهم يتوقعون ضغطاً عسكرياً من قبل الولايات المتحدة على الارض لمساعدتهم في هذه العملية بحلول نهاية هذا الشتاء، لكنهم يقرون بأن عددا قليلا من مقاتلي طالبان على استعداد لإلقاء أسلحتهم.

انضم نحو2350 مقاتلا سابقا إلى برنامج إعادة التأهيل بشكل علني، وذلك وفقاً لما نقلته قوة المساعدة الامنية الدولية (ايساف).

ونقلت الصحيفة عن اللواء فيل جونز، مدير خلية الإدماج في قوة المساعدة الأمنية الدولية، قوله إن quot;هذه العملية تم تصميمها لتستهدف شريحة معينة من الناس، ويجب أن يؤخذ التدقيق على محمل الجد، فبعض المنضمين إلى البرنامج من المتمردين في حركة طالبان، والبعض الآخر من المجرمين والمستفيدينquot;.

ويرى البعض أن الحكومة الأفغانية غير قادرة على القيام بهذه الخطوات الإصلاحية في الوقت الراهن، فيما يقول بعض المقاتلين إنهم تركوا أسلحتهم ولكنهم لم يتلقوا أياً من التقديمات التي وعدوا بها.

من جهتهم، يعتبر المسؤولون في برنامج إعادة التأهيل أن عملية التأهيل هي الهدف الرئيس، على الرغم من أن حجم البرنامج متواضع جداً (276 مقاتلا من بين آلاف تحتجزهم القوات الاميركية)، لكنهم أملوا في أن يتوسع النشاط في الأشهر المقبلة، لأنهم يعملون حالياً على دراسة الملفات الفردية للمقاتلين.

ونقلت الـ quot;فورين بوليسيquot; عن العقيد ديفي درايغر، رئيس برنامج التأهيل وإعادة الإدماج في الفرقة 435 في باروان، قوله ان مسؤولي السجن يعملون في المقام الأول على انتقاء السجناء من quot;المزارعين البسطاءquot;، وغيرهم من الذين حملوا السلاح من أجل المال فقط.
واضاف: quot;الهدف من هذا البرنامج هو تحويل السجناء من مقاتلين من أجل 10 دولارات إلى حرفيين يملكون مهارات تخولهم الحصول على عمل يؤمن لهم لقمة العيش ويعفيهم من القتال من أجل المالquot;.

يشار إلى أن أكثر من 70 في المئة من المشاركين في البرنامج أميون لا يعرفون القراءة والكتابة، واختار معظمهم الانضمام إلى دورات القراءة والكتابة بلغة quot;الضاريquot; وquot;الباشتوquot; (اللغات الأفغانية الأصلية)، كما أن البعض الآخر اختاروا دورات باللغة الانكليزية.

ويناقش المسؤولون عن البرنامج إضافة التدريب المهني المتقدم إلى أعمال البرنامج، مثل النجارة ، والأعمال الكهربائية، لكنهم يخافون من أعمال العنف أو الفرار في صفوف السجناء التي قد تصاحب دورات تدريبية كهذه.

ويأمل جونز في أن ينمو البرنامج ليصبح quot;حافزاً لحركة اجتماعية أوسع من أجل السلامquot;، مشيراً إلى أن تحويل المقاتلين إلى مواطنين منتجين أمر من الصعب تحقيقه بسبب عدم تحقيق أي تقدم ملموس في تحقيق المصالحة في ظل أجواء انعدام الثقة التي تسود البلاد.