أثار فوز حزب النهضة الإسلامي التونسي بأكثر من 40% من أصوات الشعب التونسي في انتخابات المجلس التأسيسي، العديد من التساؤلات حول مدى تكرار هذا السيناريو في مصر وتحقيق التيارات الإسلامية، ولاسيما جماعة الإخوان المسلمين، الغالبية في البرلمان المقبل.


هل يفوز إخوان مصر بالأكثرية الساحقة في انتخابات مجلسي الشعب والشورى المقبلين؟

القاهرة: توقّع العديد من السياسيين أن يختلف المشهد السياسي في مصر بحصول الإخوان في الانتخابات النيابية المقبلة على نسبة أكبر من 30 %، فيما قال آخرون إنه من الصعب توقع نتائج إنتخابات مجلسي الشعب والشورى على ضوء ما حدث في تونس.

يقول سعد عبود نائب رئيس حزب الكرامة لـquot;إيلافquot; إن تكرار ما حدث في انتخابات تونس، المتمثل في حصول حزب النهضة على نحو40 %، سوف يتحقق في مصر، ولكن سوف تزيد نسبة حصول الإسلاميين في البرلمان على 50 % من مقاعد مجلسي الشعب والشورى في الانتخابات المقبلة، وهي النسبة التي تحقق لهم الغالبية والمشاركة في تشكيل الحكومة الجديدة.

وأرجع توقعه إلى أن الإخوان هم الأكثر تنظيمًا واستعدادًا للانتخابات، مشيراً إلى أن هناك ميولاً عامة من جانب الشعوب العربية نحو الإسلاميين، وما حدث في تونس سوف يتكرر في مصر ودول الربيع العربي كافة، وأن نسبة سيطرتهم على الانتخابات سوف تختلف من دولة إلى أخرى.

ووفقاً لقول أبو العز الحريري الناشط السياسي لـquot;إيلافquot; فإن هناك عوامل عديدة ما زالت تتحكم في نتائج انتخابات الدول العربية، أهمها وجود قصور عام لدى الناخب العربي في كيفية إختيار من يمثله، بسبب ضعف الثقافات والتقويمات السياسية ووجود نسبة مرتفعة من الأمية.

وأضاف أن كل هذا يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية لدى الناخب العربي عند الاختيار، لذلك نجده فريسة سهلة للحصول على صوته، وما حدث في تونس من سيطرة التيار الإسلامي يرجع إلى هذه الأسباب، وهو ما سيحدث في مصر، ولكن سيطرة حزب النهضة الإسلامي على الانتخابات في تونس يرجع إلى أن الأحزاب هناك مازالت في فترة انتقالية، وليست لديها خبرة في العمل السياسي، فبالتالي كان من السهولة السيطرة على الانتخابات.

ويتوقع أبو العز الحريري حصول الإخوان فقط على نسبة كبيرة في الانتخابات المقبلة، ولكنها لن تستطيع تحقيق الغالبية في البرلمان، معتبرًا أن حركة الإخوان هي الأكثر تنظيمًا، وتتمتع بشعبية في الشارع، إلى جانب توافر المال لدى الجماعة، في حين نجد أن باقي القوى الإسلامية تسود بينها الخلافات، التي ظهرت في تحالفاتهم الانتخابية، كما إن خبراتهم السياسية والانتخابية ليست كبيرة.

حسب وجهة نظر الدكتور ناجح إبراهيم القيادي البارز في الجماعات الإسلامية، فإنه من الصعب توقع نتائج الانتخابات البرلمانية في مصر، لوجود عوامل عديدة مازالت تتحكم في اختيارات المرشحين، من بينها شراء الصوت وتحكم القبائل والعائلات والعصبيات، وخاصة في الصعيد والمحافظات الساحلية والحدودية، وهذه العوامل قد تصبّ في مصلحة فلول quot;الوطنيquot;.

متوقعًا تغير الخريطة السياسية في الانتخابات المقبلة بحصول التيار الإسلامي على نسبة مرضية داخل البرلمان المقبل، ولكن من الصعب التأكيد على تحقيق الغالبية، وتشكيل الحكومة المقبلة، حيث ستكون هناك نسبة من المقاعد من نصيب ائتلاف الثورة وباقي الأحزاب السياسية، ونسبة لن تكون بسيطة لمصلحة المستقلين الفرديين، وكذلك فلول الحزب الوطني والنظام السابق.

وأكد إبراهيم لـquot;إيلافquot; أن ما حدث في تونس سوف يتكرر، والإخوان هم الفيصل، والتيار الديني القادر على تحقيق ما حققه حزب النهضة التونسي، ولكن ستكون بنسب أعلى، حيث إن الإخوان أكثر انتشارًا وأكبر تاريخًا عن إخوان تونس.

واستبعد سفير نور عضو الهيئة العليا في حزب الوفد لـquot;إيلافquot; تكرار نتائج انتخابات تونس بحصول حزب النهضة الإسلامي على 30% من تشكيل المجلس التأسيسي، متوقعًا عدم حصول أي تيار سياسي على الغالبية في البرلمان، ومن بينهم التيار الديني وجماعة الإخوان المسلمين.فالمتوقع وجود تيارات سياسة عديدة في البرلمان، وهنا سوف يكون الحل اللجوء إلى التحالفات.

لهذا فإنه يتوقع ضرورة لجوء التيارات الدينية إلى هذا الأمر، إذا كانت لديهم إرادة وطموح سياسي لتشكيل الحكومة، ولكن هذا السيناريو لن ينجح في ظل الخلافات العديدة بين التيارات الدينية، وسعي كل فصيل ديني إلى إعلاء صوته، بالتالي لن يكون هناك توافق مع التيار الأقوى في البرلمان، وهو الإخوان، سعيًا نحو هذا التحالف، مؤكدًا أن كل هذا سوف يصبّ في مصلحة التيارات السياسية الأخرى في تحقيق تحالفات ناجحة لضمان تشكيل الغالبية، وبالتالي تشكيل الحكومة.

من جانبه، دعا محسن راضي القيادي الإخواني إلى احترام إرادة الشعوب ونتائج الانتخابات في دول الربيع العربي. وقال لـquot;إيلافquot; إن حصول حزب النهضة على الغالبية في الانتخابات التونسية أمر يؤكد ثقة الناخب التونسي بالتيار الإسلامي. وأضاف: نحن في مصر نعمل جاهدين ساعين نحو حصولنا على ثقة الناخب، وقد قدمنا ثمناً لذلك في المعتقلات والتعذيب في السجون من قبل النظام البائد وجهاز أمن الدولة المنحل.

وِأشار إلى أن الجماعة سوف ترضى باختيارات الشعب مهما كانت نتائجها، ومن الصعب توقع تكرار ما حدث في تونس نفسه في مصر بحصول الإسلاميين على الغالبية البرلمانية، وقال: لكن هذا لا ينفي وجودنا في الشارع، وقدرتنا بثقة الشعب على تحقيق نتائج مرضية لنا، ولا يشترط الحصول على الغالبية، لأننا لا نسعى إلى هذا في الوقت الحالي، بدليل عدم ترشحنا في كل الدوائر الانتخابية.

معتبرًا أن الخريطة السياسية في مصر قد تغيرت بعد ثورة 25 يناير، وقال: للإخوان وجود على سطح المشهد السياسي، ويجب عدم التخويف من حصولهم على الغالبية البرلمانية، ولابد من إعطائهم الفرصة، وبعد ذلك يكون الحكم عليهم.